* لا أدري من أين أبدأ حديثي عن أيقونة الصحافة الرياضية، ومليكها، الأخ الحبيب الدكتور مزمل أبو القاسم، بعد أن سبقني إلى ذلك الزملاء مأمون ابوشيبة ومحمد حامد جمعة ويس علي يس..
* ولكنني باختصار أقول: من يشكك في أخلاق مزمل وأمواله، إما أن يكون حاقداً، أو حاسداً، أو مغرضاً..
* شخصياً أشهد أن كل مليم يملكه مزمل، كان نتاج فكرٍ.. وعرقٍ.. وطموحات لا تحدها حدود.. وجهود خرافية بذل لها وقته وصحته وجل عمره.. وقلم فات أقلام الكبار، والقدرو…
* بدأت معرفتي به عن قرب؛ عام ٢٠٠٥م، حين عرض عليّ رئاسة تحرير صحيفته الوليدة (الصدى)..
* وكان يومها ملء السمع والبصر في صحيفة أخبار العرب بدولة الإمارات الشقيقة.. ومن هناك يكتب في صحيفة الكابتن الرياضية عموده الشهير (كبد الحقيقة)، ويتقاضى من تلك، راتباً ضخماً بالعملة الصعبة.. ومن هذه، راتباً لا ينال مثله أو حتى قريباً منه؛ كاتب عمود في السودان، أو حتى رئيس تحرير أكبر صحيفة سياسية.. ولم يكن في الأمر عجب، لأن عموده كان يساهم بنسبة كبيرة جداً في توزيع الصحيفة، ورفع معدلات أرباحها..
* من ريع هذين الراتبين بدأ مزمل تكوين ثروة مقدرة، ساعدته في أن يفكر جاداً في اقتحام سوق النشر، وامتلاك صحيفة خاصة.. وكان أن إتصل بالأخ الحبيب عبد الله دفع الله، باعتبار أنه خبير في مجال توزيع الصحف وسوقها.. وعرض عليه مشاركته بنسبة تم الاتفاق عليها.. وانطلقت الصحيفة بعد ذلك على بركة الله..
* ولم تجد صعوبة في أن تتبوأ مكانة سامية بين الصحف، وتصبح في فترة وجيزة الصحيفة الرياضية الأولى في السودان، والأكثر توزيعاً.. ووصلت نسب التوزيع منذ الشهور الأولى، إلى سبعة وثمانية وتسعة وتسعين في المائة.. وهطلت الأرباح (الحلال المصفى) على الشريكين هطول المطر..
* ورغم ذلك لم تتوقف طموحات مزمل، فأصدر توجيهاته بأن ننتقل إلى دار أرحب، وتكون للصحيفة مطبعة خاصة بها.. وقد كان..
* وهكذا توسعت أعمال الشركة (دار العفاف)، وتضاعفت أرباحها..
* ويشهد الله طوال فترتي في رئاسة التحرير، (ست سنوات)، كنا نتسلم رواتبنا قبل أن يجف عرقنا..
* إما مع نهاية كل شهر، أو قبل نهايته، مع حوافز مقدرة أيام الأعياد، خارج نطاق المرتبات.. لتظلل البركة سماء الصحيفة، وتمضي بثبات، من نجاح إلى نجاح..
* وبرضو لم تتوقف طموحات مزمل، فعاد من الإمارات نهائياً، وأصدر قراره الجرئ بإصدار صحيفة السوبر الرياضية…
* ويبدو أنه كان ينوي رئاسة تحريرها بنفسه، ولكنني رفضت ذلك، وفرضت عليه، أن يتولى رئاسة تحرير الصدى بنفسه.. وأكون مستشاراً للتحرير، ووافق على مضض..
* ولكنه في النهاية عاد وكلفني بأن أكون رئيسا لتحرير صحيفة السوبر، فقبلت بعد أن هيأ لنا البيئة الصالحة من وإلى… لتحقق هي الأخرى نفس النجاح، وتدر على الشركة المزيد من الأرباح..
* وبذا أصبح – بعرق جبينه، وخدمة ضراعه – من ميسوري الحال في بلادي، وتوسعت أعماله..
* هذه هي قصة أموال مزمل من الألف إلى الياء..
* لا مد يده إلى مال أحد.. ولا نصب على شخص.. ولا باع قلمه لجهة، ولا ولا..
* ختاماً أخي مزمل… لا تنسى تذكيرك لي قبل عدة سنوات حين طالتني اساءات وشتائم أحد السفهاء؛ بأن أفضل خلق الله حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، لم يسلم من الأذى والبهتان وهو يبلغ أسمى وأعظم رسالة في تاريخ البشرية، فمن نحن حتى نسلم منهما..
* وكفى.