البعد الآخر
صلاح الدين حميدة ..
شكراا حمدووك…..
عندما نقول شكرا حمدوك ليس من باب المكايدة للكيزان ولكن في هذا المقال تاكد لي ان حمدوك يمتلك كارزما الحوار بكل هدو من ثقافته التي تعلمها في الغرب اتضح لي جليا ان السودان في يد امينة بدليل انه غير متمسك بالسلطة. لو كان يريد كرسي الحكم لرضخ لكل مطالب وزير الخارجية
الامريكي بالتطبيع مع اسراييل عكس البرهان الذي يريد ان يحقق حلم اباه وهو في المهد ليحكم السودان/بتاريخ ١١ سبتمبر ٢٠٢٠ …حمدوك هو رجل العلاقات الدولية والإقليمية فقد نجح فى وقت وجيز بعودة السودان إلى الأسرة الدولية بعد مقاطعة لفترة طويلة فى عهد الإنقاذ البائد وهذا النجاح يحسب له كشخصية قومية وطنية دخلت التاريخ خاصة بعد عودة الثقة للمجتمع الدولى فى الدخول مع السودان فى خلق علاقات وشاركات. خاصة مازال حتى يعلب هامة فى عودة العلاقات بين أمريكا والسودان والسعى إلى رفع اسم السودان من القائمة السوداء …
كذلك من المفارقات أن تقوم مجلة : فورين بوليسي الامريكية بإعداد
:تقرير للكاتب روبي قرامر – كولوم لينش – جاك ديتسك
التقرير يقول:
“طلب وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو من حمدوك عندما قابله مؤخراً في الخرطوم ان يقوم حمدوك بالاتصال الان و بحضور بومبيو برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو كبادرة علي استعداد السودان لتطبيع علاقته مع اسرائيل مبرراً الطلب بانه سيسهّل عليه اقناع الكونجرس برفع اسم السودان من قائمة الارهاب.
… و ذكر الكاتب الا ان حمدوك قد رد بحسم معتذراً عن اجراء هذا الاتصال قائلاً: اولاً: لقد تعلمنا مما قاله سلفك كيسنجر وزير الخارجية الاسبق (ان امريكا لا تعطي مقابل ما يعطونه لها مجاناً) و عليه فان السودان الجديد قد تعلم الدرس الكيسنجري و السودان لن يعطي مجاناً كما فعل ازاء اتفاقية فصل الجنوب حيث ان الدول الغربية قد تنصلت من وعودها باعفاء الديون و منح السودان عشرة مليارات تعويضاً عن ذهاب البترول.
ثانياً: ان التفويض الممنوح للحكومة الانتقالية لا يشمل التطبيع مع اسرائيل لانها حكومة غير منتخبة و مهامها محدودة.كذلك اورد التقرير بأن حمدوك ….
قد ذكّر بمبيو بنبرة حادة بضرورة التزام امريكا بالاتفاق المبرم معها برفع اسم السودان من قائمة الارهاب حيث ان السودان قد استوفي كل شروط الاتفاق المبرم بينا و التي لم يكن من ضمنها مسألة الاعتراف باسرائيل و لا يجوز توسيع و تغيير قوائم مرمي الملعب في اثناء اللعب … لا احد يقبل ذلك …
علماً بان هناك العديد من الدول الصديقة بل و الحليفة لامريكا لا تقبم علاقات مع اسرائيل … فلماذا السودان
استثناءاً.. هذا ما لن نقبله لان تغيير قوانين اللعبة في اثناء الشوط هو عمل غير عادل و غير اخلاقي و غير قانوني.
و يقول التقرير ان الهدف الرئيسي لزيارة بومبيو للخرطوم لم يكن بحث العلاقات السودانية الامريكية او العقوبات المفروضة علي السودان او التحول الديمقراطي الذي حدث و انما للضغط علي السودان لتطبيع علاقاته مع اسرائيل … و لكن مهمة بومبيو قد فشلت و اصطدمت بدبلوماسية حمدوك الناعمة و القوية و الذي لا يعرف العواطف و المجاملات
بحكم عمله الطويل في منظمات الامم المتحدة و هو يختلف عن بقيةالحكام العرب الذين غالباً ما لا يرفضون طلبات الادارة الامريكية … علي امريكا ان تعلم بانها الان تتعامل مع جيل جديد من السياسيين المختلفين عن الاجيال السابقة … هذا الجيل قد تعلم و عاش في الغرب و تدرب علي اسلوب الادارة و السياسة في الوكالات الغربية … فهو جيل يري نفسه متساوي مع السياسيبن الغربيين في التعليم و المهنية و التحليل و الفهم … و سيكون التعامل معه صعب المراس.
ختاما …
من لايشكر الناس لا يشكر الله … شكراا حمدوك