حلول إرتجالية..!

زووم

ابوعاقلة اماسا

حلول إرتجالية..!

* لا أعرف التحزب.. لا في المريخ ولا غيره، وقد يكون الأوفر نصيباً في انتقاداتي هم الأقرب من حيث العلاقات الإجتماعية واختلاف الآراء لايفسد للود قضية.. وفي أزمة المريخ الحالية أتواصل مع كل الأطراف الفاعلة، وأتواجد أمام كل مسرح، وأشاهد بإهتمام كل العروض لأتمكن من إستنباط ماهو صحيح، وفي الشهور السابقة كان تواصلي أكثر مع بعض أعضاء الحراك، العقلاء منهم وغير العقلاء من المتحمسين وأصحاب الأجندة المعلنة والخفية، منهم من يناقش قضية المريخ بوعي وحرص وإدراك ومرونة، وهم معروفون، ومنهم من يريد أن يفرض حلولاً بقوة العضلات و(بالرجالة) والصوت العالي والعبارات المرتجلة العنيفة، وابتدعوا بعض المفردات الدخيلة على مجتمع المريخ، وكذلك نلاحظ ونتابع العنف اللفظي غير المسبوق في الأسافير، ولأنها مساحات مستجدة للتعبير، منحت بعض الحمقى أكبر من المساحات التي يستحقونها، كانت سبباً مباشراً في التأثير السالب على الأحداث، واحتلت ذات الدور الذي كانت تلعبه الصحافة الصفراء في التنشئة السالبة، وكانت سبباً في نمو المشاعر العدوانية التي ترجمت لبعض التصرفات الرعناء في الأيام السابقة، ولكن.. وإذا رضيتم أم لم ترضوا فإن الحقيقة البيضاء هي أن (بعض كبار المريخ) كانوا وما زالوا وقوداً لإشتعال الأزمة، بمواقف وعبارات أحفظها عن ظهر قلب وسأعود إليها وأتناولها فيما بعد بالتفصيل.. وأدعوهم من هنا بقليل الصبر وعدم إبداء رد فعل على هذا الكلام إلى حين قراءة تفاصيل ما حدث، وسوف أتناول كل ما قالوا بالضبط من مفردات أشعلت جذوة الصراع… وبعض المفردات العنصرية التي حولت أزمات المريخ من حوار رياضي معقول إلى مواقف متعنتة فيها العنف والتعصب.
* سأكتب في هذا الجانب لوضع النقاط على الحروف بعد أن بلغ السيل الذبى ووصلت قضية المريخ مرحلة من التعقيدات التي أعيت الوسطاء والعقلاء… وكيف أصبح بعض الكبار مثل الثور في مستودع الخزف؟
* مشكلة المريخ في ظاهرها بسيطة جداً تتعلق بخلافات رياضية عادية، عرفنا معها أن العداء فيها غير دائم، ولكنها تخبيء الكثير ما وراء الأحداث الظاهرة، وتكفي أن ينزلق بعض الكبار في لحظة غضب مصطنعة ليعبروا عن حقيقة ما يجيش في النفوس، وليؤكدوا أن هنالك جوانب غير مرئية في مشكلة المريخ، وبعدها سنعرف أن بعض المواقف المتعنتة كانت مسببة، وأن بعضهم كانوا سبباً في الإنحراف الكبير الذي حدث، ويكفي الآن أن المريخاب مشغولون بتصفية بعضهم الآن قبل ساعات فقط من مباراة القمة المصيرية التي تحدد لقب الدوري الممتاز، وهذه بدعة في الأعراف المريخية.. وشرخ كبير في جدران هذا الشرخ العملاق…!
حواشي
* تغيرت المعادلات في هذا الزمن الصعب، ومسألة إنتقال لاعب من المريخ للهلال والعكس أصبحت طبيعية وخيارات تحكمها طموحات اللاعبين في تأمين مستقبلهم.
* وتبقى المفاضلة العقلانية المتروكة للاعب في تحديد الأجواء التي تناسبه، والمريخ على صعيد فريق الكرة تميزه أجواء نادرة وغير متوفرة في الفرق الأخرى… وعكس ما يحدث على المستوى الإداري فإن الإستقرار واضح ينعكس على نتائج الفريق ورغم العبث والصراع المحتدم نجد الفريق متصدراً وحاملاً للقب…!!
* نادراً ما يدخل المريخ نهايات الدوري متصدراً وحاملاً للقب، ويجب على الجميع الوقوف على بعض التفاصيل حتى نكون حريصين على المصلحة العليا.
* أبرز الإيجابيات في حقبة سوداكال.. ومن النقاط التي يتحاشى الناس الحديث عنها أنه كان هنالك إستقرار في الحوافز والمرتبات.. واللاعبون يتسلمون حوافز الفوز عقب المباريات مباشرة كأكبر حافز… ورغم عدم الإستقرار الظاهر والظروف العامة كانت المرتبات تدفع في وقتها.
* بعض المتشنجين لن يقبلوا هذه الحقائق، وعدم تصديقهم لها لا يعني أنها ليست حقيقية، فالفريق الذي يتصدر منافسة مثل الدوري الممتاز فارضاً تفوقه على أقرانه وتغلبه على الظروف القاسية يعني أن هنالك مجهود مبذول… فهذه النتائج لا تأتي من فراغ.
* أنس نصر الدين… صاحب مجهود وافر وغير عادي.. وأن يكون مسؤولاً عن فريق يتدرب خارج ملعبه لموسم كامل وفيه مثل هذا الإستقرار فهو جهد يستحق الإشادة.
* من نقاط الإخفاق التي تحسب على مجلس سوداكال ما حدث للإستاد، وما وصل إليه من مستوى، على الرغم من المساعي التي بذلت فيه، ولو أنهم قرروا تجديده كلياً منذ إغلاقه للمرة الأولى لكان الفريق يتدرب على ملعبه الآن.
* أنفقت أموال طائلة على الإستاد دون أن يظهر ذلك عليه ودون أن يرتقي للمستوى الذي يستضيف نشاط الفريق والمباريات.. وهنا أيضاً فشل صريح.
* الآن إنتهى الموسم، وأمر الملعب هم قومي بالنسبة للمريخاب، وإستادهم ثروة يجب المحافظة عليها.. لذلك.. أدعو الناس أن يوحدوا جهودهم ويشكلوا لجنة قومية لإنقاذ الإستاد وإعادة سيرته الأولى.. ولو ترك الأمر لي لشكلت لجنة برئاسة جمال الوالي لإنجاز هذه المهمة.. بدون حساسيات..!
* لماذا نتعامل مع قرار اللعب على ستاد الأبيض من الزاوية السلبية؟…. لماذا لا ننظر لهذا الطاريء من زاويته الإيجابية، على الأقل لأن هنالك مريخاب خلص في كردفان الغرة، وأن يلعب المريخ مباراة أفريقية هناك تكريم لرموز مريخية متفرقة في بارا الجميلة والأبيض وأم روابه والنهود والدلنج وكادقلي.. وأراهن أن ملعب عروس الرمال سيشهد زلزالاً جماهيرياً لمساندة الفريق.
* المريخ نادٍ قومي تعشقه الملايين على امتداد البلاد وأن يلعب بإستاد الأبيض يأتي من باب (رب ضارةٍ نافعة)..!!
* ضارة في تفاصيل إضطرار فريق عريق مثل المريخ للعب خارج ملعبه، ونافعة لأنها فرصة ذهبية لأن يعانق الفريق أنصاره في كردفان الغرة في منافسة أفريقية… وفي ذلك حدث تأريخي سيحوله الناس في كردفان إلى شيء ذو قيمة..!!