سيكافا في السودان.. “الفلهمة العوراء”..!

كرات عكسية – محمد كامل سعيد
سيكافا في السودان.. “الفلهمة العوراء”..!
* فجأة كدة، وبدون اي مقدمات، وجدنا انفسنا امام حدث، يفترض يعني انه حدث كبير ومحترم.. الا وهو تنظيم السودان لتصفيات منطقة سيكافا لفئة الشباب تحت 20 سنة، المؤهلة الى نهائيات الأمم الافريقية المقررة بمصر والتي يفترض ان تنطلق اليوم الجمعة..!
* “اتحاد الدمار الشامل”، الذي يتولى امر تنظيم تلك البطولة، واعلن استقبال السودان لها، تعامل معنا وكأننا لا نعرفه.. حيث لم نسمع في يوم من الايام بشروعه في بناء ستاد، او انشاء فندق لاستقبال بعثات المنتخبات المشاركة في تلك البطولة..!
* سمعنا – من بين ما سمعنا – ان هنالك سبعة منتخبات ستشارك في تصفيات “زوون” منطقة وسط وشرق افريقيا، من بينها السودان.. تم تقسمها لمجموعتين، وستقام المباريات على ملعبي ستاد الهلال ومدينة كوبر الرياضية..!
* ولعل اقامة مباريات البطولة بملعبي كوبر والهلال، يعني اول ما يعني ان اتحاد الكرة لم يتكفل بدفع اي مصاريف، تتعلق بتأهيل او صيانة الملاعب.. يعني لقاها جاهزة، وجاتو باااردة، ووقعت ليهو في جرح، تحت بند: “نحن في السودان نهوى اوطاننا”..!
* ان ما نتابعه من فوضى وسبهللية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان هذه البطولة “هايفة وهامشية”، كما ان قادة اتحادات وسط وشرق افريقيا لا يفقهون اي شئ عن ابجديات العمل الاداري، الذي يتطلب اول ما يتطلب ان يسبق الاعلان عن اقامة مثل تلك البطولات العديد من الدراسات والورش والترتيبات الفنية واللوجستية..!
* ويكون الهدف الاول من تلك الدراسات والورش، معرفة كل شئ يتعلق بالبنيات التحتية للبلد الذي يفترض انه سيستقبل تصفيات الزووم تلك، والتأكد من كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالفنادق والملاعب التي ستحتضن التمارين والمباريات، وبقية الجوانب الخاصة بالبنيات التحتية..!
* على ارض الواقع، لم يحدث اي شئ من ذلك، وكل الذي تابعناه ان الاتحاد السوداني اثبت انتهازيته بصورة عملية، واستفاد من ملاعب واستادات لم يخسر في تشييدها ولا مليم، وتفرغ “للبوبار”، دون وضع اي اعتبار للثوابت التي يفترض ان تسبق ما يجب فعله، قبل استقبال مثل تلك التظاهرة الاقليمية..! *********************** لقد اختصر نظر قادة “اتحاد الدمار” الى الدعم الذي سينالونه من الجهات العليا، سواء الفيفا او الكاف، ولم يخطر على بالهم الكيفية التي سيوفرون بها ملاعب التدريب لسبعة منتخبات، وقيمة الاقامة في فنادق يفترض او يجب ان تكون 5 نجوم على اقل تقدير..!
* لقد استندوا على انها “سيكافا”.. وسيكافا تعني كل الامور يمكن ان تمر بدون اي مراجعات، او ملاحظات، او سؤال او اي استفسار عن عدم جودة هذا الملعب او ذاك، كما ان غياب التامين سواء العام او الخاص لبعثات المنتخبات المشاركة لا يمثل اي شئ.. لانها ببساطة سيكافا..!
* منذ ان تفتحت اعيننا على الدنيا، عرفنا ان “سيكافا” هي في الاصل بطولة متواضعة وضعيفة، سواء كانت على مستوى الاندية أو المنتخبات، وفي كل المراحل السنية المختلفة.. ولانها “بطولة فاكة”، ولا تعبر الا عن المثل المعروف: “دراويش لاقوا مداح”.. فان كل ملامح التطبيل ودق الطار تظهر بوضوح في شكلها.. وتعبر بعمق عن تفاصيلها..!
