السودان يطير عاليًا.. وصقور الجديان عنوان الفرح
العمود الحر
عبدالعزيز المازري
صقور الجديان.. رصيد الوطن وفخر السودان
لم يكن الطريق معبّدًا أمام صقور الجديان، ولم تكن الظروف تسمح بغير الإحباط والانكسار، لكن المدرب الغاني كواسي أبياه أثبت أنّ الإيمان بالفكرة والقدرة على صناعة فريق متجانس يتغلبان على كل سوء إعداد وضعف إمكانات. الرجل جاء إلى السودان محبًا له، مؤمنًا بقدرات لاعبيه، فزرع الثقة في نفوسهم، وأخرج من بين الركام كتيبة وطنية تحمل روح التحدي.
لقد كان الإعداد ضعيفًا، والبلاد تعيش مناخًا قاسيًا ينعكس على كل تفاصيل الحياة، لكن اللاعبين لم يتخذوا ذلك عذرًا ولا شماعة. بذلوا الجهد بإخلاص، ارتدوا قميص الوطن بشرف، وأثبتوا أن السودان حين يقرر يكون حاضرًا. دخلوا الملعب بعزيمة من فولاذ، وقدموا أداءً ناصعًا كتب اسم السودان في الدور القادم عن جدارة.
والتحية هنا واجبة إلى أولئك النجوم الواعدة الذين خاضوا اللقاءات تحت المجهر، فكانوا على مستوى الثقة، لا يرتجفون من ضغط المنافسة ولا من وهج الأضواء. حملوا المسؤولية بشرف، وأسعدوا شعب السودان الذي ظل يبحث عن فرحة تعيد له الأمل. واليوم، ها هي الفرحة تأتي مع صافرة التأهل الرسمي، لتعلن أن السودان على موعد مع الجزائر في نصف النهائي
كواسي أبياه لم يأتِ بخطابات منمقة، بل بخطط واضحة، وبعقلية صلبة تقرأ خصومها وتستثمر في قوة لاعبيها. أعاد الاعتبار للروح الوطنية، وأثبت أن اللاعب السوداني، متى ما وجد الاهتمام والثقة، يصبح رصيدًا لا يُقدّر بثمن. أما من يركض وراء الأجانب ويظن أن موهوبًا غريبًا سيحل محل ابن الوطن، فهو يسير خلف سراب. اللاعب الوطني هو الحام، هو الأساس، هو من يصنع الفرح ويُسعد الجماهير.
هذه رسالة لكل الفرق السودانية، وللاتحاد: الوطني أولًا، الثقة باللاعبين المحليين، قلّصوا عدد الأجانب بحيث لا يزيد عن خمسة مؤثرين، حتى لو بملايين، بدل هذا الجيش من اللاعبين الأجانب الذي يبدّد الهوية ويعطي نتائج عابرة.
إنها لحظة لا ينبغي أن تُقرأ مجرد انتصار عابر، بل هي درس في معنى الإرادة. السودان الذي يعاني من ضيق الموارد، يرسل اليوم رسالة إلى العالم: نحن نستطيع. وصقور الجديان حين تفتح أجنحتها، لا تعترف بحواجز، بل تحلّق عاليًا لترسم الفخر في قلوب أبنائها.
**كلمات حرة: **
* كواسي أبياه يستحق أن يُكتب اسمه بمداد من ذهب في سجل الكرة السودانية.
* اللاعب الوطني أثبت أنه الأصل والقاعدة، وأن الثقة به تعني مستقبلًا مشرقًا.
* أمام الجزائر، التحدي أكبر، لكن العزيمة أقوى، وللصقور أجنحة لا تُقهر.
* مبروك للسودان، وللاعبي الوطن الذين جعلوا الإنجاز ممكنًا رغم كل الصعاب.
*اخر كلمة*
قلّصوا الأجانب.. فالأبطال هنا بيننا!