صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شكراً عليقي ومجلسنا الهمام… هلال ولا أحلى ومنصّة بث ولا أروع!

149

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

شكراً عليقي ومجلسنا الهمام… هلال ولا أحلى ومنصّة بث ولا أروع!

 

نبارك لجماهير الهلال صبرها وتحملها… هي الأحق بالفرحة والتقدير بعد كل تعب وانتظار. ومع هذه التهنئة، ندلف مباشرة إلى الحقيقة المرة: كيف تعامل مجلس الهلال مع الجماهير ومع مباراة الفريق المهمة، وكيف أثّر ذلك على الأداء والتنظيم داخل النادي وخارجه؟
يا جماعة الخير… تعالوا نرفع القبعات لمجلس الهلال العظيم، ونمنحه جائزة “أوسكار” في فن الاستهتار الجماهيري! مجلس لا يكلّ ولا يملّ من إثبات أنه يعيش في كوكب «موازٍ» لا يشبه فيه الجماهير إلا في موسم الانتخابات.
قالوا المباراة منقولة عبر منصة الهلال… تمام، قلنا ماشي. بعدها رجعوا قالوا «الزرقاء» – القناة المملوكة لرئيس النادي – هي الباث الحصري… برضو قلنا ماشي. استعدت الجماهير، رصّت الكراسي، جهّزت العصير، وشغّلت الإنترنت تنتظر أهم مباراة في بداية المشوار الإفريقي أمام الجاموس… لكن المفاجأة كانت **كوميدية سوداء**: لا منصة ظهرت، ولا قناة اشتغلت، ولا حتى «بث تجريبي» مرق من الشباك!
ومجلس الهلال – كعادته – يطل علينا بوجه «اللامبالاة» وكأن الأمر لا يعنيه: جماهير بالخارج تُصفع بالوعود الكاذبة، وتُترك في العراء تبحث عن صورة مشوّشة أو لقطة من مشجع التقطها بهاتفه في المدرجات… ويا سلام على الاحترافية! حتى الجاموس – الخصم نفسه – كان أكثر احترامًا لجماهيره، أعلن مبكرًا أنه لن ينقل المباراة لأنه يريد امتلاء المدرجات، ففهمت جماهيره الرسالة. أما نحن؟ فنُعامل وكأننا «تابعين» لا أكثر… نُبلغ بعد الشوط الأول أن المباراة ستكون على «يوتيوب»!
وفعلاً… جاء البث، لكنه كان أشبه ببث كاميرا مراقبة في «دكان بقالة»: صورة متقطعة، صوت معدوم، وانقطاع كل خمس دقائق. حتى المعلقان الكبيران الرشيد و”سيف بركة” كانا يعلقان على شيء لا نراه… مباراة في عالمٍ موازٍ!
دعونا نرمي هذا العبث خلفنا ونتحدث عن المباراة… إن كنا أصلاً رأيناها! اختيار الملعب كان خطأً من البداية. الجماهير غابت رغم فتح الأبواب، والتنظيم كان في «إجازة»، والتحفيز مجرد «بوست في الفيسبوك». سجل الهلال أولاً بهدف جان كولد… ولكن الأداء؟ يا ساتر! خلل فني واضح، خلل نفسي أوضح، وخلل إداري صارخ جعل الفريق تائهاً في الملعب. والمضحك أن البعض سيبرر ويقول: “الفريق في طور الإعداد!” طيب… إذا كان هذا شكلنا أمام الجاموس، ماذا سيحدث أمام فرق بحجم أندية المجموعات؟ هل سنكون بين “الخواص” أم “الكومبارس”؟
شكرًا عليقي… شكرًا على هذا الفريق «القوي» الذي يركل الكرة بلا معنى. شكرًا على «المدرب العالمي» الذي لا يعرف من الفريق سوى لون الفانلة. شكرًا على المحترفين الذين يجرّون أرجلهم وكأنهم في «فسحة» وليس في دوري الأبطال. وشكرًا أكثر على تحويل الهلال إلى «مشروع شخصي» يتضخم فيه الفرد حتى يصبح أهم من الشعار.
أما جماهير الهلال، فالمعذرة… أنتم السبب في ما يحدث. أنتم من صفّقتم للمنصات الوهمية، وأنتم من صدّقتم أن “المشروع” سينقلنا للعالمية، وأنتم من سكتتم عن التكديس وبيع اللاعبين وعن كل قرار عبثي صدر باسم “الاستثمار”.
كلمات حرة
* مجلس الهلال يثبت كل مرة أنه «مؤسسة تجريب» لا علاقة لها بالاحترافية… حتى البث التجريبي في قناة حواري أفضل من بثه الرسمي.
* المعلق كان يتحدث عن هجمة في الدقيقة 30 ونحن ما زلنا نرى الفريق يؤدي الإحماء… فرق في الزمن والإدارة والفهم!
* المنصات التي وعدونا بها لم تكن منصات بث… كانت منصات «تنويم جماعي» لا أكثر.
* الجماهير التي صدّقت مشروع المنصات والتكديس تستحق أن تشاهد المباراة عبر «المرآة الخلفية» لموبايل أحد المشجعين.
كلمة حرة أخيرة
مشروع «التكديس» الذي بشّرونا به ليس مشروعًا فنيًا ولا رياضيًا… إنه مشروع «سوبرماركت» تُكدّس فيه البضائع الفاسدة على الرفوف، ثم تُباع في موسم التسجيلات على أنها صفقات عالمية! محترفون بلا مستوى، ووطنيون بلا روح، وإدارة تظن أن كثرة الأسماء تعني قوة الفريق. هذه ليست كرة قدم… هذه **«دُكان التاجر عليقي»**، ونحن الزبائن المساكين الذين يدفعون الثمن كل موسم.
لن يبدأ الإصلاح الحقيقي في الهلال ما لم تمتلك الإدارة الشجاعة الكاملة لاقتلاع جذور الفشل. وأول خطوة على هذا الطريق أن يُعفى عليقي من إدارة القطاع الرياضي، وأن يُمنح الملف لرجال يؤمنون بأن الهلال نادٍ كبير لا يُدار بعقلية التكديس ولا بقرارات الفرد. فالتغيير لا يعني تبديل الوجوه داخل الجهاز الفني فقط، بل تغيير طريقة التفكير التي عطّلت الطموح وأوقفت الحلم في منتصف الطريق.
وإجنا قبيل شن قلنا …قلنا الطير بيأكلنا

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد