صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

” حوار مع الذات “

66

الواقع فى سطور

اعتصام عثمان

” حوار مع الذات ”

الحوار مع الذات هو حوار ثنائى بين الإنسان ونفسه ولقاء هام ودائم من نوع خاص جداً، كما إنه من أروع وأصدق الحوارات لإنه يتسم بالخصوصية ويتميَّز بالسرية التامة.

هو عبارة عن حوار داخلى مع النفس والعمل الدائم على مراجعة الإنسان لنفسه وأفعاله وأفكاره.
الحوار مع الذات بيساعدنا على تنقية النفس وتحديد الأخطاء ونقاط الضعف والخلل فى شخصياتنا وتجنّبهُم قدر المُستطاع.
أيضاً تحديد الصواب لتعزيزه ودعمه والعمل على تطهير أنفسنا.
الحوار مع الذات شيئ غاية في الأهمية كى لا نسقط وهنا أذكر مقولة للكاتب الروائى والسيناريست الرائع أسامة أنور عكاشة رحمه اللّه يقول فيها:
( إن السقوط يبدأ داخل النفس ، وسقوط الجسد آخر خطوة )
لذلك من المهم جداً مراجعة النفس بين الحين والآخر كى نتجنب السقوط.
ومع كل الصراعات والفوضى والضوضاء التى تُحاصرنا والمشكلات التى نواجهُها فى حياتنا اليومية إلا أننا نتألم فى صمت، نحزن لسماع أصواتنا والصراخ فى داخلنا وعاجزين عن البوح بصوت عالٍ..!!
ومع ذلك نجد أن أجمل ما فى الحوار مع النفس هو إننا بنفرَّغ شُحنات الغضب وكل ما يؤلمنا ويُزعجنا دون أن يسمعنا مَن حولنا،بل نصرخ بصمت رغم إنه من أصعب أنواع الصراخ لكن يكفى إننا ممكن أن نصرخ بطريقةً ما..!!

ودون شك كلنا نتحدث ونتحاور مع أنفسنا بل ونُعاتبها بقسوة وفى بعض الأحيان نعاقبها .
والجميل إن عندما نتحدث مع ذاتنا لم ولن يسمعنا أحد من البشر وهذا أهم ما فى الحديث مع النفس. كأننا نعالج أرواحنا من آلامها وعيوبها بقدر كبير من الخصوصية وفى سرية وصمت ودون خجل..!!

كلنا لدينا عيوب وأخطاء وسلبيات فى شخصياتنا وفى نفس الوقت بنرفضهُما ونستنكِرهُما ولا ننكر إن النفس ضعيفة وأمارة بالسوء. لكن بنحاول جاهدين على معالجة هذه العيوب والأخطاء والسلبيات والقضاء عليهُما وإستبدالهُما بسلوكيات إيجابية بل وآدمية وراقية.
وللعلم ليس من العيب أن نخطأ ،لكن العيب والمُخجل هو إننا نستمر فى الخطأ.

لذلك يوجد صراع دائم وتأنيب للضمير مستمر داخل النفس البشرية يصحبه الكتمان الشديد .
وعلى ما يبدو توجد علاقة متينة بين الذات والضمير والقلب أيضاً.
ولكل منهما دور كبير فى العمل على ( تنقية ) النفس والإرتقاء بها .

إذاً الحوار مع النفس هو العمل على مراقبة ومراجعة لأفعالنا وأفكارنا لتجنُّب الأخطاء ودعم الإيجابيات.
كما إنه عبارة عن عملية غربلة لكل ما نقوم به يومياً من أفعال ومواقف وسلوكيات غير لائقة.
لذلك حوارنا مع النفس شيئ هام جدأ للتخلص من كل ما هو سيئ أو خطأ. وإظهار كل ما هو جيد ودعمه وتعزيزه..

وعن نفسى من أهم لقاءاتى هو لقائى مع ذاتى بعيش فى عالم من الخيال عالم هادئ عالم خاص بى وحدى، وأسعى ليكون لقاء ممتع وهادف ،
أشكو لها وأسمع لها وكأننا روحين فى جسد واحد.
أبوح لها بأخطائى وعيوبى ونحاول سوياً تصحيح كل ما هو خطأ وسيئ وفى نفس الوقت بكون مطمئنة لأنى أعلم تماما إن ما سوف أقوله وأبوح به لنفسى لن “يُنقل” لنفس أخرى ..!!

والسؤال الدائم والمُحَير فى المحاورة مع النفس هل شخصيتنا وما نحن عليه نتيجة للظروف ..!!
أم الظروف نتيجة لأفعالنا وتركيبتنا النفسية والأخلاقية والإجتماعية .؟

بالفعل سؤال هام جداً وسأترك الإيجابة لحضراتكم لإن بالتأكيد توجد عدة إجابات وسوف نستفيد منها جميعاً إن شاء اللّه تعالى.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد