حروف ذهبية
د. بابكر مهدي الشريف
دور التعليم بأي ذنب قفلت
× أصدرت الجهات المعنية قفل المداس وأوقفت الفصول النهائية ، وكذلك سلكت بعض الجامعات ذات المنحى ، خوفا من وباء الكرونا، الذي عم العالم، وكثف وجوده ببلادنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظنا ويحفظ السودان من شروره القاتلة.
× صحيح الحيطة والحذر والوقاية هي أمر مشروع ومطلوب وبخاصة من أهل السلطة والأمر، لأنها مسئولية عظيمة ، لا يصح التهاون نحوها، لأنه تتعلق بحياة الناس وصحتهم بكل تأكيد ويقين.
×لكن أرى أن هناك مفارقات كبيرة في التعامل مع هذا الوباء، وأن أهل الأمر لا يجدون في التعامل معه، وأن القرارات التي تصدر هنا وهناك غير متناسقة ولا متماشية مع الواقع المعيش.
×الرأي عندي هو، أن التقارب المدرسي والجامعي لهو مقدور عليه لو جد أهل الأمر ووجدوا من المعينات اللازمة، ما يجعل التقارب تباعدا صحيا، ثم يواصلون تعليمهم كما يحدث في بلاد العالم من حولنا.
× في بعض البلاد المقتدرة لجئوا للتعليم عن بعد عن طريق الاتصال التكنولوجي، ونسبة لظروفهم الجيدة استطاعوا أن يحققوا بعض النجاح المقبول، على الأقل استطاعوا أن يتواصلوا بصورة أو بأخرى مع الطلاب وجعلوهم في جو القراءة.
× في بلادنا قد لا يتوفر مثل هذا العمل ، وأي حديث عنه أعتبره نوعا من التنظير والشوفونية لا أكثر ولا أقل، لأن كل مقومات الاتصال عبر الشبكة والانترنت والأجهزة غير متاح أبدا أبدا.
× عن تجربة نقوم في الجامعة بمناقشة طلاب الدراسات العليا الأجانب عبر الفيديو، ورغم التجهيزات المعدة والحجز ، لكن يظل التواصل يتقطع لأسباب متنوعة، فإذا كان هذا على مستوى محصور ومعد بدقة، فكيف يكون الحال مع أوضاع غاية في الرداءة، وبخاصة فيما يتعلق بقدرات الطلاب والبلاد؟
× ويظل قطاع التعليم هو القطاع الأكثر تأثرا بوباء كورونا، أقول ذلك لأن التعليم بمراحله المختلفة، يرتبط تماما بفئات عمرية، وأي تأخر يعني الاختناق بين الأعمار، وكما نعيشه على مستوى الجامعة فإن الفرق قد ترادفت ونخشى أن يستمر الحال، فتعجز الجامعات عن استقبال الطلاب فيتم تجميد الدراسة على مستوى التعليم العام أو تجميد القبول للتعليم العالي، نسأل الله السلامة.
× أرى لو كانت بلادنا منضبطة وجادة، كان يمكن وضع الاحترازات الصحية والتوجيهات، بصرامة وتستمر العملية التعليمية بشتى السبل، تراعي بقوة العملية الصحية وضرورة استمرار التعليم.
× الأمر المؤسف والضار هو، أننا على كل المستويات ابتدءا من المواطن بكل فئاته القادرة والمقتدرة والضعيفة والمستضعفة، والمتعلم فيهم والأكثر جهلا، لا ينضبطون ولا يتورعون ولا يتعاملون مع الشئون العامة بصدق وجدية وهذا هو أس البلاء وكل الداء.
×نعم المواطن غير جاد وعير ملتزم هذه حقيقة لا يتناطح عليها عنزان، ولكن قبل ذلك لا نرى أن المسئولين عن شؤون البلاد والعباد قد أدوا دورهم ،بل نراهم مثلهم مثل المواطن فهم أيضا غير جادين أو صادقين في أعمالهم، فالأمر كله يسير بالمزاج لا الفكر والفهم، وهذه مصيبة يتأثر بها الكافة ما في ذك من شك أو جدل.
×كيف نقبل أن تقفل دور التعليم خوفا من التقارب المجتمعي، ثم نرى تلك الحشود الرسمية التي يؤمها مسئولون بالدولة على أعلى المستويات، في احتفالات لا تقدم ولا تؤخر وليس لها ضرورة؟
× كيف نقبل عقلا أن تقفل دور التعليم ، ونحن نرى تلك الحشود في كل ولايات السودان وهي تستقبل أهل السلام والوفاق، فالسلام الحقيقي هو سلامة المواطن وأمنه الصحي، فلماذا لا توقف هذه التجمعات خوفا من التقارب؟
× وكيف نقبل بالمنطق قفل دور التعليم ونحن نشاهد ذلك التقارب الكثيف في الأسواق، فأذهبوا لسوق ليبيا والشعبي أم درمان ، وصابرين ووو، لترو وتشاهدوا التقارب، إذن ما الفائدة .
× فالطلاب والتلاميذ الذين قفلت مدارسهم وجامعاتهم، هم موجودون بكثافة وتقارب أخطر في صفوف الرغيف، منذ الفجر وطوال أوقات اليوم، فلماذا لا يكون الهم هو إنهاء هذه الأزمات الفارضة هذا التقارب الممرض؟
× خلاصة القول هو، أن قفل دور التعليم أمر قاس وصعب، ولكن ما يفرضه هو الأصعب، فالأولى بعد قفل التعليم أن تعالج كل الأمور الداعية للتقارب، أو ابتكار عملا جادا ومناسبا يجعل مدارسنا تعمل بلا ضرر، والله المستعان وعليه التكلان.
ذهبيــــــــــــــــات
× عاد الزعيم لأرض الوطن بسلام، بعد ان قدم مباراة جميلة بالكنغو وتعادل مع بطلها.
× عاد الأحمر رفقة خصمه بطائرة واحدة، وهذا يؤكد نية الخصم في المباراة.
× على المريخ العمل المتقن والمضاعف وأن لا يركن للتعادل.
× كرة القدم علمتنا بجنونها الغريبة، فالحذر ضروري جدا.
× اللقط القائم حول تسجيل لاعب المريخ ، هو دليل على التخبط الإداري على مستوى الأندية والاتحاد.
×ما يحدث ببلادنا لا يحدث بأية دولة في العالم، المتقدم أو المتأخر.
× الجوطة التي حدثت بخصوص العجب ورفاقه هي ذات الفوضى التي يتعامل بها الجميع.
× السودان لن يتقدم ما لم يتعامل مواطنه بصدق ووضوح مع كل الأمور.
× وما كما ذكرنا في صدر هذا المقال فإن التعامل الغير مسئول هو سبب بلاء هذه البلاد.
× تقفل المدارس حذرا وخوفا من المرض، فيقوم المسئولون بتجميع البشر لأجل السياسة القبيحة.
الذهبيـــــة الأخيـــــرة
× وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نسأل ، ما دامت التجمعات والتقارب على قفا من يشيل، فدور التعليم بأي ذنب قفلت؟