رابطة قطر ومعسكر تونس

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* في غمرة الصراع الطاحن الذي يدور في الساحة المريخية ووصول الحرب على المجلس المنتخب ذروتها، وفي ظل أوضاع صار فيها تركيز جل أهل المريخ على الصراع الإداري مع إغفال تام للملفات المتعلقة بفريق كرة القدم وعلى رأسها الملف الأهم وهو (الإعداد) الذي يمثل في الوقت الحالي أكثر من نصف الطريق نحو تقديم الفريق لمستويات مميزة وتحقيقه لنتائج جيدة في النصف الثاني من الموسم، مع الإشارة لأن الإعداد حالياً أكثر أهمية حتى من التسجيلات المحلية بعد أن دعم المريخ صفوفه بالثنائي الأجنبي مجيد سومانا ودونو كوكو، ذلك لأن الفوارق بين اللاعبين المحليين أصلاً ليست كبيرة ومن وجهة نظري لا يوجد لاعب محلي يمكن الرهان على أنه يمكن أن يصنع الفارق سوي سيف تيري مع الإشارة لأن حاجة المريخ الأكبر تتمثل في (وسط الدفاع) الذي يعاني من نقص على مستوي الكم والكيف.
* لكن قناعتي أن المجلس حال انجرف خلف الاهتمام بالتسجيلات المحلية أو إضافة مزيد من الأجانب عبر التجنيس والتعاقد معهم بصفة (الهواية)، ومهما أضاف من عناصر، فإن الفريق لن يكون مؤهلاً لتحقيق نتائج جيدة في النصف الثاني ما لم يكن الإعداد ناجحاً ومثالياً خصوصا وأن المريخ أنهي مبارياته في النصف الأول قبل أسبوعين وأندية المجموعة الأولي ما زالت تواصل نشاطها ما يعني أنها ستكون أكثر جاهزية عند انطلاقة دور النخبة في (الأول من يوليو) وهو ما يفرض على المريخ الإسراع في بدء التحضيرات سيما وأن الاتحاد العام أعلن وعبر لجنة المسابقات وبشكل مفاجئ إقامة مرحلتي ثمن وربع النهائي من مسابقة كأس السودان في شهر يونيو المقبل وهو تطور يفرض على المريخ استشعار خطورة التأخر في الإعداد والإسراع في تحديد موعد بدايته والترتيب له بصورة دقيقة مع ضرورة إحضار الطاقم الفني للخرطوم على وجه السرعة.
* في غمرة تلك الأجواء التي أنجرف فيها الكثيرون خلف الصراع والتعليق عليه ومساعي البعض المتواصلة منذ ثمانية أشهر لإسقاط المجلس بأي طريقة وبأي صورة كانت حتى لو على حساب المريخ نفسه، وتفرغ مجموعة للدفاع عن المجلس والهجوم المضاد على الجماعات التي تعمل على إسقاطه، كان هنالك خبراً ضاع في زحمة الصراعات دون أن يتوقف عنده الناس رغم أنه خبر مفرح ويؤكد أن هنالك من يحمل هم الكيان ويفرق بين رأيه في المجالس وبين دعم فريق كرة القدم الذي يفترض أن يكون فرض على الجميع في كل الحقب ومهما كان الرأي في أداء المجلس.
* وعندما يكون الحديث عن من يدعم المريخ في كل الحقب وكل الأزمان باختلاف الإدارات، فالطبيعي والمؤكد أن تكون رابطة المريخ بقطر في المقدمة وهي التي درجت على حمل الهم المريخي والمساهمة بشكل إيجابي وفعال وبصورة ربما تفوق ما تفعله المجالس نفسها لدرجة أعتقد أن الجميع يشعر معها بالخجل من نفسه ومن الدور الذي يلعبه في دعم ناديه عندما يتابع ويقف على مبادرات وأدوار رابطة قطر وما تفعله من أجل المريخ في كل زمان.
* فتلك الرابطة لم تربط يوما ًدعمها للمريخ بفرد أو مجموعة، وظلت تبذل مجهودات مضنية لتنظم معسكراً سنويا قبل بداية كل موسم للمريخ وبدرجة عالية من الاحترافية في العمل مع دعم مادي مقدر من قبل أعضاء الرابطة التي يستقطعون من قوتهم وقوت عيالهم ويسخرون كل علاقاتهم لأجل دعم المريخ، فكانت المعسكرات التي تمت في السنوات الفائتة سواء في فترة مجالس الوالي أو في فترة لجنة ونسي شاهداً على عظمة تلك الرابطة وتفردها.
