البعد الآخر
صلاح الدين حميدة …
سلام سودانى بطعم الربح والخسارة..
المتابع للمشهد السودانى على الساحة السياسية يدرك تمام ما يدور فيها من أحداث اكتسبت طابع الأهمية خاصة ما تمر به البلاد من أزمات خاصة بعد حدوث التغير فقد كنا تعانى من حرب أهلية مدمرة استمرت إلى ربع قرب من الزمان صحيح انتهت بتوقيع وإتفاق سلام ولكننا خسرنا جزء من الوطن إلا وهو جنوب السودان الذى إعلان انفصاله عن شمال السودان بسبب سياسية نظام الإنقاذ آنذاك تجاه قضية الجنوب ولكن اليوم لا بد لنا من نرفع القبعه تقديرا وإجلال واحتراما
لمواطنى جنوب السودان حكومة وشعبا للجهد والسعى الحثيث والدور الكبير الذى تم تجاه تحقيق السلام فى السودان ووقف نزيف الحرب خاصة فى إقليم دارفور بعد معانا مع الحرب التى استمرت ما يقارب 17 عاما فى عهد النظام البائد وحدث ما حدث فيها من دمار وموت واغتصاب وتهجير لمواطن دارفور فى معسكرات اللجوء فى دول الجوار إذن بعد مخاض عسير وحوار استمر لمدة سنة وبعد مناقشات وجولات وصولات مكوكية بين الحكومة الانتقالية ممثلة فى مكونها العسكرى والمدنى وبعض المسارات
المعروف إلتى تكون الأجسام الممثلة لمناطق السودان المختلفة منها مسار الشمال ومسار الشرق والوسط وممثل النازحين فى المعسكرات . ومابين حركات الكفاح المسلح على رأسها الجبهة الثورية التى تضم حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان وبعض الحركات الأخرى . تحقق السلام واجتمعت فيه كل أطياف ومكونات المجتمع السودانى التى سطرت لوحة بديع وجميلة فى جوبا فقد شارك في
التوقيع كل السودان . كان حضورا من سياسين ومنظمات مجتمع مدنى وفنانين ورياضين واعلامين أعتقد أن هناك مكسب كبير بتحقيق السلام فى السودان والمستفيد الأول هو الشعب والحكومة واذا كان هناك خاسر فهو النظام البائد المؤتمر الوطنى الذى لم يستطيع أن يتعامل مع ملف قضية الحرب فى دارفور….
اول الكاسبين هو الجنرال حميدتي والذي قدم الان نفسه كضامن لهذا الاتفاق وكمؤسس للسلام في دارفور ، وقد امّن جبهته في غرب السودان وحوّل أعداء الأمس الى حلفاء، وبذلك أصبح دوره الإقليمي خارج السودان شرعياً، ولذلك و في أثناء توقيع هذا الاتفاق قام الجنرال حميدتي بتفويج ثلاثة دفعات من قوات الدعم السريع للمشاركة في حرب اليمن، وهو بذلك ضمن تمويلاً خارجياً يجعله يذهب في عائد ويرضى باقتسامه مع قادة الحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق ، وقد استغل الجنرال حميدتي leverage الاتفاق ليحسم التطبيع مع إسرائيل والذي يتطلب منه مواجهة عناصر النظام البائد والإسلامين والتصدي لتهديداتهم الداعية للعنف والتحريض ..
الكاسب الثاني هو الفريق برهان والذي سلك طريقاً مختلفاً للتعامل مع دولة جنوب السودان، وقد قدم الفريق برهان نفسه كرقم مهم لصنع السلام في السودان وربما يعمل على الوحدة بين الشمال والجنوب، وطريقة تعامل البشير مع دولة جنوب السودان هي التي خلقت أزمة بين البلدين، فقد كان يسلح قوات رياك ميشار وفتح لهم مستشفى السلاح الطبي لعلاج جرحاهم..
الكاسب الثالث هو الدكتور حمدوك، فالحكومة المقبلة لن يتحمل لوم ادائها منفرداً، فهي حكومة سلام ووجود الدكتور حمدوك فيها هو مجرد team player ،ومن المتوقع إعادة تشكيل الحكومة والمجلس السيادي..
من هم الخاسرين..
الخاسر الأكبر هو السيد الصادق المهدي والذي عارض اتفاق جوبا دون أن يقدم بديلاً، وقد ارتكب الإمام خطأ فادحاً عندما اعتقد ان الاستثمار في القضية الفلسطينية ربما يزيد من شعبيته، فهو الان يسبح عكس الشارع ولا زال يقرأ المشهد السياسي بنظارة عام ١٩٨٩م، وقد تم تم تجاوز الإمام وأسرته وابن عمه مبارك الفاضل في اتفاق جوبا، الصادق المهدي كان يراهن على استيعاب الجنرال حميدتي ولكن الاخير لم يرضى بدور الكومبارس وفضل ان يقود المشهد السياسي بطريقته الخاصة..
الخاسر الاخير هو الإسلاميين والذين طالما اعتقدوا ان عقارب الساعة سوف تعود للوراء، وبأن الضائقة المعيشية سوف تسقط حكومة حمدوك، ولكن الوضع السياسي تعقد الان عليهم اكثر مما سبق، وقد تحرر العسكريون من جلباب حزب المؤتمر الوطني واصبحوا يبحثون عن طموحاتهم الخاصة، والبديل المتاح أمامهم هو اللجوء إلى العنف كما فعل نظرائهم في مصر، ولكن هذا الخيار سوف يجلب عليهم نقمة المجتمع في الداخل والخارج، وهو خيار فاشل وسوف يجعل الجميع يتوحدون ضدهم عند تنفيذ اول عملية إرهابية…
ختاما ……
حنبنهيو البنحلم بيهو يوماتى وطن شامخ وشاسع الوطن للجميع والجميع للوطن حرية سلام وعدالة والوطنية خيار الشعب دعونا نلب دعوة بناء الوطن من أجل الاستقرار والتنمية والحرية وهمى اشوفك عالى متقدم طوالى أيها الوطن السودان …….