صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حومرت..!

733

زووم

ابوعاقلة اماسا

حومرت..!

* في الألعاب الشعبية التي كنا نمارسها في طفولتنا، كنا نستخدم كلمة (حومرت) للتعبير عن بلوغ الشيء لنصابه وزيادة، أو هي ترجمة للمقولة التأريخية العربية: (بلغ السيل الذبى) بالأحرى.. وهي دلالة على أن الأمر قد إستوى وزاد.. أو أنه فسد تماماً ويتطلب على القائمين به بداية مرحلة جديدة.
* الأزمة الإدارية بنادي المريخ وصلت مرحلة نستخدم فيها كلمة (حومرت).. وقد إحمر المريخ على احمراره ثم إسود إحتراقاً بسوء الأحداث فيه، وهو ما يتطلب وضع نقطة وبداية سطر جديد، وبالأمس شهدنا حالة من الإحتقان والتصعيد بدار النادي كادت معه الأمور أن تنفجر بإصطدام مجموعتين محشودتين.. عندما دفع سوداكال بأربعين شاباً ليسو من أعضاء النادي ولم نرهم من قبل بين المارة بشارع العرضة بهدف السيطرة والتأمين.. وليمنعوا دخول أي شخص للإستاد، وذلك قبل أربعة أيام فقط من تأريخ إنعقاد الجمعية العمومية التي أعلنها سوداكال نفسه في السابع والعشرين من مارس الجاري قبل أن يتراجع عنها ويعلن إلغاءها وتأجيلها إلى أجل غير مسمى.. في واحدة من المواقف التي تدل على النزعة العشوائية عنده ، وأنه يقدم قصة الإنتقام من رفقاء الأمس بالمجلس على مصلحة المريخ وإستقراره، لذلك جاءت الخطوة أمس في إتجاه إزكاء نيران الصراعات ورفع حس الإنتقام وزيادة الإحتقان على ماهو عليه.. بدون مراعاة إلى أن الأوضاع قد بلغت نقطة لا يمكن لمنسوبي النادي أن يحتملوا الأسوأ منها..!
* ما يحدث في المريخ لطمة قوية في وجه كل مريخي، وسوداني كذلك.. ومصدر رئيسي لتزويد مسؤولي البلد بجرعات من الخجل.. لأنه ليس هنالك مسؤول في أي بلد في العالم يتقبل أن تصل الأمور في واحدة من أهم مرافقه الشعبية والإجتماعية إلى هذا المستوى المحبط والمخجل، ودليل آخر على غياب الرقابة الحكومية على المؤسسات ذات الصلة بالأمن الإجتماعي، وسطحية سياسات الدولة في التعامل مع هذه الفعاليات، خاصة وأن الفترة الإنتقالية التي أعقبت حكم الإنقاذ تحيط بها الكثير من التحديات والمحاذير وعلى رأسها الملف الأمني، وقد كانت الإنقاذ يحصي أنفاس الرياضيين وتسيطر على الأندية الجماهيرية وتمدها بالكثير ضمن سياسات الجذرة والعصا التي ترجمت عبر مئات المواقف والقرارات لعل أبرزها تعيين لجان تسيير للأندية من أمانة الرياضة بالمؤتمر الوطني ثم دعمها بسخاء.. ليساً حباً وحرصاً على تطوير اللعبة، وإنما كان السبب المباشر وراء ذلك أنها كانت تعرف خطورة أن يترك الحبل على الغارب وأن الأندية الرياضية ساحة أطماع، ومكان يلتقي فيه كل أصحاب الأجندة الشخصية، وضرورة أن تكون هنالك (مصدات) لهذه الهجمات منعاً لحدوث إنحراف للرياضة عن مقاصدها وأهدافها.. وحتى لا تشكل مصدراً للقلق والتفلتات الأمنية كما حدث يوم أمس على مسرح نادي المريخ بأم درمان.. فهذه الأندية والمريخ على رأسها مكان يجب أن يصلح لأنه يحتوى على قطاع كبير من الشباب والمهتمين وبوتقة تنصهر فيها كل الإثنيات ونموذج وطني يتعلم منه النشء.
* ما يحدث في المريخ موغل في الخطورة.. ومهدد مباشر للأمن الإجتماعي ومشروع أحداث تفوق ما حدث في بورسعيد المصرية في مأساويتها.. لأن سوداكال إستعان بمجموعات واضح أنها مدفوعة الأجر لكي تحميه من ثورة جماهير يعلم الجميع أنها متعصبة وعاشقة لناديها.. ويمعن في إستفزاز هذه الجماهير مستغلاً أنها غفلت في لحظة إنتخابه وبحشر الأجندة الأخرى التي تستصحب العلقليات التآمرية للساحة الرياضية.. وكأنه يريد أن يدفع جماهير المريخ ثمن تلك الغفلة.. لذلك واصل مبالغاته في إستحداث أساليب لم نرها من قبل.. لا في المريخ ولا في أية مؤسسة رياضية في العالم..!!
حواشي
• كبار المريخ يبرزون في إستقبال أصحاب الفخامة وعندما يأتي الدور على الجمعيات العمومية والترشح والعمل على توفير الخيارات من الكوادر الإدارية يختفوا ولا نراهم إلا مع أزمة جديدة.. دور سلبي للغاية..!
• على سوداكال وصحبه أن يحسموا هذه الفوضى التي حولت المريخ إلى حلبة صراعات وهم مخيرين في إدارة صراعاتهم بعيداً عن هذا النادي..!
• موقف شداد من الأزمة المريخية أنه يساند الرئيس الذي أتت به الجمعية العمومية.. وكما نعلم جميعاً أن سوداكال لم يأت بإنقلاب وإنما فاز بالتزكية عبر جمعية عمومية إنعقدت داخل نادي المريخ وبمتابعة كل المريخاب.. أما الرأي الصادر لاحقاً في أهليته وقدراته فلا أظنه يغير شيئاً من هذه الحقيقة..!
• هنالك مشكلتان تعقدان المشهد.. المشكلة الأولى في أولئك الذين كان لديهم رأي مسبق في سوداكال قبل أن يروا منه شيئاً.. بغض النظر عن نجاحه وفشله في إدارة النادي.. كما أن هنالك من يعتقد أنه مجرد إرتفاع الأصوات برفض الرئيس الفلاني يتعين على إتحاد كرة القدم أن يقفز فوق إرادة الجمعية العمومية ويصدر قراراً بحل المجلس والدفع بآخر..!
• من مصلحة المريخ وإستقراره أن تكون الكلمة للجمعيات العمومية فيه.. بغض النظر عمن هو رئيس النادي.. يجب أن تكون هنالك صيغة ممارسة تحصن الشخص المنتخب.. فغداً ربما يكون في مكان سوداكال رئيس ناجح.. ترفضه قلة من أصحاب الأصوات العالية..!
• القضية هنا ليست سوداكال بقدر ماهي مسألة تخص بعض المفاهيم التي ينبغي أن تثبت من أجل تحقيق الإستقرار في المستقبل.
• يبقى المحور الأساسي في المشهد المريخي الآن أن يحرص الجميع على توحيد النافذة التي تمنح العضوية وان يتداعى كل المريخاب من أجل الحصول عليها وترسيخ مفهوم الحصول على العضوية وحدود وقيود ممارستها.
• هل يعقل يا سوداكال أن تأتي بعصابات إلى ستاد المريخ لتمنع من سهروا على صيانة الملعب وإعادته إلى سابق سيرته من الدخول؟… أي ظلم هذا يارجل؟
• عندما كان رفاق الدكتور جار النبي واللواء مأمون الطاهر ومهند ووليد والنوش يسهرون ويصلون الليل بالنهار لإعادة سيرة القلعة الحمراء كان سوداكال مشغولاً بإدارة صراعاته من مكتبه الخاص.. فكيف يستقيم عدلاً أن يقابل هؤلاء بجزاء سنمار؟
• إذا كانت هذه هي ثقافة الرجل في التعامل مع الغير.. كيف يأمن التازي والقادمين الجدد جانبه.. وكيف يضعوا أيديهم على يديه وهو معتاد على صعق كل من يتحالف معه؟
• نحن بحاجة إلى تأطير بعض المفاهيم التي تقوم الممارسة الرياضية بغض النظر عن أبطال المشهد.. فالأسماء تتغير بينما المباديء هي الثوابت التي نبني عليها.. الجمعية العمومية لنادي المريخ من الثوابت.. وهي صاحبة الحل والربط في نادي المريخ ويجب أن تصب كل المجهودات في تنظيم هذا الدوري وتوجيهه إلى ما يصلح وينفع..!
• بناء على ما حدث للأخ والزميل بابكر عثمان بإستاد المريخ ليلة إستقبال التازي فسوف أقود إتجاهاً لرفع شكوى شديدة اللهجة للفريق خالد مهدي مدير عام الشرطة كرد فعل على العنف الذي يتعرض له الزملاء الإعلاميين من رجال الشرطة.. فهذه الحادثة ليست الأولى.. وأظنها لن تكون الأخيرة..!
• من حق كل الزملاء الإعلاميين التواجد في أماكن عملهم لتغطية الأحداث كما تمليه عليهم أصول المهنة.. ومن حق رجال الشرطة أداء دورهم في حماية المرافق وتأمين الشخصيات كجزء من دورها.. ولكن ما حدث تجاوز واضح وتعدي على حقوق الإعلاميين.. وهو إحتكاك تكرر في أكثر من مرة ووجب حسمه..!
• بعض الأفراد يستخدمون العنف المفرط حتى في حالات لا تستحق.. فمثلاً يكون جمهور المريخ محتفل بفوز فريقه.. ولا يوجد في المكان إرهاصات حدوث تفلتات.. ومع ذلك يحدث العنف.. لذلك سنوصل شكوتنا حتى نضمن سلامة زملاءنا في مواقع عملهم..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد