صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شيبة ضرار..عندما يختلط الحق بالباطل..

221

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

شيبة ضرار..عندما يختلط الحق بالباطل..

الحديث الذي ادلي به شيبة ضرار رئيس حزب مؤتمر البجه لقناة الحدث احتوي علي عدد من الحقائق المخلوطة بعدد من الاوهام والاباطيل والمفاهيم الخاطئة التي يؤمن بها الحزب المسلح في شرق البلاد ، وقد ظهر ذلك بوضوح في طريقة تعاملهم ورد فعلهم تجاه الاحداث التي وقعت مؤخرا في مدينة بورتسودان معقل الكيزان الجديد .
قال شيبة ان السبب الرئيس لما حدث انهم لاحظوا خروج عربات من الميناء وهي تحمل بضائع دون استيفاء الاجراءات الرسمية الواجب اتباعها وبدون اوراق ثبوتية للبضائع ولا الجهات المستفيدة منها ، فقرروا ان يقوموا بعمل ارتكازات للتفتيش ومراجعة المستندات . وهو حديث يحمل في نصفه كامل الحقيقة ، اذ ان مثل هذه الممارسات التي تشير الي وجود فساد في مكان ما موجودة وبكثرة وكلنا يعلم ذلك ، ولكن التحفظ يكون علي النصف الاخير من حديثه ، اذ ليس من المناسب ان تقوم قواته بمثل هذه المهام والتي يفترض ان تقوم بها الاجهزة الرسمية للدولة قوات مسلحة كانت او شرطه ، وليس من المناسب ان تقوم كل مجموعة تمتلك بعض الاسلحة والازياء الرسمية فتوزع الرتب علي اعضائها وترث الاجهزة الرسمية وتقوم بعملها .
تحدث ضرار كذلك عن بعض المخالفات المالية وتجنيب مبالغ بالميزانية ، وهي البدعة التي ابتكرها وزراء مالية سيئة الذكر الانقاذ ، وهي ممارسات تشير الي فساد كبير ، ولكن المؤسف ان شيبة ربط ذلك بعنصرية بغيضة وجهوية تتناسب مع المشروع الذي يرعاه الكيزان من محاولات لتقسيم البلاد وزرع الفتنة التي قد تقود الي حروب قبلية ، وذلك عندما قال ( نقول للشايقي ده ما تشيل المبالغ المخصصة لينا في الشرق ، ومفروض المسؤل يكون واحد من ابناء المنطقة ) حاصرا بذلك المشكلة في انتماء الموظف وليس في سلوكه وكأنما هذا التصرف مقبولا اذا قام به ابناء جلدته ، لكن الاصل ان الفساد هو الفساد ولو قام به ابن المنطقة او ابن الشمال او الجنوب .
قوات البجة قامت بحجز عربات محملة بالادوية كما قال ذلك رئيسها بنفسه ، والمؤسف انه برر لذلك بنفس المنطق المعوج الذي يقول فيه انه طالما لم يجد انسان الشرق الدواء فلا حق لاي مواطن اخر بالسودان في هذا الدواء .
نقول ، اسناد الامر لغير اهله هو اس البلاء ، فماهي خبرة افراد مؤتمر البجا ليقوموا بمهام الشرطة والجيش وتفتيش العربات وحجز بعضها ، هو ذات الخطا الذي سمح للدعم السريع بحراسة القصر الجمهوري والقيادة العامة نيابة عن الجيش ليسهل من الاستيلاء علي هذه المواقع فيما بعد . وقبل ذلك وأهم منه كيف يسمح بانشاء مثل هذه القوات وتسليحها بغير اتعاظ مما كان .
ثم كانت الطامة الكبري في حديث شيبة بعد ذلك فيما ختم به اللقاء ، حيث قال نصا : نحن نعترف بالجيش الفي الخرطوم والقوات النظامية الاخري ، لكن الجيش الفي بورتسودان بتاع الغرف المغلقة ما بنعترف بيهو ، وهو تصريح خطير اذا كان مؤكدا ، واذا كان غير ذلك فهو ينسف كل ما قبله ويسهل تصنيف التصريح كاملا بأنه حديث غير مسؤل .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد