العمود الحر
عبدالعزيز المازري
صنداي وإيبولا… الهلال يكسب والمنتخب ينتظر!
الهلال لا يتوقف عن إثارة الدهشة، لا في انتصاراته القارية، ولا في سياساته الفنية والإدارية. هذه المرة، لم تأتِ المفاجأة من هدف في اللحظات الأخيرة، بل من **مكاتب الجوازات**!
الهلال أنهى إجراءات تجنيس المهاجم النيجيري **صنداي أديتونجي**، الذي لعب في دوريات أوروبية وقدم مستويات مميزة، إلى جانب الظهير الأيمن الكونغولي **ستيفن إيبولا**، ليصبح الثنائي رسميًا من أبناء الوطن “قانونيًا” على الأقل!
بهذا التحرك الذكي، ضمن الهلال استمرار لاعبيه ضمن الكشف المحلي دون أن يفقد مقعدًا من المقاعد المخصصة للأجانب، خاصة بعد منشور **الاتحاد السوداني لكرة القدم** الأخير الذي **قلّص عدد اللاعبين الأجانب إلى عشرة فقط**.
والهلال – كما هو معروف – يملك أكثر من ستة عشر لاعبًا أجنبيًا، إضافة إلى نية الجهاز الفني بقيادة **ريجيكامب** في تسجيل عناصر جديدة في خانة **المدافع الأيسر وقلب الدفاع** وربما محور ارتكاز فولاذي.
التجنيس هنا بدا خيارًا استراتيجيًا للهلال، يوازن بين الرغبة في تدعيم الصفوف والحفاظ على اللوائح.
**أهلية صنداي وإيبولا للمشاركة**
* **صنداي أديتونجي** شارك مع منتخب نيجيريا في مباراة ودية فقط، ما يجعله **مؤهلاً قانونيًا** للعب مع المنتخب السوداني بعد استكمال إجراءات تغيير الاتحاد لدى فيفا.
* **ستيفن إيبولا** لم يشارك مع منتخب الكونغو في مباريات رسمية، مما يمنحه أيضًا الحق القانوني للانضمام للمنتخب السوداني، مع اكتمال ملف الجنسية.
بعد بحث وتواصل مع صحفيين من نيجيريا والكونغو، لم تثبت أي مشاركة رسمية لهما مع منتخبات بلادهما، باستثناء بعض المباريات التي لم يتم توثيقها رسميًا.
بهذا، يمكن للهلال الاستفادة منهم فنيًا، كما يمكن للمنتخب الوطني الاستفادة منهم في حال تم تفعيل حقهم الدولي وفق اللوائح.
لكن السؤال الذي يشغل الأذهان الآن:
هل سيستفيد **المنتخب الوطني السوداني** من هؤلاء اللاعبين المجنسين؟
فالهلال قد يستفيد فنيًا من التجنيس، لكن المنتخب هو المستفيد الحقيقي المفترض، لأنه من يحمل الراية ويواجه باسم الوطن في المحافل الكبرى.
إن كان التجنيس “تكتيكًا أزرقًا”، فليكن أيضًا “مشروعًا وطنيًا أحمر وأخضر وأصفر” — ألوان السودان كلها، لا لون فريق بعينه.
**كلمة حرة:**
* التجنيس فكرة… إن أحسنت إدارتها صارت **قوة وطن**، وإن أسيء استخدامها أصبحت **أداة نادٍ**.
* فلتكن الجنسية انتماءً لا “خانة تسجيل”… ولتكن الغاية **السودان أولاً**.



