صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حين يكون العدل عنوانًا… اقرأ عن عبدالمهيمن بقلم أبو شيبة

36

العمود الحر
عبدالعزيز المازري
حين يكون العدل عنوانًا… اقرأ عن عبدالمهيمن بقلم أبو شيبة

عندما يكتب الزميل العزيز خالد أبو شيبة عن شخص، تأكدوا أن مداده حبر الحقيقة، لا حبر المجاملة. خالد من الأقلام التي عرفناها منذ أيام “حبيب البلد”، ومروراً بعدد من الإصدارات، ظل وفيًا للحقيقة، ومخلصًا لميزان العدل، حتى في أقسى الظروف، كآثار الحرب والشرود والمعاناة.
وما كتبه عن عبدالمهيمن الأمين ليس مجاملة، بل إنصافٌ من قلمٍ لا يُجامل، وشهادة من رجلٍ ظل وفيًا للحقيقة، عاش الهلال تفاصيل وتاريخًا ومسؤولية، ليُمنح لعبدالمهيمن حقه كأحد أعمدة العمل الإداري الرياضي في السودان، لا في الهلال وحده.
تابعنا عبدالمهيمن في مسيرته الطويلة، فلم نرَ منه سوى الحكمة، والقدرة على اتخاذ القرار في الأوقات الصعبة، والمعرفة الدقيقة بأنظمة ولوائح اللعبة. لم يُعرف عنه أنه تسبب يومًا في عقوبة على الهلال، رغم تقلّده مسؤوليات جسام منذ عهد الأرباب، مرورًا بلجان التسيير، ووصولاً إلى تجاربه في الأهلي شندي.
عبدالمهيمن ليس إداريًا عابرًا، بل عين فاحصة، وإرث إداري يستند على تجربة وحنكة، وشخصية تهوى العمل وتأنف الظهور. لم يكن يومًا من الباحثين عن الأضواء، بل ظل الرجل الصامت الذي يتحدث عنه العمل وحده، وميدانه وحده.
نعم، لقد عاد لخدمة الهلال مرات عديدة، وذهب وعاد لأن بيئة الهلال حينها كانت بيئة محفزة للعطاء والعمل، ومتى ما شعر أن الجو مناسب، تجده في الصفوف الأمامية دون تردد.
ولعلّي أشير إلى أنني التقيت عبدالمهيمن كثيرًا في رحلات الهلال، فوجدته كما عهدناه: هو هو داخل المعسكر وخارجه، هو “هيمنه” في كل شيء. يسهر لخدمة الكيان، يُجيد الاستقبال والتقدير، ولا أنسى زيارتي للهلال في توقيت تسجيل اللاعب سادومبا، والفريق يؤدي مباراة رسمية، والبعثة في حركة، ومع ذلك استقبلني مهيمن بابتسامته ونُبله وهمته المعهودة، فلم يكن الانشغال عذرًا عن التقدير.
فهل تُمحى كل هذه التجربة والخدمة بسبب خطأ إداري غير مقصود؟ وهل يُسلب الرجل تاريخه لمجرد خصم نقطة لن تؤثر في مسار الفريق؟
العدل يقول: لا.
ونحن مع المحاسبة والمساءلة في كل خطأ، فهذا هو طريق المؤسسات الناجحة، لكننا ضد الهدم والتشفي، وضد تحويل الخطأ إلى وسيلة لاغتيال الشخصيات. ننتقد لنُصوّب، لا لنُخرّب، ونشير للخلل من أجل الإصلاح، لا من أجل التشهير.
وعندما يكتب أبو شيبة في إنصاف عبدالمهيمن، فهو لا يفعل ذلك مدفوعًا بميول أو مجاملة، بل بقوة التجربة، وحكمة القلم، ووفاء الصحافة الحرة التي لا تعرف التبعية.
نحن في الهلال ننتقد حين نرى التقصير، ونقول “أخطأت” حين يكون الخطأ واضحًا، ونثور حين نرى ضعفًا في المنهج أو الأداء، لكننا أبدًا لا نقتل الشخصيات، ولا نستهدف الأوفياء، بل نقول لمن يُحسن: نحن عضدك، وامضِ للأمام، ومزيدًا من التجويد.
فالشجاعة لا تعني جلد من يعمل، بل الوقوف مع من يمنح، والتنبيه إلى مكامن الضعف إن وُجدت، دون أن ننسى العطاء المتراكم، والتاريخ الممتد، والنُبل الذي لا يُشترى.

### *كلمات حرة:*
1. عبدالمهيمن ليس مجرد إداري، بل تجربة ومرجعية في الإدارة الرياضية.
2. خطأ إداري واحد لا يُسقط مسيرة رجل لم يُعرف عنه الإخفاق.
3. نحن مع المحاسبة والتقويم لا مع الهدم والتشويه.
4. خالد أبو شيبة كتب بقلم حر، فأنصف من يستحق، ووقف في وجه الزيف.
5. لا تقتلوا أوفياء الهلال… بل قوّموهم إن أخطأوا، وساندوهم إن أعطوا.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد