صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سنعبر وسننتصر

678

افياء
أيمن كبوش
سنعبر وسننتصر

# على غير عادة تلك اللقاءات الكبيرة والمثيرة، جاء الاهتمام بلقاء القمة السودانية خافتا لأسباب عديدة تبدأ وتنتهي باهزوجة “يا ماشي لى باريس جيب لي معاك عريس.. شرطا يكون لبيس ومن هيئة التدريس”.. قبل أن تظفر “الكورونا” بالنجومية وتخطف كل الأضواء و”تجهجه باكات” العريس وهيئة التدريس معا..
# خفت التوتر.. ولم ترتفع دقات القلوب.. رغم اقترب الزمان الذي عادة ما تبلغ فيه الارواح الحناجر.. وتجف الحلاقيم.. ولكن بكل التفاصيل والواقع الماثل امامنا.. بل وبكل لغات الدنيا ولهجاتها المتعددة.. اصبح لقاء الهلال والمريخ هو المعطى الحالي المطلوب اثباته في ليلة الغد الموافق الأحد الثالث والعشرين من شهر مايو.. ومازال العشم هو ذات العشم المتجدد بأن يقدم الفريقان أداء يشبه كل القمم التي نتابعها في أركان الدنيا.. بذات التفاصيل التي تجعل الهلال والمريخ مثل لقاء البارسا والريال… لقاء خارج عن عباءة ما هو مألوف.. يأتيه الناس وهم على صعيدين من الهلع والخوف، حيث لا توجد مساحة لمنطقة وسطى ينفذ منها باعث الاطمئنان.. ولا الثقة الكاملة في ان صافرة الحكم ونهاية المباراة ستكون هي المنشور الرسمي الذي سيعلن انطلاق الأفراح في شوارع ام درمان وبقية أنحاء السودان.
# ما بين ديربي ام درمان وديربي الاسبان، كما ظللت اردد دائما هناك قاسم مشترك اوجدت احداثياته هذه الساحرة المستديرة.. وهي تلك الجماهيرية الطاغية التي يحدّث عنها الاعلام وهي هذا الاهتمام وحجم التدافع الكبير.. صحيح هنالك يوجد ميسي وانسان العالم الأول المتحضر الذي يتعامل مع كرة القدم كرفاهية نوعية مثلها والترفيه بالحفلات والمهرجانات الكبيرة والاعياد الرسمية.. ونحن كذلك.. نفعل ما يفعلونه.. صحيح انه ليس لدينا “برغوث” يداعب الكرة بالشوكة والسكين ليصنع فارق المتعة والابهار الاسطوري.. ولكن لدينا تاريخ طويل من الهتاف “من جكسا ولى هسه”.. ولدينا ذات الشغف المتجاوز لتلك الفوارق الكونية الشاسعة ما بين عالمهم الأول، وعالمنا الثالث الذي يمضي بسرعة الصاروخ إلى ذلك الماضي السحيق الذي يحكي عن الإنسان الأول والتخلف في كل شيئ.
# يمتلك الهلال اكثر من دافع للقتال غدا لانتزاع العلامة الكاملة.. خاصة وانه يلعب على ارضه التي لا يخسر عليها بسهولة أمام المريخ.. مباريات الارض بطبيعة منافسة مثل الدوري الممتاز لا تحتمل التفريط، لأنها بطولة خاصة، لا علاقة لها بالحصول على اللقب.. ولكن هذا الانتصار الخاص لن يتحقق للهلال اذا لم يستفد اطاره الفني بقيادة البرتغالي ريكي من سلبيات المرحلة السابقة ومعالجتها.. علاوة على استثمار الايجابيات ودعمها بالمزيد من التجويد.. يكفي أن ريكاردو اخذ وقته كاملا في التعرف على اللاعبين والوصول إلى الشكل المثالي الذي ينبغي أن يكون عليه الفريق بعد أن أنجز معسكرا أعداديا وأدى عدد من المباريات التحضيرية.. لم يعد لريكاردو عذر للتحجج بأي نواقص، وقد استحسنا كثيرا حديثه للسيد رئيس النادي هشام السوباط، وقدرنا ثقته الكبيرة في فريقه وقدرة لاعبيه على تحقيق الانتصار.
# في اللقاء السابق في ختام الموسم الماضي، انتصر المريخ الذي حصل على اللقب رغم دخوله للمباراة بفرصة الانتصار فقط، يومها قالت لجنة التطبيع: هذا ليس فريقنا.. والآن بعد فترة طويلة وثلاثة فترات انتقالات لا تملك لجنة التطبيع اي مشجب لتعلق عليه اي إخفاق، لذا عليهم أن يربطوا الأحزمة ويتعاملوا مع هذه المباراة على أساس أنها مباراة بطولة.. واختبار حقيقي لقدرة لجنة التطبيع على الاستمرار في إدارة الهلال.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد