صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ضربتان في الرأس

66

وجهة نظر

نزار عجيب

ضربتان في الرأس

لم تمهل لجنة الانضباط بالاتحاد الافريقي الهلال كثيرا وانزلت عليه عقوبة قاسية وغير مسبوقة في تاريخ النادي بحرمانه من جماهيره لاربع مباريات افريقية وغرامة مالية قدرها 100 الف دولار على خلفية احداث مباراة الاهلي الاخيرة .
خلال السنوات الخمس الاخيرة التي تولى فيها اشرف كاردينال رئاسة الهلال اعتاد الفريق الخروج من البطولة الافريقية وفشل الرجل في صناعة فريق بطولات كما وعد لكن مستوى الخسائر لم يصل الى هذا المدى.
الهزيمة في كرة القدم طبيعية وواردة , وطالما كان هنالك فائزا فلابد ان يكون هنالك خاسر , والهلال طوال تاريخه ظل ينافس بشرف في البطولات الافريقية ويبقى اكثر الاندية مشاركة بدوري الابطال منذ العام 1966 .
انتصر الهلال من قبل في مباريات تاريخية وتجاوز اعتى الفرق الافريقية من ضمنها الاهلي نفسه الذي نازله ليلة السبت الماضي , فلماذا خرجت المباراة عن مسارها الطبيعي وحدث ما حدث فيها من فوضى .
كانت العقوبة متوقعة وفقا للاحداث التي صاحبت اللقاء الذي شهد تفلتات وخروج عن النص ليتحول الملعب الى ثكنة عسكرية مع حالة الهيجان والغضب الغير مبررة .
المواجهة الاخيرة امام الاهلي المصري لم تكن تستحق هذه الدرجة من الغليان والغضب , وهي مباراة طبيعية بين فريقين يربط بينهما تنافس شريف , لكن الاصرار على شحن الجماهير وتاليبها على حكم المباراة قد قدومه كانت تلك نتيجته .
يتحمل الاعلام الموالي لرئيس النادي الدور الاكبر في تلك الاحداث الدامية والتي قدمت صورة (قبيحة) عن الهلال الذي عُرف طوال تاريخه بانه يتنافس بشرف ولديه القدرة على تقبل الهزيمة بصدر رحب .
ماشهدناه عشية السبت الماضي لم يكن كرة قدم بل كان امرا اشبه بالحرب في مباراة لم تكن على نهائي البطولة بل في مرحلة عادية قام فيها الحكم المغربي باداء واجبه دون اي انحياز .
سبق للهلال مواجهة الاهلي على نهائي البطولة الافريقية في العام 1987 ولم يحصل ما حصل امسية السبت , والجميع تقبل النتيجة بصدر رحب رغم الظلم الذي تعرض له الفريق وقتها .
واليوم سيخرج البعض ويتحدث عن نظرية المؤامرة وكأن الكاف ليس لديه شئ سوى التربص بالهلال ومحاولة عرقلة مسيرته , وهي اسطوانة مشروخة ومحاولات بائسة اعتدنا عليها .
في اللقاء الاخير قدموا لاعبوا الهلال مايمكن ان يُقدم في حدود امكاناتهم وماتوفر لهم , وحصول الفريق الحالي على عشر نقاط يعد انجازا قياسيا بالظروف وحالة التخبط الاداري المستمرة بالنادي فماذا كانت تتوقع الجماهير .
التجاوزات والتفلتات الغير مقبولة الحقت ضررا بالغا بالفريق لان الاتحاد الافريقي واي اتحاد اخر محترم لن يقبل ان يشاهد تلك الاحداث في منافساته , فالمباراة عكست صورة سيئة عن الهلال الذي كان سجله نظيفا .
ما حدث للنادي خلال السنوات الخمس الاخيرة ربما لم يحدث من قبل من جميع النواحي سواء على صعيد النتائج و اقالات المدربين واقصاء اللاعبين مرورا الى مختلف العقوبات التي طالته ايضا .
لم يكن الهلال من اندية (السوابق) وكان سجله نظيفا خاصة فيما يتعلق بالتزام جماهيره وعدم خروجها عن الروح الرياضية و لكن في السنوات الاخيرة تغير الوضع واصبح مهدد كبير .
كل شئ تغير مع ادارة الكاردينال التي قضت على الاخضر والياباس لدرجة اننا نتسأل هل فقد الهلال كل شئ ؟ ..حتى جماهيره التي كانت نعمة هل باتت نغمة حاليا , وهي مصدر قوته عندما عُرف الاستاد سابقا ب(المقبرة) .
خسر الهلال اعمدته الاساسية في السنوات الماضية الواحد تلو الاخر في مرحلة تصفية ممنهجة ولم يتبقى شيئا , عاش الفريق وسط حالة تخبط , وادارة لاتقدم الحد الادنى لفريق يشارك في مرحلة متقدمة بدوري الابطال ورغم ذلك حقق الهلال ما هو اكثر .
اليوم الفريق والنادي دخل في نفق مظلم بعد ان اصبح سجله حافلا بالتجاوزات وطالته العقوبات بسبب ادارة لا تعرف ابجديات ادارة فريق كرة قدم , وتعتقد ان الانتصارات تاتي بالعنتريات وفرد العضلات .
وجهة نظر اخيرة ..
على مدار خمس سنوات حققت الادارة الحالية فشلا ذريعا في صناعة فريق قوي , وتسببت في ما وصل اليه الحال حاليا , فلم تكتفي بالخروج من البطولة الافريقية والحقت بالنادي عقوبة قاسية في ظل تصرفاتها الهوجاء فماذا تريد اكثر من ذلك .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد