# وليت “ريمونتادا” الكهرباء في السودان.. هي تلك التي عناها “الكورنجية الاسبان”.. التعافي والتداوي… فمثلما انتقدنا السلبيات على مدى ايام طويلة.. وقعنا سحلا وتنكيلا في الأخوة في قطاع الكهرباء.. فلابد من أن نشد على أيديهم جميعا، هذه الساعة، فنرسم على خدودهم قبلات حب ومودة.. (انستر) التيار الكهربائي معنا في القطاع السكني يومي الجمعة والسبت (بدوام كامل).. وجاء الاحد يتهادى على جسر الامنيات.. وحتى كتابة هذه السطور.. مازال احتفالنا بالكهرباء كبيرا.. نسأل الله ان يديمها نعمة وأن يحفظها من الزوال.
# هذه واحدة من بشريات حكومة معالي الدكتور حمدوك.. ان نشهد استقرارا في التيار الكهربائي في القطاع السكني فتصبح القطوعات هي الاستثناء الذي لا يقابله الناس بالامتعاض القديم لأن التيار (سوف يأتي).. وفي عودة التيار، كما تعلمون، عودة موجبة للكثير من حاجياتنا الجميلة.. أول هذه الحاجيات هي (مزاجنا السوداني) الذي أن صلح و(استعدل) صلحت الكثير من الأشياء الجميلة الكامنة فينا.. يخرج الجني من قمقم مزاجنا المعكر.. فيتوارى الكسل الذي ما ذكر… إلا وذكر الزول السوداني الموسوم ب(مستر بكرة).. تأتي الكهرباء فنقبل على العمل والإنتاج بهمة عالية ونشاط يحاكي دندنات (زارع الحقل في البكور.. عيشك الدهر اخضر)..
# ما تفعله الكهرباء فينا.. كشعب سوداني اكتحلت اعينه بالمعاناة زمنا طويلا.. هو ذاته التي تفعله الحبيبة اذا تمردت.. او الحبيبة اذا غنت (اذكري ايام صفانا).. فما بين الحضور والغياب تتشكل ملامح الحياة السودانية التي لا تطاق.. او تلك الحياة التي تطاق… ف(تملانا ريد وعمر جديد).
# أخيرا نقول.. اعيدوا لنا خدمة الكهرباء بدوام كامل.. ابتداء.. حتى ننصرف عنكم بالمطالب ووقتها لن يشغلنا شاغل سواء استقل مجلس الوزراء حافلة نقل عام او امتطى أعضاء المجلس السيادي الفارهة الانفنتي.. لكم ما يشغلكم.. ولنا ما يشغلنا.
(٢)
# أيام وليال طويلة قضيتها مرافقا او مراقبا لوالدي متعة الله بالصحة والعافية بمستشفى الشرطة جناح الحضيري.. من تلك الايام ترسخ عندي المعنى الحقيقي لما ظللنا نردده ونعيده عن القصر المشيد.. والبئر المعطلة.. من حق الشرطي أن يفرح بهذه المباني الشاهقات.. بذات القدر الذي يحزنه لغياب المعاني.. كيف لهذه المؤسسة العريقة التليدة أن تطور (الماكيت) الذي وضعه الفريق عبد الله حسن سالم باعث النهضة الشرطية في المجال الطبي.. فتبني وتشيد هذه الصروح.. ساهرون.. الرباط.. عمر ساوي.. ثم يعجزها صهريج المياه الذي يجنبها مخاطر انفصال الشبكة القومية باعطالها المعروفة.. فيعتصم الماء بالغياب لمدة يومين متتاليين.. اما أقسام التطبيب المختلفة التي كان يجب ان تعمل بنظام (الدقة والدقيقة) فلا تخلو من بعض المستهترين الذين يتعاملون مع المرضى بلامبالاة عجيبة لا علاقة لها بتسمية الدلع الشائعة عن (ملائكة الرحمة) ولا بقسم (ابوقراط) الذي تواثق عليه الأطباء.. الممرضون يقضون الساعات الطوال في الاستراحات.. ويأتون للمرضى مثل (الطبيب الزائر) من المملكة المتحدة.. الإخصائيون ليس لديهم مرور يومي كما كان يحدث في السابق.. بل يكتفون فقط بما يدونه طلابهم وتلامذتهم من ملاحظات عن المرضى وبموجب هذه الملاحظات والكشف السريري الذي يقوم به طبيب (مدخل الخدمة) يتم التعامل مع الحالة وكيفية صرف الدواء.. اما الدواء نفسه فهو رواية وحكاية تستحق أن نطلق عليها مسمى (تعلم كيف تحفى اقدامك).. بينما يشكل الفحص المعملي عائقا كبيرا امام سرعة التعافي والتداوي حيث يساهم في إطالة مكوث المريض في المستشفى.. لا يليق أن تبنى صرحا عملاقا مثل مستشفى (عمر ساوي) وتفشل في توفير المعامل الكافية او العاملين عليها فتصبح عملية الحصول على الفحوصات الكاملة في هذه المستشفى مثل عملية الحصول على (نومة هادئة) في عاصمة مثل الخرطوم يحاصرها الذباب نهارا.. ويحرسها البعوض ليلا… هذه مشاهدات عابرة ولكن ما يستحق أن اتوقف فيه طويلا اسألوا عنه العسكريين الشرطيين فهم اوفى بالحديث عمن يخدمهم في هذه المستشفيات التي كانت صروحا فهوت.