صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

رامي كمال 2022: وعدٌ باللقب القاري… 2025: ربع النهائي يُكفي وموريتانيا إنجاز لفلوران!

58

العمود الحر
عبدالعزيز المازري
رامي كمال 2022: وعدٌ باللقب القاري… 2025: ربع النهائي يُكفي وموريتانيا إنجاز لفلوران!

في عام 2022، خرج نائب الأمين العام لمجلس الهلال، **رامي كمال**، عبر منصة **winwin**، مبشّرًا جماهير الهلال بلقب قاري خلال موسمين، مؤكداً أن النادي يشهد “طفرة مالية وإدارية غير مسبوقة”، وأن الفريق يسير بثقة في مشروع كبير يقوده المدرب **فلوران إيبينغي**.
اليوم، في العام 2025، يعود المتحدث نفسه، عبر المنصة ذاتها، ليقول إن **”الوصول إلى ربع النهائي يُعدّ نجاحًا منطقيًا”**، نافياً وجود أي صراعات داخل المجلس، ومؤكدًا أن **”القرارات لا تُتخذ تحت ضغط الجماهير”**.
وحين يقول رامي إن المجلس لا يخضع للعاطفة، فقد صدق من حيث لا يدري؛ فالتعامل بالعاطفة هو ديدن المجلس، والدليل أنه خضع لفرد واحد، ولا يزال عاجزًا عن حسم مصير المدرب أو مدير القطاع، رغم كل هذا الجدل! فالمجلس الذي يتحدث عن الحكمة، هو ذاته الذي يغرق في مجاملة الأفراد وتأجيل الحسم وتقديم العلاقات على القرارات.
**بل نزيده من الشعر بيتًا**: لقد كشف رامي دون أن يشعر جوهر الأزمة حين نفى العاطفة عن المجلس؛ لأن العاطفة فعلًا هي التي تحكم المشهد، لا من جهة الجماهير، بل من داخل المجلس نفسه، الذي جعل مصير الكيان مرهونًا برؤية شخص واحد، فتعطّلت القرارات، وعلقت الملفات، وصارت كل خطوة بطيئة ومربكة. وها هو المجلس، عاجز عن حسم ملف المدرب، ومشلول أمام بقاء مدير القطاع، رغم كل ما فشل فيه.
**أي تبدّل هذا؟ وكيف ينقلب الخطاب من الوعد إلى التبرير؟ ومن الحلم إلى التقزيم؟**
إن ما قاله رامي كمال ليس مجرد تغيير موقف، بل هو **محاولة لمحو الذاكرة الجمعية** لجمهور الهلال، والاستهانة بعقله، وكأن الوعد القاري كان مجرد دعاية انتخابية موسمية لا أكثر.
في ذروة الجدل حول مصير المدرب فلوران، وصمت المجلس الهلالي أمام تصريحات المدرب العلنية عن عروض تلقاها من **جنوب إفريقيا والكونغو وتنزانيا**، خرج رامي كمال ليتحدث عن بقاء العليقي وصفقات جديدة، وكأن الفريق لا يواجه فراغًا فنيًا في قمة الهرم. تجاهل متعمّد للأسئلة الجوهرية، وتقديم للهوامش على المتن.
وحتى مسألة العليقي، لا أحد طالب بإبعاده من النادي، بل كان السؤال المنطقي:
**لماذا يُدير الهلال كرئيس فعلي من موقع نائب؟**
ثلاث سنوات من الوعود، وثلاث محاولات فاشلة في تجاوز ربع النهائي، وكمٌّ هائل من الصفقات التي دخلت وخرجت من دون بناء فريق حقيقي، ثم يأتي المجلس ليُسوّق استمرار ذات النهج كأنه انتصار، ويعرض العليقي كخشبة خلاص، وكأن الهلال لا يقوم إلا عليه!
والأغرب من ذلك، أن المجلس يُحمّل الجماهير تهمة العاطفة، بينما الحقيقة أن **القرارات الكبرى تُدار بعاطفة الفرد، لا بحكمة المؤسسة**. يتمسكون بالمدرب لأنهم وثقوا فيه شخصيًا، لا لأن النتائج تبرر استمراره. يضخّمون الأسماء، ويعدّون بالصفقات، بينما لا أحد يسأل:
