لاشك اننا مازلنا نتابع ردود الافعال ، لحادثة محاولة اغتيال رئيس مجلس الوزارة ، والأخبار الواردة من الجهات المختصة لمعرفة الحقيقة التي يريد كل شخص الوصول اليها ، ولكن ماكنت أتخيل ان اقرأ حواراً لشخصية قدمتها صحيفة الانتباهة الطيب اسماعيل الأمين السياسي لامانة الشباب لحزب المؤتمر الوطني (المحلول) حاورته الصحيفة لمعرفة رأيه ورأي حزبه عن ماحدث لحمدوك ، وكيف يصفها فالرجل بدأ حديثه بحديث الرسول (الف صلاة وسلام عليه) ، وقال (ان الرسول يقول لايزال المرء في فسحة من أمره مالم يصب دما حراما)، ومهما كان فالدم محرم في كل الشرائع والاخلاق فنحن لا نتناقض في مواقفنا وماندعو له نطبقه) ، هذا ماقاله الرجل الخلوق المشبع بالايمان ، وحبه للمصطفى (ص) ، وواصلت الزميلة ندى محمد احمد حوارها وقالت له إن المكون العسكري وحسب الفريق ياسر العطا قال قد يكون المسؤول عن المحاولة الاسلاميون خارج السودان بمعاونة اطراف داخلية ، وهذا ربما يشير اليكم في حزبكم والحركة الاسلامية ، انتفض الرجل حسب قراءتي لقوله وقال هذا حديث غير صحيح فأي تفجير يوصم به الاسلاميون فهناك مسيحيون متطرفون وشيعيون متطرفون و(الحكاية ماواقفه علينا ) فباغتته الزميلة بسؤال حزبكم الحكومة الحالية هي التي جاءت بعد سقوطه وشرعت في تفكيكه على كل المستويات، وهنا أدهشني الورع التقي الذي استشهد بحديث المصطفى ( ص) والذي قال (نحن لانتناقض في مواقفنا) برده بعد ان تخيلته انتفخ وان رئتيه امتلأت بالهواء ونفسه سيطر عليها الغرور ( نحن لو كنا نقر مبدأ القتل والتصفيات لكنا اتجهنا لفض الاعتصام بالقوة )، وأردف وليته لم يردف (فذلك امر لا يغلبنا فعله)، عبارة لا يصرح بها الا شخص يثق تماما من مقدرات حزبه في تنفيذ مثل هكذا محاولات او اغتيالات ، وإلا من اين له الثقة بالمقدرة ان لم يكن مجرب فعلاً؟ وان له صولات وجولات في سوح الاغتيالات وان كان هذا لم يحدث أبدا ، لما افتخر الرجل بمقدرات حزبه بل العكس كان يجب ان تأتي اجابته بكل تجرد (ان كنا نقر مبدأ القتل لقمنا بفض الاعتصام ولكن هذا أمر لا يشبهنا ولا يمكننا فعله)، ولكن مابداخلك أحيانا لا يحتاج الا كلمات ترتبه يخرج دون رغبة.
ولم ينته الحوار الى هذا الحد فواصل الامين السياسي بالحزب المحلول حديثه ، وقال ان محاولة اغتيال حمدوك ماهي الا تمثيلية كبيرة جداً وان حمدوك لم يكن في سيارته وقت المحاوله لأنو ناس الجهاز أخبروه بالحكاية وطلبوا منه عدم الركوب في السيارة ، ولو أخذنا حديثه الوهمي الذي ليس صحيحاً لأن الشاب الذي كان يقود التشريفة قال عندما وقعت الحادثه (اول مافكرت فيه هو اجلاء رئيس مجلس الوزراء من المكان بسرعة بمعاونة سبعة أشخاص)، ولكن الذي يثقل ويصعب أخذه، هو عندما تحدث عن سبب فشل المحاولة ماذا كان رده قال ان أكبر دليل على ان الاسلاميين لم ينفذوا هذه العملية هو انها كانت فاشلة، وهنا ظهر (الكوز) على حقيقته المعروفة ونزع عنه رداء التقوى والبراءة، وأكد مما لا نافذة للشك فيه ان الاسلاميين لا ينفذون عمليات اغتيالات الا وكانت ناجحة بنسبة 100% ألم يقل الرجل في بادرة حواره ان اخلاق حزبه لا تسمح بمثل هذا وانه يستغرب ان كل محاولة اغتيال يدمغ بها الاسلاميون بالرغم من وجود المسيحيين والشيعيين فهل عرف لماذا تطولهم الاتهامات لأنهم أصحاب تجارب غير فاشلة في الاغتيالات فالفشل مرة واحدة ليس سبباً يجعلنا ننسف تاريخ عريض من النجاح هذا ظلم كبير، والسؤال هل خرج هذا الرجل من وكره لينفي الاتهام عن حزبه ام يثبته بالأدلة والبراهين..!!
طيف أخير: ولرُبما كذب رجل بكلامه وبصمته وبكائه وبضحكه
الجريدة