البعد الآخر
صلاح الدين حميدة ..
سلام السودان الواقع والحقيقة …
ظل الشعب السودانى يترقب وينتظر وينظر إلى المستقبل السياسى فى البلاد بعد أن كان الشعب ضحية لنزاعات وحروب أهلية وقبيلة عمدت إلى تعطيل عجلة الحياة ومشاريع التنمية التى من خلالها تكون البلاد فى طليعة الدول المتقدمة . ولكن كانت المعاناة هى الدخول فى حروب ثم التوصل إلى اتفاق سلام ثم العودة مجددا إلى الحرب حدث ذلك كثير فى عهد حكومة الإنقاذ والتى كانت آخرها اتفاق سلام جنوب السودان مع الحركة الشعبية لتحرير السودان …
بعد مفاوضات سلام شاقة انتهت بانفصال جزء عزيز علينا من الوطن فقد كان انفصال جنوب السودان عن شمال السودان . ولكن لم تحل المشكلة فقط ظلت المشاكل قائمة خاصة النزاعات فى غرب السودان التى تتطورت من نزاعات قبيلة كانت بسبب المرعى والكلا والزراعة إلى حرب أهلية سياسية طاحنة فى إقليم دارفور منذ العام 2003 وحتى قيام ثورة ديسمبر المجيدة ظلت دارفور فى هذه الصراعات التى حصدت اروح الإنسان والحيوان وغدت على الأخضر واليابس. …
ثم ادخلت البلاد فى نفق مظلم ومتاهات عجيبة كل ذلك كان المتسبب الرئيسى هو نظام الإنقاذ الذى تلاعب كثيرا بقضية دارفور حتى أصبحت مسار جدل فى الأوساط الدولية والإقليمية . استمرت الحرب فى دارفور قرابة السبعة عشر عاما من عمر الإنقاذ النظام الحاكم فى العهد البائد الذى حاول التوصل إلى عقد اتفاقيات سلام مع حركات دارفور المسلحة آنذاك حركة العدل والمساواة جناح د. خليل إبراهيم وحركة تحرير السودان جناح مناورى ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن إذ لم تصمد أغلب هذه الاتفاقيات مع حكومة نظام الإنقاذ المباد ولم تحل المشكلة …
تفجرت ثورة ديسمبر المجيدة التى رفعت شعار السلام والحرية والعدالة فقد كان شعار السلام هو الخيار الأول لهذه الثورة المجيدة جاء ذلك بعد التوصل إلى صيغة اتفاق ما بين المكون المدنى والعسكرى ما يعرف بالوثقية الدستورية حيث نصت هذه الوثيقة بند السلام الذى كان شرط واضحا وخيارا اسياسيا وبالفعل تم ذلك منذ اليوم الأول فقد كانت مدنية جوبا عاصمة جنوب السودان هى ألحاضن الأساسى
لمفاضات السلام ما بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح والحركة الشعبية جناح عقار تواصلت الجهود والمساعى حتى تمت اتفاقية السلام بالأمس فى مدنية جوبا على المستوى الرسمى والشعبى والدولى فقد كان يوما تاريخيا فى حياة السودانين. . وكان التوقيع بالأحرف الأولى فى مشهد يدل على الرضى والتأخى بين أبناء الوطن الواحد نتمنى أن يعم السلام فى أرجاء البلاد وان يكون سلاما حقيقا وشاملا حتى ينعم المواطن بالأمن والاستقرار والتنمية خاصة مواطن دارفور الذى ظل يعانى ويعانى ….
.فوضي سياسية واحتفالات بربرية لا تشبه ملامح السلام
كل هذه ألاموال كان أحق بها الشعب وضحايا الفيضان المنكوبين وأهلنا في شرق السودان ايها السياسيون بلا سياسة هل تعلمون باختصار ان السياسة هي الحياة والشعب والذي يعرف قيمة الحياة هو شعب متحضر واعي ومثقف ومتعلم!!
ولكن المشكلة الأساسية تتكمن فيمن يتصدي لقيادة العمل السياسي اي النخبة السياسية التي يجب أن تتمتع بمقومات السياسية من ثقافة وتكنيك وتكثيف طاقات وقدرات وطموح علي قراة الماضي واستطلاع الحاضر واستشراف المستقبل
فالذي نراه عبارة عن هرج ومرج ليس الا بعيدا عن القضية وحجم معاناة شعبنا المتظلم الذي يدفع ضريبة فشل السياسيين .
لذا اساند رائي لريئس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور بعيدا عن الاختلافات السياسية .. الذى قال ماحدث ليس اتفاق سلام بل هو محاصة وقسمة للسلطة والثروة وهذا لام يخدم القضية ولا يحل المشكلة….