**ما الجدوى؟ ما المشروع؟ ما المحصلة؟**
التصريحات الأخيرة تكشف أيضًا استعلاءً مقلقًا على الجماهير. حين يقول رامي كمال إن المجلس “لا يتخذ قرارات تحت ضغط الجمهور”، فهو يلمّح أن رأي الجماهير انفعالي وغير عقلاني، بينما الحقيقة أن العاطفة الحاكمة موجودة داخل المجلس نفسه، حيث تُدار الملفات الكبرى بـ”مزاج العلاقات” لا بمنطق المؤسسات.
**فمن جهة، يحدّثنا المجلس عن طفرة مالية “غير مسبوقة”، ومن الجهة الأخرى، يصرّح مدير القطاع الرياضي العليقي بأن “للهلال سقفًا ماليًا واحدًا للتعاقدات”!**
أيّ طفرة هذه التي لا تتيح مرونة في التفاوض؟ وأي وفرة تلك التي لا تنعكس على جودة العناصر؟ التناقض ليس فقط في التصريحات، بل في المفهوم ذاته لإدارة المال والتخطيط. فإن كان السقف حقيقيًا، فحديث الطفرة محض تضليل. وإن كانت هناك طفرة، فالسقف لا مبرر له إلا الفشل في التقييم والاختيار.
الحديث عن التعاقدات فقد كل أثره، ما دامت كل فترة انتقالات تشهد دخول ستة وخروج سبعة، بلا رؤية. إنه استثمار حقيقي، بلا حتى احترام للجمهور الذي يُفاجأ بقرارات غير مفهومة، ويُطلب منه التصفيق لها كأنها منجزات.
اللاعب الوطني بات طيفًا مهمشًا، يُركن على الدكة أو يُعار، وكأن الهلال محطة عبور لأجانب بلا رقابة، بلا مساءلة، بلا إضافة.
والمدرب الذي بُني عليه “المشروع”، ها هو يفاوض علنًا، والمجلس يتفرج بصمت مريب، وكأن الكيان لا يستحق حتى بيان توضيح!
ثم يأتي النفي المُستفز لوجود أي صراعات داخل المجلس، بينما الواقع يصرخ بالعكس:
انسحاب **بروف حسن علي عيسى**، تأجيل ملف المدرب، التسريبات المتكررة عن خلافات في الرؤية… كلّها مؤشرات واضحة، لا ينفيها إلا من يظن أن إدارة النادي تقوم على الإنكار لا الإدارة.
الهلال لا يُدار بالشعارات، ولا يُحترم بالبيانات، ولا يُبنى بالتصريحات. الهلال يحتاج إلى شجاعة مواجهة، لا إلى مناورات الصمت. يحتاج إلى حسم في مصير مدرب تجاوزته النتائج، وإلى مراجعة شاملة لموقع نائب الرئيس الذي أصبح رئيسًا فعليًا بسلطة الصرف والتصريح لا بقرار الشورى.
*كلمات حرة*
* المشروع الحقيقي لا يُقاس بالكاميرات بل بالنتائج.
* احترام الجماهير لا يكون بتخوينها، بل بإشراكها في الحقيقة.
* القرار الشجاع لا يُصنع خلف الأبواب المغلقة، بل على منصة المكاشفة.
* اللاعب الوطني ليس فائضًا، بل عنوان الهوية والانتماء.
* والإنكار لا يُنتج نجاحًا… بل يُعمّق الجراح.
**كلمة حرة أخيرة:**
الهلال أكبر من الأشخاص، وأكبر من أي مجلس…
ولن يُبنى بالتصريحات، بل بالقرارات الشجاعة.

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. روجر ميلا يقول

    افشل ادارة ، افشل جهاز فني، افشل لعيبة هكذا يقول الواقع.
    حوالي 20 لاعب اجنبي في 3 مواسم.
    جهاز فني ل3 مواسم.
    معسكر خارجي داءم لموسمين متتاليين
    مشاركة في دوري افضل من الدوري السوداني فنيا ويدينا.
    مباريات ودية قوية مع فرق تنزانية وتونسية ودورة سيكافا ودورة ودية او اثنين في تنزانيا.

    * هذا العليقي بالذات يجب أن يبعد تماما عن الهلال … الكاردينال أتى بالمال ولم يبالغ في الاجانب وعلى الأقل ترك بصمة بتأهيل الاستاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد