صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

“صقور مُرهقة… وإعداد مفقود!”

0

العمود الحُر

عبدالعزيز المازري

“صقور مُرهقة… وإعداد مفقود!”

دخل منتخبنا الوطني بطولة “الشان” بأمل كبير، لكن الواقع كان أكبر من الحلم. وسط غياب الإعداد، وتجاهل المسؤولين، دفع صقور الجديان ثمن الإهمال، فخسروا فوزًا كان في المتناول أمام الكونغو، وتعادلوا في مباراة كان يمكن أن تُكتب باسمهم!
نبدأ من المدرب كواسي أبياه، الذي قرأ المباراة جيدًا واختار التشكيلة الأجهز. منح الفرصة لمن يستحق، ودفع بلاعبين جاهزين بدنيًا وذهنيًا، فظهر المنتخب متماسكًا، يلعب بروح وقتال رغم كل الظروف.
القائد فارس عبدالله كان مثالًا في التركيز والانضباط، لا يُخطئ في التغطية ولا يتأخر في الواجب. إلى جانبه، رؤوفا كان قلب الوسط النابض، وصلاح عادل كان صخرة في الميدان، وكانوتي رغم صغر سنه، كان كبيرًا في عطائه. ولا ننسى بوقبا، أبوجا، والطيب… كلهم كانوا عند الموعد.
لكن الحقيقة المُرّة لا يمكن تجاوزها:
ذهبنا إلى البطولة بدون إعداد، ولا معسكر حقيقي، ولا مباريات تحضيرية، ولا حتى برنامج واضح! بل مجرد تجمّع سريع، واختيارات غريبة، شملت لاعبين مصابين، وأسماء بعيدة عن الجاهزية، وتجاهلت من يستحق.
هذا ليس ذنب اللاعبين، بل ذنب الاتحاد السوداني لكرة القدم، الذي فشل في أبسط مسؤولياته.
كيف لمنتخب يُمثّل السودان أن يُرسل بهذه الطريقة المرتجلة؟
كيف نطلب من لاعبين مرهقين من ضغط “دوري النخبة” أن يصنعوا الفارق دون تجهيز مناسب؟
ثم أين هو الإعلام الرسمي؟ أين التغطية، أين الرسالة، أين المتحدث الذي يشرح ويوضح؟!
ترَكوا الساحة لاجتهادات فردية من نشطاء ومحبين، بينما الاتحاد غائب كليًا!
المنتخب يستحق الدعم، نعم، لكن قبل ذلك يستحق العدالة والاحترام.
لا نجلد اللاعبين، بل ننتقد الظروف التي زُجوا فيها بلا ذنب، ونطالب بتهيئة تليق باسم السودان.
وللإنصاف:
الأداء لم يكن سيئًا، بل جيد في أغلب فترات اللقاء. لكن الهجوم يحتاج لتدعيم حقيقي، وكانوتي لا يستطيع القتال وحده في المقدمة.
بعض التبديلات تأخرت، وبعض الأسماء كان واضحًا أنها جاءت لتكملة القائمة فقط.
الآن، أمامنا نيجيريا، ولا خيار سوى الفوز إن أردنا الاستمرار.
لكن السؤال: هل يتحرك الاتحاد أخيرًا لتهيئة الأجواء؟ أم نواصل الاعتماد على اجتهادات فارس ورؤوفا ورفاقهم؟
**كلمات حرة:**
كل اللاعبين أدوا ما عليهم، بل أكثر، رغم إعداد يساوي “صفر”.
الهدف الكونغولي؟ لا يُلام عليه اللاعبون وحدهم، بل اتحاد لم يقم بواجبه.
المعركة القادمة أمام نيجيريا… والتاريخ لا يرحم!
**المنتخب لا يحتاج تصفيقًا، بل وقفة جادة.
والأخطاء حين تتكرر… تتحول إلى خيانة أمل!**

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد