الاتجاه المعاكس
معاوية عيسي
سوداكال بين الامس واليوم
* قبل حوالي خمسة سنين كنا في منزل اخينا الاكبر حسن عبد السلام حيث اعتدنا منذ سنوات طويلة ان نجتمع عنده اسبوعيا كل جمعة وما زلنا والحمد لله دخل علينا الحاج اب سوط رئيس رابطة مشجعي المريخ الاسبق برفقة شاب في العقد الرابع من عمره
* بعد التحايا والسلام بادر ابو سوط بتعريف الضيف وذكر انه ادم سوداكال القطب المريخي وجاء بغرض التعارف مع الصاقعة والالتقاء بجميع قيادات ورموز المريخ
* اثناء الجلسة تحدث الرجل عن الواقع المريخي ورغبته الاكيدة في تقديم نفسه لقيادة النادي في الفترة القادمة بعد الاخبار التي كانت تتحدث في تلك الفترة بنية الوالي عن الترجل من صهوة جواده بعد سنوات من العطاء والانجازات والاشراقات التي شهدها المريخ في عهده
* حقيقة كان الرجل مرتبا في افكاره وواثقا من قدراته وامكانياته لتحمل المسئولية ولديه الاستعداد بان يمضي بالمريخ الي اعلي القمم كرويا ليس علي المستوي المحلي فحسب بل علي المستوي الافريقي
* وبعد اخذ وجذب في الحديث قال له حسن عبد السلام بصريح العبارة بان مهمته لن تكون سهلة خاصة بعد ان وضع الوالي المريخ في مصاف الاندية الكبري افريقيا واستقدم اعظم واشهر الاعبين في افريقيا واستجلب مدربين كبار واستطاع ان يعيد تشييد الاستاد علي اعلي مستوي
* فكان رد سوداكال قاطعا بانه جاهز للمهمة وسيمضي بالمريخ من حيث انتهي الوالي
* بعد شهر من ذلك اللقاء هاتفني الرجل وطلب مني ان ارشح له ثلاثة زملاء من الصحف الرياضية المختلفة بغرض اجراء حوار صحفي مع لاعب نيجيري رشحه للانضمام الي المريخ وكان هذا الاعب علي ما اذكر انتهي عقده مع احد الاندية التونسية
* وكان من المفترض ان يشارك الاعب في اليوم التاني في مهرجان اقامه المجلس بالاستاد ولكن يبدو ان هناك ايادي خفية حالت دون مشاركته
* بعد رحيل الوالي من رئاسة المريخ جاءت الفرصة في طبق من ذهب لسوداكال ليحقق حلمه بقيادة احد اكبر الاندية السودانية وقد كان له ما اراد ولكن جرت مياه كثيرة تحت الجسر حالت دون تتويجه بالرئاسة بصورة رسمية رغم عدم وجود منافس له في المنصب وما زاد الطين بلة ظروفه الشخصية التي مر بها
* ورغم كل الطعون وعدم اعتراف المفوضية والاتحاد العام برئاسته ظل الرجل يمارس سلطاته حتي جاء المجلس الوفاقي برئاسة الاستاذ ود الشيخ في سابقة لم تحدث في تاريخ الاندية السودانية بحيث يكون للمجلس رئيسين
* بدإت المشاكل المالية والديون واستحقاقات الاعبين الاجانب والمدربين تحاصر المجلس ووصلت بعض المطالبات الي الفيفا واكتفي الرجل في تلك الفترة بالفرجة ولولا تدخل جمال الوالي في حل قضية المدرب غارزيتو وابنه لطالت العقوية المريخ للمرة الثانية
* الان وبعد ان باشر سوداكال مهامه بعد استقالة الرئيس المعين من اتحاد كرة القدم الاستاذ محمد الشيخ طفحت في السطح مجددا مطالبات الاعبين التي تفوق اكثر من مائتي الف دولار
* واصبح سوداكال بين مطرقة المفوضية التي لم تعترف به رئيسا حتي الان وسندان عقويات الفيفا التي تهدد المريخ
* والوضع في المريخ في ظل هذه الظروف لا يبشر بالخير وسيف العقويات مسلط علي رقبة النادي
* ويبدو ان مشروع حلم سوداكال ببناء فريق يحقق به بطولة افريقيا اصبح ان لم يكن من سابع المستحيلات فربما يحتاج الي سنوات طويلة
* والادهي والامر ان حال المريخ ليس باحسن من الهلال وكليهما استقدما لاعبين اجانب لم يقدموا الاضافة المرجوة للفريقين علي المستوي الافريقي واستنفذا خزينة الناديين مئات الالاف من الدولارات ورغم ذلك لم يفلتا من تهديد الفيفا بسبب فشل الناديين في دفع حقوق هولاء الاعبين بعد الاستغناء عنهم
* والواقع يشير الي ان الهلال في طريقه لحل قضية لاعبيه والمدرب الكوكي ولكن الوضع في المريخ ما زال غامضا
* فهل ينجح سوداكال في انقاذ المريخ من العقوبة ويواصل مسيرته ام ستكون نهاية حلم لمشروع لم يكتمل