مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
قدمت قناة النيل الازرق الفضائية الاسبوع الماضي إعادة لسهرة ( المسافه ) والتي تناولت من خلالها بعض جوانب حياة الراحل المقيم الاستاذ مصطفي سيد احمد مع عرض لبعض اغنياته ، وهي ليست المرة الاولي التي تتناول فيها القناة سيرة الراحل وتهتم بالتوثيق لأعماله من خلال استضافة بعض المهتمين بالراحل وتجربته المتفردة من الفنانين والشعراء والكتاب ، حيث قدمت من قبل حلقة بعنوان ( واقف براك ) واخري بعنوان ليلة وفاء ،كما قدمت فيلما وثائقيا باسم ( الحزن النبيل ) ، وهو نهج نحمده لهذه القناة ونشكر لها الاهتمام بتوثيق روائع الفنان الراحل مصطفي سيد احمد ، كما نشيد باللمحة الذكية التي حملتها عناوين السهرات التي استوحت أسماءها من بعض أعمال الراحل من تلك التي تشير الي بعض المراحل والمحطات في حياته الثرة ، وهي محطات أعمق بكثير من أن تغطيها كل المساحات الزمنية التي تقدم خلال بعض السهرات التلفزيونية ، لكنها تبقي محاولات ومجهودات مقدرة من قناة النيل الازرق وتستحق عليها الشكر ، خاصة وأن عددا مقدرا من أعمال الراحل مصطفي لم توثق ولا توجد لها تسجيلات بمكتبة التلفزيون القومي ولا في الفضائيات الاخري ، وهو قصور إعلامي كبير كان بامكانهأن يؤدي الي ضياع إرث فني كبير لولا عبقرية أعمال مصطفي التي فرضت بقائها وانتقالها الي هذا الجيل.
ليس القصور الاعلامي وحده هو المسؤول عن قلة ألاعمال المسجلة للراحل مصطفي في القنوات الفضائية– خاصة الرسمية – ولكن ربطا خاطئا بين تجربة مصطفي الفنية المتفردة وبين بعض التيارات السياسيةوالفكرية قادت ايضا الي عزوف الاعلام في ذلك التوقيت عن التوثيق المطلوب للراحل مصطفي ، وهو عزوفا ربما نتج عن بعض الضغوط التي من الممكن أنها مورست علي بعض الوسائط الاعلامية في ذلك الوقت الذي كان فيه التسييس هو سمة كل شئ ، الي جانب ( التأصيل ) غير الأصيل . ولكن الغريب أن بعض تلك الجهات التي اتهم مصطفي بالانتماء اليها حاولت الاستفادة من هذا الربط ، وهي تحصر تجربته بذلك في إطار ضيق لا يستطيع بأي حال استيعاب كل أعمال مصطفي التي تغني فيها للحياة والجمال والوطن والحبيبة والحرية وللانسانية بكاملها .
نعود للسهرة التي بدأنا بها الحديث والي تناول قناة النيل الازرق لمسيرة الراحل مصطفي ، ونقول أن القناة كانت موفقة للحد البعيد وهي تستضيف في بعض هذه السهرات الشاعر المرهف الاستاذ مدني النخلي ،وذلك ليس فقط بسبب أن النخلي قدم العديد من الأعمال الجميلة للراحل مصطفي ، ولكن بسبب العلاقة القوية التي ربطت بين الرجلين واستمرت حتي الايام الاخيرة من عمر مصطفي ، وقد ظل النخلي قريبا من مصطفي في عدد من المحطات المهمة في حياته من خلال علاقة سادها الود والاحترام الكامل والعديد من المواقف الانسانية بينهما ، وهو ما أمسك عنه النخلي عن قصد ولم يذكر الكثير منه للاعلام بسبب أدبه الجم واحترامه لخصوصية هذه العلاقة ، التحية للشاعر الجميل مدني النخلي ، والرحمة والمغفرة للقيمة الانسانية والفنية القامة مصطفي سيداحمد والشكر أجزله لقناة النيل الازرق .
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app