* أعود للخبر الذي ورد في العديد من الصحف دون أن يقف عنده جل المشغولين بالصراع الإداري ويرفعون شعار (مصلحة المريخ) رغم أن ذاك الخبر من أهم الأخبار إن لم يكن الأهم على الإطلاق الذي يسهم في تحقيق تلك المصلحة وهو في تقديري أهم حتى من اكتمال قيد مجيد ودونو لأن الإعداد كما ذكرت هو أكثر من نصف الطريق نحو النجاح ومهما كانت درجة تميز عناصر الفريق فإنها لن تنجح دون إعداد مثالي، والخبر المذكور تحدث عن تقديم رابطة قطر لعرض لمجلس المريخ لإقامة معسكر الفريق بقطر مع تكفل الرابطة بكل نفقات المعسكر.
* شخصياً لم أستغرب لتلك الخطوة التي كنت أتوقعها وأنتظرها من رابطة درجة على تغليب مصلحة الكيان على ما سواها ودرجة على الترفع عن الصغائر والتسامي فوق الخلافات والصراعات والعمل على إرساء قيمة سامية وعظيمة وهي دعم المريخ مهما كان الرأي أو التحفظ على المجلس الذي يديره حتى لو كان النادي بلا مجلس من الأساس لأن الاكتفاء بالفرجة على الإدارة التي تعاني أو التفرغ الكامل للحرب عليها لإسقاطها لا يجعل وضع النادي أفضل بقدر ما يزيد الأمور سوءاً وتعقيداً .
* ما أعلمه بشأن التحضيرات هو أن الإدارة قبل وصول عرض رابطة قطر، كانت تضع مصر واثيوبيا كخيارات رئيسية لها بالنسبة للمعسكر بيد أن المدير الفني التونسي يامن زلفاني طلب أن يكون المعسكر في تونس وقدم الكثير من المبررات الموضوعية لطلبه، ثم جاء عرض رابطة قطر لتضيفها الإدارة للخيارات وتطرحها على المدرب الذي يتمسك بإقامة المعسكر بتونس ويري أنها الأفضل والأنسب في هذا التوقيت، وعطفاً على ما سبق وحتى لا يكون مكان المعسكر سبباً في تأخر انطلاقة الإعداد عبر إهدار الكثير من الوقت في التباحث حول الخيارات المطروحة، فإن رأيي هو الاستجابة لطلب المدير الفني باعتباره المسئول الأول والأخير عن الشأن الفني سيما وأنه قدم مبررات مقنعة وموضوعية لاختياره تونس، والبدء على الفور في إجراءات المعسكر حتى يبدأ مبكراً مع العلم أن الوقت بدأ فعلاً يسرق مجلس الإدارة، وشخصياً أتمني أن تبادر رابطة قطر بدعم خيار المدرب والتكفل بجزء من نفقات معسكر تونس كما أتمنى أن تحذو بقية روابط المريخ بالخليج حذو رابطة قطر والمساهمة في دعم ناديها بغض النظر عن الوضع الإداري حتى ينجح الأحمر في إقامة إعداد مثالي.
* لكن وبعيداً عن تلك المقترحات، وبعيداً عن الاستجابة لها من عدمها، فإن المجلس يبقي هو المسئول الأول عن إقامة إعداد ناجح ومثالي للفريق طالما أنه متمسك بالتصدي لمهامه، ومن واجبه التحرك سريعا وسريعا جداً لأن الوقت فاته بالفعل للترتيب للتحضيرات لأن تكرار الفشل الذي صاحب فترة التحضيرات الرئيسية سيحسب على المجلس وسيزيد من الناقمين عليه والمطالبين برحيله مع قناعتي أن من أهداف الزوبعة التي تثار حالياً حول شرعية المجلس تشتيت تركيزه وشغله عن متابعة الملفات الأهم التي هي من صميم عمله وعلى رأسها الإعداد إلى جانب تسجيلات المحليين وقناعتي كذلك أن أفضل طريقة يمكن أن يرد بها المجلس ويقوي موقفه ليست البيانات أو التصريحات وإنما إنجاز ملف الإعداد بأفضل طريقة ممكنة ووقتها سيجد كثيرون ممن يهمهم المريخ لا الأفراد في صفه ويدعمون مسعاه لتصحيح الأوضاع وتجهيز الفريق للنصف الثاني.