صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

سيكافا… لا عذر هذه المرة

2

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

سيكافا… لا عذر هذه المرة

يعود الهلال للمشاركة في بطولة سيكافا بعد أيام، البطولة التي ضاعت منه في النسخة السابقة بسبب أخطاء فلوران والسقوط أمام فريق مغمور، لتتبدد فرصة لقب كان في متناول اليد. اليوم يدخل الهلال المنافسة مدججًا بترسانة من المحترفين إلى جانب تسجيلات وطنية جديدة، رغم غياب ثمانية عناصر أساسية مع المنتخب الوطني.
المفارقة أن المجلس فرّط في عدد من المواهب الوطنية التي كانت قادرة على تشكيل عماد الفريق: حسين النور، عزالدين، أمجد قلق، عثمان ميسي، عبدالصمد منن وغيرهم، وأهدر ثروة من اللاعبين بينما أبقى على العجزة. حتى قائد الفريق أبو عاقلة تم الاستغناء عنه بطريقة دراماتيكية، وتخلى المجلس عن هداف مثل جون مانو. الهلال يدخل سيكافا بلا مهاجم وطني قادر على قيادة الهجوم او محترفا، مكتفيًا بالغربال الذي غيّبته المشاركة مع المنتخب والإصابة.
المدرب ريجيكامب لم يجد أمامه سوى مباراة ودية واحدة إعدادًا للفريق، وهو إعداد لا يكفي. القرعة أوقعت الهلال في المجموعة الثالثة مع أهلي مدني وكتور جوبا الجنوب سوداني ومقديشو سيتي الصومالي. مجموعة سهلة على الورق، إذ يتأهل بطل كل مجموعة إلى نصف النهائي بجانب أفضل وصيف، ما يجعل صدارة المجموعة في متناول الهلال إذا لعب بقيمته الحقيقية، رغم أن أهلي مدني خصم عنيد.
لا عذر للهلال هذه المرة، خصوصًا مع جيش الأجانب الذين أصر القطاع الرياضي على تكديسهم على حساب هوية الفريق الوطنية. وسط هذه الأجواء، يطفو التخبط: ريجيكامب يطالب بمهاجم صاحب خبرة، فتستجيب الإدارة بعشوائية، بينما كوليبالي يبحث عن عرض جديد. وزاد الطين بلة خبر بيع النجم إيمي تندّنق لفريق ليبي بعد تهديده بالرحيل. هل صار الاستثمار مجرد بيع وشراء عشوائي بلا مشروع واضح؟
**إبر زرقاء**
الهلال يدخل الموسم بذات الأسطوانة: “حاجة لوقت وانسجام”… وهذا ضجيج بلا طحين.
المجلس يكدّس الأجانب ويفرّط في المواهب الوطنية… هذا ليس استثمارًا، بل عبث بلا بوصلة.
الفريق يُعاد تشكيله كل موسم… عبث يقتل الاستقرار.
خانة رأس الحربة فارغة منذ رحيل مانو… الغربال وحده لا يكفي.
الوطنيون ديكور والأجانب أبطال المشهد… هوية ضائعة وفريق بلا روح.
مسكنات الإعلام والمبررات لا تعالج الداء.
البحث عن حلول مؤقتة بدون مهاجم حقيقي… هدر مستمر للفرص.
سيكافا هذه المرة أكثر من مجرد بطولة، إنها اختبار للمشروع نفسه، فرصة لإسعاد الجماهير وإثبات أن الهلال قادر على البناء وليس مجرد تسجيلات مؤقتة. الوقت ليس عذرًا… العذر الحقيقي هو غياب الفكر البنائي، والمهاجم الصحيح ضرورة لا خيارًا.
**كلمات حرة**
* الهلال يملك كل مقومات التتويج… ومن يفرّط في سيكافا يفرّط في نفسه.
* كوليبالي يثبت أن المجلس آخر من يعلم.
* الاستثمار بلا رؤية لا يبني فريقًا… بل يدمّر هوية.
* عندما نقول “استثمار” يغضب البعض، فماذا تسمونه إذن؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد