كورة سودانية-حافظ محمد أحمد
لم يتفاجأ كثير ممن يعرفون من حقيقة ما يجرى في النادي، بالتراجع الفني الشديد لفريق الكرة، فمشكلة الأمر لم تكن مطلقا في عناصره، ولا في نجومه، ولا حتى في الإصابات التي لحقت بعدد كبير من اللاعبين، ولا حتى في المدربين، كل تلك المشاكل والصعوبات مثلت جزاء يسيرا من مشكلة حقيقية أحاطت بالنادي، تمثلت في صراعات وخلافات إدارية طاحنة، استمرت 5 سنوات كاملة استنزفت قوى فريق الكرة حتى أوصلته لمرحلته الحالية.
صراعات لا تتوقف
لم يتوقف الصراع الإداري خلال 5 سنوات، بل تزايد يوما بعد آخر، وبعد أنتخابات كشفت محدودية الكوادر التي تملك الشجاعة وتتقدم الصفوف فاز آدم سودكال بمقعد الرئاسة وهو حبيس السجن، فوز سوداكال بلا منافسة كان مؤشرا واضحا أن النادي يمضى نحو أيام عصيبة، وهو ما حدث فعليا، فبدأ الصراعات تتواصل حتى مغادرته.
تصاعد الأزمة في عهد حازم مصطفى
وتزايدت الأزمة في عهد حازم مصطفى بمجلس متنافر بأعضاء بعضهم لا يستحق أن يتولى لجان مساعدة في النادي، فوجدوا أنفسهم مصدر قرار، فكان التراجع واضحا، زاده سوء تقدير حازم مصطفى رئيس النادي، ومحاولته المتكررة للإقناع في منصات التواصل الإجتماعي دون أن يترك عمله ليتحدث عنه.
ذات العناصر الخاملة في تسيير أب جيبين
نقل أيمن مبارك الخضر الشهير بأب جيبين، ذات تجربة حازم مصطفى، عندما تصدرت أسماء الإخفاق قائمته، فكان السقوط حاضرا بسلسلة نتائج سيئة، رافقها تراجع فني، يشير لخطر داهم مستقبلا، المريخ خلال فترة أيمن مبارك قدم أسوأ نسخة له خلال 5 سنوات، بعد أن استنزف خلال فترتي سودكال وحازم، كما أن وجود هيثم كابو وأسامة عبد الجليل كقوة وهمية مسيطرة، ساهم في زيادة مساحة النقل لكل من يعرفهما جيدا، فعلاقة كابو بالإدارة الرياضية تماثل علاقته بأي لغة عالمية، وأسامه لم يعرف عنه أنه كان إداريا بارعا، بجانب شخصيته الضعيفة، وعدم قدرته على المواجهة، بينما لا يملك أيمن الحد الأدنى من الخبرة الإدارية فسلم المقود للثنائي، المعضلة التي زادت الأمور سوء تدخل لجنة الإنتخابات التي أبطلت شرعية لجنة تسيير أب جيبين لتعقد الموقف أكثر، وتزيد أوار النيران المشتعلة مسبقا.
الوسائط الاجتماعية تكشف عن معاناة حقيقية
ان تجتر التأريخ، ويكون الماضي أفضل ما لديك فهذا يعني أن حاضرك حالك السواد، غاية في السوء، وهو عين ما يحدث حاليا في المريخ في غياب الكبار والرموز، فتصدرت صورة الراحل مهدي الفكي وعبد الحميد الضو جوج، أغلفة الصفحات الشخصية لأبناء القلعة الحمراء في الوسائط الإجتماعية، في اشارة لغياب الحكمة أو كوادر مؤهلة لقيادة السفينة نحو شوطئ آمنة، لا وجود للحكمة في المريخ، الكبار تواروا عن الأنظار فكانت ساحة النادي طافية بالأحداث، تنذر بشر مستطير، وخطر داهم، لا امل في الإصلاح، في وجود كوادر إدارية خاملة، وصلت لسدة الحكم في النادي في غفلة من الزمن، على غرار هيثم كابو، المسنود من بعض الناجحين، وأسامه عبد الجليل، الثنائي يجسد حقيقة الأزمة الإدارية في النادي، ويؤكد أن المريخ وصل مرحلة متأخرة من التراجع الإداري، فالأول لا يجيد سوى لغة الفهلوة وإدعاء المعرفة، والثاني بلا شخصية، ولا يعرف المواجهة.