حسنآ فعل سعادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي وهو يتراجع عن القرار الذي أصدره مؤخرآ بتكوين لجنة عليا لتطوير الرياضة وتأهيل ملاعب كرة القدم وكنت بالأمس قد ابديت وجهة نظري فيه وقلت بإيجاز أن مجلس السيادة لم يكن موفقآ في هذا القرار ليس لان الرياضة لا تحتاج إلى تطوير ولا لان الملاعب لا تحتاج إلى تأهيل لكن لان للرياضة أهلها وخبرائها في مجالاتها وتخصصاتها المختلفة ولانها اي الرياضة تعتبر ملهأة في ظل الواقع المتردي الذي نعيشه ويفترض الأ تكون من أوليات المجلس السيادي المنوط به القيام بمهام أعظم وأكبر اولها وأهمها المساعدة في إطعام الناس من الجوع وتأمينهم من الخوف.
القضية أكبر من الرياضة القضية قضية وطن يزداد بؤسآ وفقرآ وضعفآ مع مطلع شمس كل يوم جديد وطن لا تكاد ترى فيه غير الصفوف المتراصة طلبآ للخبز والوقود وكل ضروريات الحياة التي كادت أن تصبح مستحيلة.. الأسعار في تزايد مخيف والدولار تخطى حدود المعقول ولا زال يواصل رحلة السير إلى الأعلى والحدود بلا ضابط وعمليات التهريب للسلع والمواد الضرورية تتم في وضح النهار والرقابة تكاد تكون منعدمة تمامآ والوضع يزداد تأزمآ والحال لا يحتمل اي توصيف غير ان نقول انه الهرج والمرج بعينه فماذا فعل البرهان ورفاقه في المجلس السيادي حيال تلك المعاناة؟ مايثير الغرابة حقيقة أن يفكر الأخوة في المجلس السيادي في الرياضة وحالها والشعب يكاد يموت من الفقر والعدم والمرض!!
قلتها من قبل ولا امل تكرراها ليس لدي شك على الإطلاق في وطنية الأخوة في مجلس السيادة ولا في حرصهم على إنتشال الوطن من حالة الضياع التي يعيشها ولكني كمواطن أرهقته المعاناة كسائر المواطنيين أطالبهم بالإضطلاع بمهامهم على النحو الذي يعيد ترتيب كل شيء إلى وضعه الطبيعي والمعقول ولن يتأتى ذلك إلا بحسم الفوضى ومحاربة كل أسباب ومسببات الأزمات التي نعيشها وهي معروفة للجميع فالحلول ليست مستعصية وكل ماتحتاجه هو النوايا الصادقة بجانب الإرادة ومتى ماتوفرت الإرادة وخلصت النوايا يستطيع الأخوة في مجلس السيادة ان يفعلوا مايجعل الكل راض عنهم بعدها فليفكروا في الرياضة ملاعبها ومتابعها وكل منقصاتها.