العمود الحُر
عبدالعزيز المازري
“رجيكامب… صفحة جديدة في دفتر الهلال!”
وأخيرًا، أسدل الستار، وأُعلن عن التوقيع الرسمي مع المدرب الروماني “لورينت ريجيكامب”، لقيادة الهلال بعقد يمتد لموسمين، رفقة طاقم فني متكامل يضم مساعد مدرب، مدرب حراس، مدرب أحمال، مدرب ضربات ثابتة، ومحلل أداء. خطوة تحسب لإدارة النادي، وتُعد سابقة في تاريخ الكرة السودانية من حيث عدد وتنوع التخصصات في الطاقم الفني.
كالعادة، ما إن يُعلن عن مدرب جديد حتى تنقسم الآراء بين مؤيد، ومتحفظ، ورافض.
شخصيًا، لا أنتمي لأي من هذه المعسكرات… بل أؤمن أن الملعب وحده هو الفيصل. فكم من مدرب جاء بسيرة ضخمة ورحل خالي الوفاض، وكم من مدرب لم يُعرف له صيت فصنع المجد عندما أُتيحت له الفرصة.
الروماني ريجيكامب ليس مدربًا هاويًا، بل صاحب تجارب محترمة مع أندية كبيرة، ونجح في أكثر من محطة، وأهم ما يُحسب له هو خبرته في التعامل مع فرق البطولات، وتكوينه لطواقم فنية تعمل بتناغم. وهذا بالتحديد ما افتقده الهلال خلال السنوات الأخيرة.
لا ننسى أن مرحلة فلوران رغم “الاستقرار” الظاهري، كانت مليئة بالإخفاقات أمام الفرق الكبيرة، خصوصًا الأهلي المصري. في وقت كنا فيه نكسر شوكة الأهلي في الخرطوم والقاهرة، تسلمنا الهزائم في عهد فلوران، وخرجنا على استحياء من محطات مفترض أن تكون انطلاقتنا القارية.
الآن صفحة جديدة، وبداية جديدة…
ونقطة إيجابية تُحسب للمجلس، وهي إقحام الفريق في بطولة “سيكافا” كمحطة إعداد حقيقية، بدلًا من الركون للتمارين والمباريات الودية المتواضعة.
أشيد كذلك بعودة المدرب الوطني خالد بخيت ضمن الطاقم، فهو ابن الهلال، وصاحب كفاءة وشهادات تدريبية تؤهله ليكون ضمن الصف الأول للمدربين الوطنيين. لا نلتفت كثيرًا لمن يطلقون الأحكام الجاهزة، فالرجل أثبت جدارته في مناسبات سابقة، ويكفيه قيادة الهلال لرباعية شهيرة لا تُنسى.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل نترك المدرب يعمل كما يجب؟
هل نغلق أبواب التدخلات الإدارية والفنية كما سمعنا في تصريحات عن شخصية الرجل الصارمة؟
نأمل أن يُمنح الصلاحيات كاملة، بعيدًا عن ضغوطات الوكلاء، والمجاملات، والتدخلات الخارجية التي أفسدت تجارب سابقة.
نحن مع الهلال، مع أي مدرب جديد، ندعمه ونمنحه الوقت والمساحة. لكننا في ذات الوقت، نراقب، ونُقيّم، ونُحاسب بالنتائج، لا بالشعارات.
*كلمة أخيرة:*
الهلال يستحق أن يبدأ بقوة، و”سيكافا” فرصة ذهبية لصنع البداية الصحيحة. لا نريد نسخة أخرى من فلوران… نريد فريقًا يعرف كيف يبدأ، وكيف ينتصر، وكيف يصمت الجميع عندما يتحدث الملعب.
الهلال لا ينقصه شيء إلا الانضباط والوضوح. والمدرب الجديد جاء ليعمل، لا ليتفرج.
دعوه يعمل، وقيّموه بالنتائج… فإن نجح، فالهلال هو المستفيد الأول، وإن لم يُوفّق، فسيُحاسَب كما يجب.
أما نحن، فدائمًا مع الهلال… لا مع الأسماء.