فاتنا في زحمة انشغالنا ب”حمادة يلعب.. حمادة يهرب” .. واستغراقنا مع ذلك الهياج اليومي الذي نعيشه.. ما بين مكابدة الحياة القاسية بثومها وبصلها وعدسها.. وأصوات الرصاص المنهمر على الرؤوس، فاتنا أن نشير إليه بذلك القدر الذي يستحقه هذا الفتى بحجم العطاء الذي يبذله، مع انه لم يكن من نجوم الصف الأول الذين يتسابق لخطب ودهم الإعلام.. ولا من أولئك “الوجهاء” الذين توثق لسيرتهم الصحافة الرياضية.عرفته يافعا يبحث عن حقه الطبيعي في أن يكون لاعبا في الفريق الأول، رأيته لأول مرة ذات نهار، رفقة الأخ “علي حمدان” عضو لجنة تسيير نادي الهلال التي ترأسها المهندس “الحاج عطا المنان” ، فك الله أسره، كانت اللجنة وقتها تجد صعوبة بالغة في تقييده في كشوفات الفريق بسبب عدم توفر المكون المالي.. إلى أن يسر الله أمر تسجيله، ومن يومها حجز مكانه في التشكيل الرئيسي.. ولم يجد المدربون المتعاقبون على الهلال أدنى صعوبة في توظيفه في الطرف الأيمن، لا أنسى أنني سخرت منه يوما عندما قال في حوار صحفي أجري معه: “انا افضل لاعب طرف ايمن في السودان”.. ولعل سخريتي مبررة في وجود خليفة أحمد ولاعب اجنبي فاتني تذكر اسمه.. إلا أن لاعبنا، محل هذا المقال، ثابر واجتهد واستطاع في فترة وجيزة أن ينتزع مني هذا الاعتراف الذي يثبت تطوره الكبير الذي وضعه في مقدمة أميز اللاعبين الذين يشغلون هذه الخانة ويعطونها استحقاقها الدفاعي والهجومي.. وزاد عليها بخاصية تسجيل الأهداف بالتسديد القوى من مسافات بعيدة.. وما هدفه في شباك النجم الساحلي في سوسة.. الا تتويجا لهذه المثابرة التي قدمته كاحسن ما يكون التقديم ضمن قائمة منتخب القارة الأفريقية في أكثر من أسبوع، الأمر الذي يؤكد لنا بأن اللاعب المتطور أطهر الطاهر استطاع أن يمد لنا لسانه.. ولكل منتقديه الذين لم يوجد الله بينه وبينهم محبة ولكن…يستحق مني أطهر الطاهر أكثر من تحية.. وأكثر من اشادة بعد أن أعطى الرواق الأيمن لفريق الهلال ذلك البريق الذي اوجد احداثياته في السابق النيجيري الذهبي يوسف محمد، فسار على نهجه في صناعة الأهداف وتسجيلها.. وبقليل من الجهد والتركيز خاصة في النواحي الدفاعية سيكون أطهر الطاهر هو الظهير العصري الأول في أفريقيا كلها.. تحياتي لك يا كابتن.