زووم
ابوعاقلة اماسا
صفحة جديدة من أزمات المريخ..!
* من خلال مخاطبة اللواء عامر عبدالرحمن للمتجمعين أمام الإتحاد قال الرجل: قررنا تشكيل لجنة للجلوس مع مجلس المريخ للوصول إلى حل في غضون عشرة أيام، صاح أحدهم: كتيرة كتيرة..!
هذه الصوت لخص جانباً من جوانب الأزمة المريخية لأنه يعبر عن التشنج والإستعجال، لذلك كتبت من قبل أنهم كانوا سبباً أساسياً في مد عمر مجلس سوداكال حتى نهاية دورته بذلك التشنج والتسرع بدون معرفة، وهاهم مرة أخرى يفعلون نفس الشيء مع الفريق المناويء لدكتور شداد داخل إتحاد الكرة، وما كان همهم حل مشكلة المريخ بقدر ما كانوا يركزون على كسر شوكة رئيسهم، والواقع يؤكد أننا طوينا صفحة من أزمة المريخ الإدارية وفتحنا أخرى قد تكون أشد قسوة من الصفحات الأولى.. وقبل أن أدلف أذكركم بحديث سابق لمولانا أزهري وداعة الله عندما قال: القوانين الحالية لن تقدم حلولاً لمشكلة المريخ لأنها متعارضة ومتقاطعة ومتناقضة، وإذا دخلت أطراف الأزمة في هذا المضمار القانوني فسوف تستغرق طويلاً وربما يمتد الصراع لشهور دون حل مرضي لكل الأطراف.. ذلك ما كان من حديث رجل أعتبره من قامات القانون والإدارة في نفس الوقت، ومع ذلك تجاهلنا مبادرته واخترنا الطريق الشاق والمستحيل.
* قرارات مجلس الإتحاد فتحت أبواب جهنم على المريخ، وأي طفل متابع يدرك أن هنالك جدل في تدخله في الموضوع من الأساس، وأن الحيثيات المتوفرة في القضية ليست نفسها التي كانت في تلك الأندية التي شكلت لها لجان تطبيع، فالتفاصيل هنا تختلف، وهذا يدل على أن الأمر لن يكون بالسهولة التي يعتقدها المعارضين في المريخ، فقد سبق أن وصلت الأمور إلى محطة إنتزاع المكتب التنفيذي بالبوليس ولكننا عدنا مرة أخرى إلى محطة سوداكال.. لماذا؟.. الإجابة بسيطة وحاسمة، وهي أننا فرطنا في إنتخابات ٢٠١٧ عندما ترشح الرجل وحيداً، وكان على رؤوسنا الطير ولم يبدأ الإعتراض إلا بعد إعلان فوزه بالتزكية، ووقتها كان كبار المريخ على قيد الحياة ولم يولدوا بعد ذلك، وكان المتجمهرين في الإتحاد يوم أمس في بيوتهم، وأظن أن علاقتهم بالمريخ لم تبدأ بعد فوز سوداكال بالتزكية…!!
* مجموعة سوداكال لن تصمت حيال ما حدث من مجلس إدارة إتحاد الكرة وما يجري هناك من مجموعة محمد حلفا والشاعر، وستصعد الأمر للإتحاد الدولي وهو ما حدث بالفعل، وبدلاً أن كان مجلس المريخ قد شاخ وبات قاب قوسين أو أدنى من الخروج عاد شاباً من جديد وتأهب لخوض جولة من النزاعات القانونية، ونحن نعرف أنه طريق شاق وطويل، ولا ينتهي بعد أسبوع أو شهر، إذا كان المعارضين يرون عشرة أيام (كتيرة كتيرة).. وربما امتدت لعام كامل، والأسوأ على الإطلاق أننا سنعود بعد ذلك العراك لذات النقطة، نعم.. سنعود لسوداكال نفسه وبأمر الفيفا هذه المرة وبدلاً أن كانت لدينا فرصة لإنهاء الصراع في فبراير ٢٠٢١ بقيام الإنتخابات نكون قد مضينا عاماً آخراً من العراك الفارغ دون أن نبارح مكان الأزمة..!
* أعرف أن ما أكتبه غير مستساغ عند ذلك الطرف المتشنج لأنه يتطلع لحلول تشبع رغبته في التشفي والإنتقام أولاً وأن بعض أصدقائي يقرأون وهم يشدون شعرهم من الغيظ… ولكنها الحقيقة.
وأحياناً تكون الحقيقة في شكل دواء مر المذاق.. وإلى أن تنتهي هذه المهزلة سيكون الفريق قد راح في ستين ألف داهية.. وقد سبق أن شبهت الفريق بأطفال الزوج والزوجة عندما يحدث بينهما طلاق ونزاع وتقاضي ويضيع أبنائهما في جحيم رغبة كل طرف في الإنتقام من الآخر، وإجتهاد كل طرف لتصوير الآخر في صورة الشيطان الرجيم بينما هو الملاك الرحيم.. ومعارضتنا تفعل ذلك.. تبدو في ثياب الواعظين، وتريد أن تظهر هي في صورة الملاك الرحيم، وهم المريخاب الحريصين على تحرير نادي المريخ من نير الإستعمار والإستبداد، بينما تتجمع كل مساويء الدنيا في مجلس الإدارة… وهذه الصورة في تقديري (نمطية) ومألوفة.. ولكن الحقيقة دائماً أن المريخ بيئة سيئة وطاردة بأفعال هؤلاء، وأهله إبتداءً بمكونات المجلس وأنصاره والمعارضين كلهم يحرصون على تصفية حساباتهم بمنطق الإنتقام والإنتصار للذات أكثر من منطلقات المصلحة العامة التي تفرض عليهم تأجيل معاركهم هذه الأيام مراعاة للفريق الذي يخوض مباريات مهمة لحسم بطولة الممتاز.
حواشي
* المريخ أصبح مجرد أداة في أيدي المتصارعين داخل الإتحاد وخارجه ومعارك مقدمات الإنتخابات القادمة وتصفية حسابات الإتحاد السابق والحالي… وأداة يستخدمها أعداء الإتحاد والمنافسين لشداد لضربه… وأهل المريخ يؤدون دور المغفل النافع بإمتياز.
* الأسوأ في هذا السيناريو المقيت أننا سننتظر الحسم من الإتحاد الدولي (فيفا).. ولو جاء بعد عام أو عامين سنكون مجبرين على البدء من ذات نقطة سوداكال الذي نرفضه الآن… هل أدركتم فداحة ما تفعلون؟
* جانب مهم للغاية في هذه المشكلة… ذات المجموعة التي كانت سبباً في تجميد الكرة السودانية من قبل، تلعب الآن دور البطولة في أزمة المريخ.. ودائماً موقفنا (محل الرهيفة ومقدودة)..!
* الإتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية يؤمنان الإستقلالية التامة لأعضائهما في ممارسة أنشطتهم.. هذا المبدأ لا مجال للتلاعب فيه، ولكن ما يحدث عندنا دائماً أننا نحاول الإلتفاف على القوانين والنصوص… لذلك تحدث الكارثة… وما أكثر الكوارث في هذه الأيام؟
* عندما يكون الإنسان مندفعاً ومتشنجاً، يمتليء بالحماس الوجداني ولا يتوقف ليفكر ويوائم مواقفه مع المنطق ويميز المعقول وغير المعقول… يفعل كما تفعل معارضة المريخ..!
* المريخ عضو في مكونات جمهورية كرة القدم العالمية، وفي هذه الجمهورية إجتهد الناس وجربوا وخاضوا الكثير من المغامرات ليتوصلوا في نهاية المطاف إلى الديمقراطية كوسيلة لتداول السلطة… الديمقراطية وليست الوقفات الإحتجاجية والعنف اللفظي والخروج على النصوص..!
* هنالك معلومات مهمة عن تأريخ الجمعيات العمومية في المريخ.. معظمها شهدت تزويراً بمقادير مختلفة وسأورد جزءً منها في نقاط ومن لديه إعتراض فليكتبه..!
* أحد الفاعلين في مجتمع المريخ الآن يحكي لي أنه وعدد من رفقاءه المعروفين كانوا في المرحلة المتوسطة عندما إستجلبوهم ومنحوهم عضوية الجمعية العمومية لإسقاط الإمبراطور حسن أبوالعائلة في السبعينات.. ووقتها لم يبلغوا سن الرشد (١٨) سنة. وهو الحد الأدني لمنح العضوية بالقانون… ومن فعل ذلك حي يرزق الآن..!
* في إنتخابات ١٩٩٤ أيام عباس البخيت ألغيت الإنتخابات بتراجيديا يجب أن نجترها كتأريخ حتى نتعلم من دروس الماضي.. فقد كان سبب الإلغاء هو التزوير..!
* في العام ٢٠٠٠ بلغت الصراعات مداها، وزهد اللواء ماهل أبوجنة في منصب الرئيس وطرح إسم الدكتور والخبير الراحل تاج السر محجوب للرئاسة، ولكن.. ثمة معضلة كانت تعترضه.. وهو أنه لا يملك عضوية نادي المريخ.. ولكن أصحاب الحلول كانوا موجودين… فاستخرجوا له بطاقة عضوية بأثر رجعي…. وكان تزويراً إعترف به محمد الياس على رؤوس الأشهاد وقال أننا قمنا بذلك من أجل مصلحة المريخ..!
* في جمعية ٢٠٠٨ كان هنالك إصرار على قيامها لإجازة التعديل المشبوه في النظام الأساسي، والذي أبعد ديوان المراجع العام من نادي المريخ لشيء في نفس (يعقوب).. ويعقوب المريخ هذا متلوم معنا كالعادة..!!
المهم أن الجمعية تلك قد بلغت نصابها بعد أن إستعانوا بكل من جاء عابراً، وحتى الصبي (ن ك) الذي كان يغسل سيارات الرواد شارك في الجمعية وأكمل النصاب مشكوراً مأجوراً..!!
* لم أسرد كل هذا السجل المخزي لجمعيات المريخ العمومية لتبرير ما حدث في الجمعيات الأخيرة، ولكنني أريد إقناع المريخاب الخلص بأن الديمقراطية هي الخيار الأمثل الذي ارتضته الفيفا لمكوناتها.. وعندما تدفع بمجلس منتخب فإنه يكون محمياً بكافة مقتضيات الشرعية وبعيد عن عبث العابثين من سلطات سياسية ورياضية وطامعين ومتطلعين.
* الأهم من ذلك أن ترفيع التجربة الديمقراطية وتنقيتها من الشوائب في يد المريخاب، هم أصحاب الوجعة، ولا ينبغي أن يتيحوا الفرصة لغير أعضاء النادي لتقرير مصير الكيان.. وإلا فإنها الفوضى..!!