**صقور الجديان… درس في الكبرياء وانتفاضة تُكتب بالحروف النارية**
**صلاح البياح نجم لاح**
**وهيلا هيلا هوبا**
**العمود الحر – عبدالعزيز المازري**
*في ليلة أمس… لم نكن نشاهد مباراة كرة قدم فقط.*
كنا نشاهد **وطنًا يقاتل**… منتخبًا ينهض… وأقدامًا تُصرّ أن تقول للعالم:
*لسنا ضيوف بطولة… نحن أصحاب مكان، وأصحاب كلمة.*
*صقور الجديان دخلوا الملعب وكأنهم يحملون على ظهورهم هموم شعبٍ كامل، ومع ذلك… لعبوا وكأن الحمل ريشة.*
ضغط؟
ظروف؟
إعداد ناقص؟
لا شيء أوقفهم… لا شيء أبطأهم… لا شيء هزّهم.
*لبنان جاء بكامل عافيته… ونحن جئنا بنصف قوّة… لكن بقلب كامل.*
ومع صافرة البداية، فهم العالم كله معنى أن يلعب **السودان حين يقرر أن يلعب**:
– روح شرسة…
– قتال من أول دقيقة لآخر شهقة…
– لياقة معنوية قبل أن تكون بدنية…
– وإصرار يجعل الكرة “تنحاز” لصاحب الكبرياء.
الأهداف لم تكن كرة في الشباك…
كانت رسالة:
*نحن هنا… نصل متأخرين ربما، لكننا حين نصل لا نُغادر بسهولة.*
مباراة لم تكن سهلة على أحد…
لكنها كانت “سودانية” خالصة:
عرق… رجولة… تصميم… وعيون تقول للجماهير:
فتغني لهم الجمهور طربًا:
(نحن بلادنا نتحدابا… بي خيرا الوفير وشبابا… لو ننهض جميع بصلابا… ما بتلقونا تاني غلابة)
“جيناكم بالحق… وبالحب… وبالروح.”
الجمهور؟
صوت… حضور… وهتاف يشيل اللاعبين شيل.
المدرجات كانت لوحة وطنية… لكل واحد فيها حكاية… ولكل صرخة معنى.
وبين كل الجمل، كان في نجم طالع بلمع بريق خاص…
ثم… جاء **البياح**.
جاء صلاح عادل… ذلك اللاعب الذي لا تلحق به إلا إذا ركضت خلف ثلاثة مراكز في وقت واحد.
*دافع… صمد… هاجم… صنع… فتح الطريق ملكًا دون منازع.*
يلعب وكأن في داخله *مغنٍ شعبي* يهتف بإيقاع المباراة نفسها:
**صلاح عادل… نجم يا صلاح… الفجر لاح… حبيبي صاح…
عدي بينا يا مراكبي… هيلا هيلا وهيلا وهيلاهوب.**
إنه ليس لاعبًا فقط… إنه “جرس إنذار” أن السودان حين يلد نجومه… يلدهم كاملين الدسم.
صلاح أمس كان قائدًا بلا شارة… وعمودًا بلا إعلان… وبطلاً بلا ضوضاء.
ومع صلاح… كان **كل رجال المنتخب** في خط النار:
**خميس بخيت… كرسوم… أرنق… بوغبا… عاقلة… جوباك…… … رؤوف… غربال**…
كلهم لعبوا وكأن كل واحد فيهم يريد أن يكتب اسمه في دفتر الوطن… لا في كشف المباراة.
ركضوا… افتكوا… صاحوا… سقطوا… نهضوا… وكأن أصواتهم تقول:
*“السودان ما بيلعب ناقص… السودان بيلعب كامل حتى لو نقص العدد.”*
***وهنا… أقف احترامًا… لمن يستحق الوقوف كله:
منجد النيل.***
حارس لعب **بروح مقاتل لا بيدين فقط**.
تصدى في لحظات كنّا فيها على حافة الصرخة… أنقذ وطنًا قبل أن ينقذ نتيجة… وأعاد الهيبة لعرينٍ لم يهتز لحظة.
منجد أمس لم يكن حارسًا… كان **سدًّا**… كان **درعًا**… كان ذلك الرجل الذي يخرج من بين السطور ليقول:
*“اطمنوا… مرماكم في يد أمينة.”*
وتحية بحجم الفرح للجهاز الفني… هدوء، تنظيم، قراءة… ووضعية لعب “لا تأخذ خطوة للخلف”.
وأجمل ما في الانتصار… أنه جاء في وقت كنّا فيه بحاجة لشيء يرفع الرأس… بعد أخبار هلالية تشدك وتقلقك، وتجعل الدقائق تسير ببطء.
لكن المنتخب خطفنا من كل شيء، وأسعدنا عن كل شيء، ثم أعادنا بهدوء لنقول:
**اليوم منتخب… وغدًا نعود للهلال.**
**شكر واجب**
المنظومة كلها اشتغلت…
لاعبون قاتلوا… جهاز فني خطط وقرأ… وروح جماعية تقول:
*“المنتخب عندو كلمة… وما بتتهز.”*
—
**كلمات حُرّة**
* الهلال يشعل القلب… والمنتخب يطمّن الروح.
* صلاح عادل أمس كان “البياح” بحق… فاتح خطوط ومقفل أبواب ورافع الصف.
* منجد النيل… حارس بثقل وطن، يلعب وكأنه يحرس باب البيت نفسه.
* صقور الجديان أثبتوا أن الكبرياء لا يُدرّس… يولد معك.
* الفوز الحقيقي ليس في النتيجة… بل في الروح التي تلعب بها.
* من ينتصر على الظروف… ينتصر على الخصم مهما كان اسمه.
**كلمة حُرّة أخيرة**
**مباراة الأمس لم تكن انتصارًا… كانت “برقية” من اللاعبين للشعب:**
*لسه في أمل… ولسه في رجال… ولسه في منتخب يستحق الاحترام.*



