صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حتى لا يلحق عبد الرؤوف بـ(المغضوب عليهم)

72

 

ضربة البداية

علاء الدين السناري

حتى لا يلحق عبد الرؤوف بـ(المغضوب عليهم)

أسعدني مثل غيري من محبي الهلال، الظهور الجيد لعبد الرؤوف في مباراتي الأهلي المصري والشرطة القضارف، وذلك لعدة أسباب من أهمها معاناة الفريق في صناعة اللعب، بجانب نقص العناصر الموهوبة، فقد أظهر اللاعب امكانيات عالية في زمن وجيز يبشر بأن الأزرق كسب لاعب (فلتة) وبمزيد من المشاركات والانسجام سيظهر بشكل أكثر تميزاً ويكون ضمن حجار أساس هلال المستقبل، ولهذا أتفهم الهالة الكبيرة التي أحاطت باللاعب من قبل الإعلام والجماهير.
لكن قبل الاندفاع في التغزل في عبد الرؤوف يجب أن نتذكرجميعاً أن هذا (الفيلم) لا يعرض لأول مرة، فقد شاهدناه من قبل مع عدد من اللاعبين الذين رفعهم إعلام وجمهور الهلال لعنان السماء قبل أن يتحولوا لـ(مغضوب عليهم) لاحقاً.
ولا تكمن المشكلة في امكانيات اللاعبين المعنيين، لأنهم إذا كانوا يفتقرون للامكانيات والموهبة لما لعبوا في الهلال ولما وجدوا حظهم من الهالة الإعلامية والجماهيرية.
ولكن تبقى الحقيقة أن كرة القدم الآن ليست موهبة فقط، بل هي صناعة تقوم على منظومة متكاملة يعنينا منها في هذا المقام، الحالة النفسية للاعب، التي تتأثر بما يدور حوله، وفي ظل عدم تربية رياضية على أسس سليمة يبقى من الصعب انتظار تألق اللاعبين وتقديمهم لمستويات ثابتة، في ظل ضغوطات مضاعفة عليهم بسبب أنهم موهوبون، الأمر الذي يجعل الجمهور ينتظر منهم الكثير، بما في ذلك تولي مسؤولية فريق يشارك في مباريات –قطعاً- هي أكبر من أن يتحملها لاعب واحد، ناهيك عن أن هذا اللاعب غير معتاد على مثل هذه الضغوطات والرهان عليه باستمرار.
كما ذكرت، فيلم عبد الرؤوف الحالي سبق وأن شاهدناه، مع موفق صديق وصهيب الثعلب وبشة الصغير وولاء الدين موسى، وفارس عبد الله وغيرهم الكثير.
الأمثلة المذكورة قدمت نفسها بشكل جيد ووقف الجميع على حجم امكانياتها لكن أي منهم لم يستطع تقديم مستوى ثابت يحجز به مقعد دائم في تشكيلة فريقه، وقبل ذلك مقعد دائم في قلوب محبي الهلال.
مع كل لاعب يظهر بشكل مميز، تقوم الدنيا ولا تقعد، تقارير صحفية، حوارات، مقابلات تليفزيونية، إحصاءات رقمية، وفوق ذلك اهتمام جماهيري غير مسبوق انعكاساً لهذه الهالة الإعلامية.
هناك لاعب، جهلاً منه، يعتقد بعدها بأنه صار خليطاً من (ميسي وكريستيانو ونيمار)، وأنه أهم لاعب في الهلال ليتفاجأ بعدها بأن ليس كل الخصوم (الشرطة القضارف وهلال كادوقلي)، وحينما يظهر التحدي الأكبر يفشل في مجرد أساسيات مثل الاستلام والتمرير، ناهيك عن استعراض موهبته، وبعضهم يكون مدركاً لأنه ما زال في البداية وينقصه الكثير، لكنه يتعرض لضغط هائل من جماهير تنتظر منه أن يكون هو (السوبرمان) في وجود عناصر أكثر خبرة منه وتعوداً على المباريات الصعبة، فتهاجمه على الأخطاء العادية وتهتف ضده فتزداد الأمور تعقيداً.
بداية عبد الرؤوف قوية، لكن يجب العلم بأن الدقائق العشر التي لعبها ضد الأهلي المصري هي أول مباراة أفريقية في تاريخه، لا تثقلوا عليه، دعوه يلعب في هدوء بعيداً عن ضغوطات البدايات، فما ينتظره الهلال من هذا اللاعب كثير جداً، لا تتعجلوا نهايته وانضمامه للمغضوب عليهم سريعاً.
المحيطون باللاعب سواء في الفريق أو خارجه، يجب أن يكون لهم دور في هذا الأمر، يجب أن يبعدوه عن الضغط والهالة الإعلامية.
ختاماً، يمتاز عبد الرؤوف بشخصية هادئة، شأنه شأن انسان شرق السودان بصورة عامة، لذا يجب أن نعزز فيه هذا الهدوء، حتى يصعد سهمه ولا يهبط.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد