حراك سحب الثقة

نبض الصفوة

امير عوض

حراك سحب الثقة

في كل يوم يستقبل هاتفي عشرات المكالمات و الرسائل المتسائلة عن الحراك المريخي الجماهيري لسحب الثقة من مجلس الفشل و الأقزام الادارية.

البعض ظن بأن الحراك قد مات و أن أهله إنفضوا من حوله.. و ما دري هؤلاء عن العمل الكبير و المجهود الثر الذي يتم بذله بتناغم تام بين اللجان في سرية و همة و نشاط طيلة الفترة الماضية.

و لأن الجمهور المريخي شريك أصيل في هذا العمل.. كان لزاماً علينا الآن تقديم تنوير مبسط و وافي لكل ما تم و سيتم في المستقبل القريب بإذن الله.

بدايةً كانت الانطلاقة الحقيقية لتوحيد الجمهور و نقل أشواقه لأرض الواقع عبر لجنة العضوية التي جابت العاصمة من أقصاها إلي أدناها وصولاً لأهل الوجعة من أعضاء الجمعية العمومية من أجل التوقيع علي استمارة سحب الثقة من مجلس الفشل.. و هو الأمر الذي تنادي له المريخاب بالألوف حتي بلغ عددهم خلال أيام 2019 مريخي كامل الأهلية و الأحقية في أن يدلي برأيه بوضوح في فشل المجلس الذي لا يتناطح عليه عنزان.

و هنا.. فقد تعاظمت المسئولية.. بعد أن حوت القائمة كل هذا العدد الكبير بكل من فيه من قامات و هامات سامقات في دنيا الأحمر.. فكانت النواة الأولي للتنظيم عبر تكوين لجنة تنسيقية حوت بداخلها كل الشباب الفاعلين من لجان العضوية و اللجنة القانونية و قادة التنظيمات الجماهيرية و صُناع الرأي من كل حدب و صوب.

و من رحم هذه اللجنة العملاقة بدأت خطوات التنظيم عبر مخاطبة المجلس و الاتحاد العام و مفوضية هيئات الشباب و الرياضة الولائية.. لعلم الجميع بالتناقضات القانونية التشريعية في بلادنا في ظل وجود قانون رياضة غير مواكب و نظام أساسي للمريخ يمنح الشرعية الاشرافية للمفوضية الولائية الأمر الذي يتعارض مع النظام الأساسي لاتحاد كرة القدم الذي ينص علي أن المريخ عضواً من أعضاء مكوناته.

هذه التقاطعات القانونية.. وضعت الجميع أمام عصف ذهني رهيب.. جعل اللجنة تضع في حساباتها سيناريوهات لقيادة عملها و العبور به نحو الغايات الأسمي.

و كانت مخاطبة المجلس يوم 8/7/2020 و من ثم الانتظار لـ30 يوماً كما نصت بذلك المادة (17) من النظام الأساسي لنادي المريخ.

في خلال فترة الـ30 يوماً.. تخيل البعض أن الحراك قد مات.. و لعل الأغلبية كانت تنتظر نتائجاً ملموسة خلال أسبوع من تقديم الطلب و ما درّوا بأن أي تحرُك لابدّ أن يتم بسند قانوني سليم.

ما دار خلال هذه الفترة من اللجان.. هو عقد لقاء جامع مع مجلس الشوري المريخي لوضعه في الصورة و الاستنارة بهدي رأي عضويته السديد.. و بعدها عقدت اللجنة اجتماعاً مطولاً بصورة سرية مع البروف كمال شداد حتي يستمع الأخير للقصة من الجانب الآخر بعد أن تعرّض للشحن بعشرات المعلومات المغلوطة و هو البعيد عن الملاعب أو مطالعة الصحف الرياضية.

لقاء شداد أثمر عن عدم اعترافه بآدم سوداكال كرئيس لنادي المريخ بعد أن أطلعته اللجنة علي المواد القانونية التي تحول بين سوداكال و الرئاسة في النظام الأساسي.. و لشدّ ما هالني لحظتها ملاحظة الدهشة في أعين شداد حين قرأ بنفسه نصوص تلك المواد من النظام الأساسي الذي أجزم بأن شداد أطلع عليه في تلك السانحة لأول مرة.

شداد ذات نفسه كرّر اللقاء مع لجنة ضمت كبار المريخ.. و خلالها استمع الرجل لرأي الكبار الواضح في استمرارية المجلس و مدي حالة السوء الاداري التي يعيش فيها الكوكب الأحمر تحت براثن قبضة الأقزام الادارية.

و بعد نهاية المهلة الممنوحة للمجلس.. لم يتفاجأ الجميع بعدم ردّ المجلس علي المذكرة التي دفعت بها جمعيته العمومية.. فمن أقدم علي حل مجلس الشوري بكل من فيه من أسماء ضخمة و راسخة في المجتمع المريخي ليس بمستغرباً منه تسفيه أحلام و آراء و مطالب جمعيته العمومية.

و هنا بدأت الخطوات الجادة لإكمال عملية الإقتلاع من الجذور بعد تكوين لجنة مشتركة ضمت في معيتها كبار المريخ من مجلس الشوري و بعض شباب اللجنة التنسيقية.. و كانت ضربة البداية بلقاء عاجل مع البروف محمد جلال رئيس اللجنة القانونية و شئون الأعضاء بوجود الدكتور ابو جبل الأمين العام لاتحاد الكرة و اعلامهم بنهاية الأمد الممنوح قانوناً لمجلس الفشل للرد علي طلب سحب الثقة.

خلال هذه الجزئية توقعنا و انتظرنا تدخلاً حاسماً من مؤسسة الاتحاد العام ـ التي تدعي اشرافها علي النادي ـ و للأسف وجدنا بعض العنت من شداد و بعض التخوف من الآخرين وسط تذرع بجائحة كورونا و المنشور الصادر من الاتحاد العام في 18/4/2020 و القاضي بإستمرار المجالس و رفع عقد الجمعيات العمومية وسط دهشتنا و نحن من نتابع الحرب الضروس التي يقودها الاتحاد العام لإعادة النشاط الرياضي التنافسي بين الأندية!!

شخصياً فقد أخطرت شداد بأن هذا المجلس قد تم انتخابه بجمعية بلغ نصابها الـ642 عضواً من جملة 3800 أي بنسبة بلغت الــ19% و أن 2019 من نفس أعضاء هذه الجمعية و البالغ نسبتهم 53% هم الآن ضد هذا المجلس و أن قراره القاضي بإستمرار هذا المجلس بلجنة تطبيع بعد نهاية فترته ـ بعد أقل من شهرين من الآن ـ هو قرار ضد رغبة غالبية أهل المريخ و هو تأطير للفشل و مجرد ذريعة لايجاد موطئ قدم جديد لثُلة الفشلة.

و للأسف فقد تمسك شداد برأيه بدايةً.. قبل أن ندلف كلجنة للخيار الثاني من جملة خياراتنا و نقرر الاتجاه نحو سحب الثقة بأنفسنا كأعضاء للجمعية العمومية بناءً علي نصوص النظام الأساسي لنادي المريخ في المادة (17) الفقرة (د) و التي تنص علي:
(اذا لم يقم مجلس الادارة بعقد اجتماع الجمعية العمومية الطارئة في ظرف شهر من تأريخ تقديم الطلب و دون سبب مقبول تتولي المفوضية دعوة الجمعية العمومية للانعقاد علي نفقة النادي).

هذا الطلب المشروع منصوص عليه.. حتي في النظام الأساسي للاتحاد السوداني لكرة القدم في المادة (31) الفقرة (2) و التي تنص علي:
(يجب علي مجلس الادارة عقد جمعية عمومية غير عادية اذا تقدم 50% من المندوبين الممثلين لاعضاء الجمعية العمومية بطلب لعقد هذا الاجتماع كتابة و يجب أن يحدد الطلب البنود المقترحة لجدول الاعمال و يجب عقد الجمعية العمومية غير العادية خلال شهر واحد من استلام الطلب *فإذا لم يتم عقد اجتماع الجمعية العمومية غير العادية فيجوز للمندوبين الممثلين للاعضاء الذين طلبوا ذلك أن يعقدوها بأنفسهم*).

في ظل هذه الوضعية الجديدة عقدت اللجنة اجتماعات مطولة مع نواب رئيس الاتحاد العام و أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد و اللجنة القانونية التابعة للاتحاد العام.. و الذين أجمعوا بأحقية أعضاء الجمعية العمومية بعقد جمعيتهم بصورة منفصلة بعيداً عن مجلس الفشل و لجانه المعيبه.. و هذا الأمر فتح مجالات جديدة للتحرك علي مستوي السلطات الصحية و الادارية بالولاية تمهيداً للحصول علي اذن عقد هذه الجمعية التأريخية من أجل انقاذ الكوكب الأحمر من أفشل ادارة رياضية علي مرّ التأريخ.

هذا هو كتابنا.. و هذه هي اعمالنا و جهدنا في الفترة الماضية.. و نتمني أن نكون قد وضعنا الجميع في الصورة لأن المرحلة الوشيكة القادمة تتطلب تداعي الجميع نحو جمعية إقتلاع الفشل من براثنه.

*نبضات متفرقة*

خلال هذا الأسبوع ستتحرك وفود اللجنة العليا للحراك المريخي نحو وزارة الصحة و وزيرة الشباب و الرياضة الاتحادية و الوزير الولائي المكلف و مفوضية هيئات الشباب و الرياضة و تستكمل لقاءاتها بحضور متبقي المكتب التنفيذي للاتحاد السوداني لكرة القدم.

نعلم بظروف جائحة الكورونا.. و سنخاطب الجهات المختصة التزاماً منّا بكل البرتكولات الصحية من تعقيم و تباعد اجتماعي و كمامات و كآفة الاجراءات الاحترازية و الصحية الممكنة.

سنلتزم لهذه الجهات بكل الموجهات.. و ان تم رفع الحظر خلال هذه الاجراءات فسنعقد جمعيتنا في الحال.

اللجنة العليا ستتبع كل السُبل المؤسسية.. و ستحاول جهدها بالقفز علي كل المعوقات حتي تمضي بالأمر لخواتيمه السعيدة.

ما يجب تأكيده في هذه المساحة هو أن بقاء الفشلة علي سُدة ادارة النادي هو مسألة وقت فقط و بعدها سيتم الاقتلاع.. و بالقانون.

لولا ظروف الكورونا و تعقيداتها لتم قذف الفشلة في عراء الخواء قبل أسبوع من الآن.

لا قوة في الأرض تقف أمام قرارات الجمعية العمومية.. لا فيفا و لا شداد و لا اتحاد.

علي جمهور المريخ الاستعداد بلبس خمسة.. فحوبة انتزاع المريخ قد أزفت.

لجنة العضوية نظمت و تنظم لقاءات جماهيرية لتنوير الجمهور و ربط القاعدة بكل المستجدات تحفيزاً و استنفاراً لخطوة عقد الجمعية العمومية قريباً جداً.

نتوقع تجاوباً من كل الجهات.. فجمهور المريخ الراقي الذي اتبع القانون و المؤسسية بدون اعتصامات و مظاهرات و غوغائية يستحق الانصاف و العدل في قضيته.

إما هذا.. أو ننتقل للخطة (ج) و ساعتها فاليحدُث ما يحدث طالما سيتخذ الجميع موقف المتفرج فقط.

*نبضة أخيرة*

لبنت.. و ما بنديها بغاث الطير.