أبوعاقله أماسا
* كإنسان سوداني يعشق وطنه، في كل أجزاءه، حاول أن تجرب (بالإحساس) أنك فقدت كل أصدقائك من قبيلة الشايقية، وسحبت من حياتك كل ماهو متعلق بها من منتوج ثقافي وإبداعي وكل المخزون من حلو الكلام، وفقدت في لحظة ذلك التواصل الحميم الذي يحاول دعاة الجهوية والقبلية والعنصرية من زلنطحية السياسية تسويقه عبر مخاطبة العقول الخربة..!
* حاول أن تسحب دور الشايقية من تأريخ الإنسان السوداني المعاصر.. أطباء، مهندسين، تجار، رياضيين، ضباط جيش وبوليس، زملاء دراسة وعمل.. وشعراء وفنانين.. ثم تأقلم مع الواقع الجديد بصدق..!!
* حاول أن تتخلص من كل الأدوار الإيجابية للشايقية في حياتك الخاصة، حتى حميدتي نفسه أدعوه لهذه الخطوة- بصدق- حتى نرى النتيجة.. والأمر هنا لا يتعلق بأهمية هذه القبيلة كأفراد في حياتنا، فمن الطبيعي أن كل قبيلة في السودان تحتل مكان عضو مهم من جسم الإنسان السوداني.. الرأس والقلب والأيادي والأقدام.. ولا تطيب سودانيتنا إلا مع بعضنا البعض، وإن كانت لهذه الحرب إيجابيات فقد أعادت تنظيم الشعب في صف واحد خلف قوات الشعب المسلحة وهو الإنجاز الأغلى حتى الآن، ونحن نعبر عن حزننا في ذات المساحة على ما أصاب بعض القبائل من فقد بسبب فتنة الدعم السريع.. فالرزيقات والمسيرية والبني هلبة والهبانية وغيرها قبائل لا تقل أهمية، ولها مكانة سامية في قلوب السودانيين وظروف الحرب نفسها سحابة صيف ستمر ويبقى السودان أقوى بكل قبائله وإرثه وتنوع ثقافاته..!
* أطلقت العنان للخيال في لحظات تصالح تام مع النفس ووجدت أن مجرد التفكير بهذا المستوى هو مدخل مناسب للخراب.. خراب النفس أولاً.. ومن ثم خراب كل شيء جميل في حياتنا..!
* هجوم قائد التمرد على الشايقية في كلمته الأخيرة سبقه هجوم من منسوبيه على قبائل أخرى.. نال النوبة نصيبهم الوافر بحكم أنهم يشكلون نسبة عالية في الجيش، ولم يفلت الجعليين من ذلك وأصابهم ما أصابهم من كلام خاصة من (جهلاء اللايفاتية).. وكذلك الدناقلة والحمر والزغاوة والفور.. بينما شهدت العلاقة بينهم والمساليت أسوأ نماذج العداء بين القبائل، وترجم ذلك العداء بأفعال تستحق أن تسجل ضمن أفظع جرائم الحروب العالم.. فضلاً عن ممارسات فعلية شهدتها كل منطقة دخلها المتمردون وسيطروا عليها من أفعال إستهدفت الإنسان السوداني أينما وجد.. وليس أسوأ إقتحام بيوت الناس ومصادرة حرياتهم وأموالهم وممتلكاتهم..!
* الهجوم على الشايقية سبقه هجوم على قبائل أخرى ليكون المجموع النهائي إستعداء الإنسان السوداني واستهداف الدولة السودانية في تأريخها وبنيتها التحتية وعلمها ذو الألوان الأربعة وموروثاتها.. ونحن هنا نعيد الدعوة لكل السودانيين أن دعونا نعيش سودانيتنا بذلك المذاق الذي عبر عنه الشاعر: كل أجزاءه لنا وطن.. إذ نباهي به ونفتتن.. نتعامل مع بعضنا كما سيبعثنا الله يوم القيامة ك(بشر)، ويحاسبنا بأعمالنا لا بقبائلنا وألوننا وأشكالنا وثرواتنا..!!
شكراً لحميدتي فقد قدم لنا جميلاً لن ننساه وإن كان بغير قصد، فقد أجبرنا على فتح كنوز المحبة لأصدقاءنا الشايقية، أرضهم ونخيلهم وطمبورهم وشلوخهم ولكنتهم ومنحنى النيل عندهم وطيبة قلوبهم.. كامل المحبة لهم..