* ان اصغر البطولات المجمعة “المحترمة”، سواء للاندية او المنتخبات بجميع مراحلها، لا تقام بالاستناد على مثل هذه الفوضى والسبهللية، والغياب التام للاحترام، سواء بالنسبة للمنتخبات المشاركة كبيرة كانت او سنية..!
* لكن، ولانها سيكافا، ولانه السودان، فان كل التجاوزات، ومعطيات الفوضى تبقى قابلة للظهور على ارض الواقع وبالشاكلة التي نتابعها هذه الايام، حيث تبقت ساعات معدودة، ومافي زول عارف “المطرة صابة وين”..!
* لكن “مطر الدولار مكانو وين، وصابي في ياتو حتة”..؟! فان ذلك امر آخر مختلف، يدخل في اطار ودائرة الخصوصية، التي لا يعرفها الا شخص او شخصين فقط.. وتلك التفاصيل نبتعد عن تناولها، على الاقل في الوقت الحالي، لاننا لا نود الخوض فيها، وربما نعود اليها عقب نهاية المهزلة..!
* الشئ المهم في كل هذه الفوضى، يتعلق بوضعية منتخبنا الشاب، الذي سيخوض تصفيات هذه البطولة، وفي البال هزائمه القياسية التي تعرض لها في السعودية بالاربعات والخمسات، وودع على اثرها البطولة، تاركا فرصة العبور لفلسطين.. والسؤال الخاص به هنا: فهل استعد جيدا..؟! ********************** على ما اتذكر ان حارس منتخب الشباب، هو الذي تسبب بتواضع مستواه في ولوج معظم الاهداف خلال تلك الفضيحة، التي حاصرتنا في البطولة العربية، وقادتنا للوداع المهين.. فلا علم لنا ما اذا تم استبعاد “ذلك الشعيرية”، ام ماذا حدث بخصوص هذا القصور الذي ظهر في الوقت الحرج..؟!
* نقول لقادة “اتحاد الدمار”، ان الفوضى لا تقود الا لفوضى أخرى، وبمعطيات جديدة لنج.. كما ان الاعتماد على الممتلكات الرياضية الخاصة بالاندية، مثل ستاد الهلال، وملعب كوبر لاستضافة تصفيات سيكافا، يدخل تحت بند المثل السوداني الشهير الذي يجسد الحال ويقول: “الفلهمة العوراء.. وشيل البطارية في القمراء”..!
* لا تزال قصة (سيدنا يوسف) تحاصر عقلي بالتحديد مشهد الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) رغم ذلك يصرون على التسبيح بحمده ليل نهار رغم علمهم بانه موهوم وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم الخاصة وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي.
*تخريمة اولى:* من يا ترى اقر “لجماعة التدمير” واكد لها ان انجاح تنظيم البطولات لا يحتاج الا للخرمجة الحالية، التي اتبعوها لتظيم سيكافا.. “انتو قايلنها الدوري التأهيلي والا شنو”..؟!
*تخريمة ثانية:* الاشكالية الحقيقية ان جل الاعلام الرياضي، يمم وجهه للتأكيد ان البطولة نجحت قبل ان تبدأ.. يعني ممكن شوية “دنانير” تخلي الواحد يشكر الراكوبة في الخريف، ويتغزل في الوجه القبيح..؟!
*تخريمة ثالثة:* اها.. وبمناسبة سيكافا الجابوها عندنا دي.. هل لنا ان نسأل عن وضعية “الما شاعر” داك، من اللجنة السيكافية، التي طرده منها، واشاعوا بانه استقال..؟!
*حاجة اخيرة:* قاد مدرب الهلال السابق “زوران” فريق الاتحاد السكندري لصدارة الدوري المصري، وفاز في مباراتين متتاليتين.. ونجاحات اولئك المدربين تعكس وتؤكد تواضع اداراتنا في القمة..!
*همسة:* حكم الهلال والفلاح نقض هدفا صحيحا لاصحاب الارض سجله شلش.. لكن العيب يعود لطاقم التحكيم نفسه الذي لم يتفقد الشباك قبل اللقاء..!