الواقع في سطور
اعتصام عثمان
” سوء الظن وعواقبه الجسيمة ”
بدايةً إيَّاكم وسوء الظن فإنه قُبح وهلاك ومُفرِّق الجماعات وهادم اللّذات..!!
سوء الظن هو من أبشع وأسوأ الأمور التى يتعرض لها الإنسان وهو من الرذائل الأخلاقية البشعة التى تؤدى إلى الفتن والوقيعة بين الناس وتُمزُّق العلاقات الإجتماعية.
*سوء الظن يلتهم الثقة بين الناس ويهدم إستقرار العائلات.
*يُقال عن مُسيئ الظن بأنه كائن إنعزالى ،لكن أنا رأيى العكس تماماً، الكثيرين من مُسيئين الظن ليسوا من مَن ينطبق عليهم هذا الوصف ( إنعزاليون ) بعض مسيئين الظن أراهُم يبحثون عن المشكلات والقيل والقال ويتسببون فى المتاعب والإزعاج والخراب والدمار لكل مَن حولهم.
*سوء الظن من أكبر مشكلات المجتمع وأكثرها تعقيداً، بل ويخلق الكثير من المتاعب والعقبات للفرد أو للمجتمع ككُل.
وفى رأيى الشخصى أرى أن سوء الظن كارثة وينتج عنه سلبيات عديدة ومنها:
*إنهيار العلاقات الإنسانية.
*إنهيار الصداقات.
*إنهيار العلاقات الزوجية.
كما أنه يؤدى إلى إنعدام التفاعل بين أفراد المجتمع وهذا ما حدث بالفعل ونعيشه الآن بكل أسف.
قالوا عن سوء الظن.!!
قال إبن كثير:
سوء الظن هو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس فى غير محله .
وقال إبن القيِّم:
سوء الظن هو إمتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس؛ حتى يطفح على اللسان والجوارح.
وقال الماوردى:
سوء الظن هو عدم الثقة بمن هو لها أهل.
هناك الكثيرين فى مجتمعنا تَمكَّن منهم سوء الظن وسيطر على عقولهم وعلى حيواتهم وإمتلأت قلوبهم بالظنون السيئة.
عندما يكون الشخص سيئ الظن بالآخرين بسبب سوء أرائه فيهم، أو يكون حِقد فى نفسه عليهم وغِيرة منهم وفى بعض الأحيان بيكون نتيجة عجزه بأن يكون مثلهم..!!
ومن المُقلق إن سوء الظن أصبح ظاهرة مخيفة فى الأونة الأخيرة…
ومن أخطر الأماكن تواجداً لسوء الظن هو داخل البيت مع العائلة، وهذا أدى إلى سلوكيات سلبية ومنها كثرة القسم ( الحِلفان) عند الأبناء بمختلف الأعمار ..!!
والسبب إن الوالدين أو أحدهما عندما يتحدثوا مع الأبناء دائما يوجهوا لهم هذه الجملة المشهورة والتى تسببت فى عدم ثقة الأبناء فى والديهم .. وهى
( قول الصراحة طيب عينى فى عينك كده ) ولا يعلموا مدى خطورة هذه الجملة الكارثية التى تسبب فى فقدان الثقة لدى أبنائهم وعدم إتزان فى الشخصية..!!
الأبناء يكتسبون سلوكياتهم من الوالدين سواء كانت سلوكيات طيبة أو سيئة.
وبما أن سلوكيات الوالدين تنعكس على الأبناء نرى أن معظم الأطفال أثناء حديثهم مع الأصدقاء كثيرين القسم ويقومون ببذل مجهود كبير كي يثبتوا صِدقهُم فيما يقولوه أو يفصحوا عنه،كما أنهم أيضاً من الصعب أن يصدقوا الآخرين،
وهذا ما تسببوا فيه الوالدين وأسلوبهم الغير تربوى مع الأبناء..!!
كثرة القسم غاية فى الخطورة لعدة أسباب ومنها:
*إنه سلوك مُعدى بين الأطفال والكِبار أيضاً.
*يؤدى إلى الشك فى كل شيئ.
*يتسبب فى ضعف الشخصية.
*يؤدى إلى إنعدام الثقة فى النفس.
*يؤدى للقلق الدائم وعدم الشعور بالآمان.
*يؤدى إلى عدم الراحة أثناء الحديث.
*يؤدى إلى عدم توازن الشخصية.
سوء الظن بكل تأكيد شيئ مزعج جداً وسلوك يُهلك صاحبه ومَن حوله.
سوء الظن بالناس والشك فيهم من الأمور المُهلكة والمكروهة وقد يؤدى إلى الكراهية بينهم.
لذلك يجب على كل إنسان أن يُحسن الظن دائما بالآخرين على الأقل حتى أن يثبُت العكس، لكن من الظُلم والجُرم أن يكون سوء الظن مبدأ ثابت عند البعض بسبب أو بدون سبب..!!
وناهيكُم عن سوء الظن بين الإخوات وبعضه..!!
وهنا كما يُقال حدِّث ولا حرج، من المؤسف والمُحزن عندما نرى سوء الظن بين الإخوات والذى ينتهى فى بعض الأحيان إلى
قطع صِلة الرحم. لذلك دائما أقول إيَّاكم وسوء الظن..!!
من الإنسانية والإيمان والأدب والأخلاق أن نثق فى بعضنا البعض ولا نجعل سوء الظن يشوه كل ما هو جميل فى حياتنا.
من رُقي الأخلاق والأدب أن لا نُكذِّب ونُخَوِّن الآخرين،
من الممكن جداً أن نتأكد من صِحة قولهم أفضل من أن نُسيئ الظن فيهم..!!
ومن حقنا جميعنا أن نشعُر بالصدق والراحة والطمأنينة والأمان أثناء الحديث وتعاملنا مع بعضنا البعض وإلا ستصبح الحياة غير مُحتملة فى ظل الشك وسوء الظن.
*حُسن الظن أُلفة ومحبه وتآخى وسوء الظن قطيعة وشتات وتخوين وتدمير.
سوء الظن له عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع تنشأ عن إمتلاء القلب بالظنون السيئة بالناس حتى تنعكس على مَن تَمَلَّك قلبه سوء الظن بمجموعة من السلوكيات السيئة والشنيعة كالتجسُس والنميمة والفتنه والوقيعة والَّلعن والطعن والآثام وتدمير كل ما هو جميل ..!!
مسيئ الظن دائماً يتهم ويُخَوِّن كل مَن حوله من أقارب وأصدقاء، ويفقد الثقة فى الجميع.
فرجاءاً إجتنبوا سوء الظن لأنه قاطع الأرحام ومُدمِّر العلاقات الإجتماعية.
ولقد حثّ الله عز وجل على إجتناب سوء الظن بالآخرين، فقال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾.
هناك سلوك جميل يساعدنا على أن نُحسن الظن بالآخرين، وهو أن نرى إيجابياتهم ونلتمس لهم الأعذار بدلا من أن نركز على سلبياتهم.
فرجاءاً تَحَلُّوا بحُسن الظن وإلتماس الأعذار،كى نحافظ على علاقاتنا الإنسانية بمختلف أنواعها.
لا نُنكر إن مجتمعنا يفقتد ويفتقر لثقافات كثيرة ومنها ثقافة
( إلتماس الأعذار )
لو تعلموا ماذا تفعل ثقافة
” إلتماس الأعذار ” لتغيّرت أنماط حياتكم
من المؤكد أننا صادفنا مثل هؤلاء الذين تَملَّكهُم سوء الظن، هذا إن لم نكُن نعيش معهم ونجد صعوبة وإرهاق أثناء الحديث والتعامل معهم.
على سبيل المثال عندما نتحدث مع شخص سيئ الظن،نكون حذيرين جداً ويكون الحديث معهم مُهلِك ومُتعب جداً لأننا نبذل مجهود فوق العادة كى نتجنب سوء ظنه، بالفعل شيئ مزعج بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ كالشك،والريبة،والقلق،والخوف،وغيرهم ”
* هناك مَن قال عن سوء الظن
بسبب سوء الظن كرهنا بعضنا،وقلَّ لقاؤنا،وقطعنا رحمنا،وظلمنا مَن حولنا ..!!
يا لها من مقوله تقشَعِر لها الأبدان..!!
*سوء الظن من الأثام التى تضر بالعلاقات الأسرية والإجتماعية.
فرجاءاً إيَّاكم وسوء الظن فإنه هلاك فتجنبوه، كى لا تتسببوا فى إنهيار العلاقات الإنسانية وقطع الأرحام.
ورجاء خاص:
*أرجوكم حِبوا بعض وأحسِنوا الظن ببعض وركِزوا على إيجابياتكم تجاه بعضكم البعض،حاولوا أن تُبسِّطوا الأمور ولا تعقدوها، قدِّمُوا دائماً حُسن الظن وسلامة النِيَّة وإلتماس الأعذار.
*زيِّنوا حيواتكم بالمحبة والصدق والمودة،أريحوا أنفسكم ومَن حولكم كى تسعدوا بحيواتكم.