*ضياع جمال و عودة جمال*
*نبض الصفوة*
*امير عوض*
أكملنا العام بالتمام و الكمال منذ إبتعاد جمال الوالي و الحال الآن يغني عن السؤال.
الحديث عن الدمار الذي عمّ الديار المريخية (في كل الأضابير) أصبح ملحاً من أجل اللحاق بما تبقي قبل أن يصبح هشيماً تذروه الرياح.
الفشل تعمّق بعيداً و ضربت جذوره كافة جنبات النادي الكبير ليترنح في مسيرته من شدة الألم.. و نحن (كمريخاب) نتفرج عليه مشفقين تارةً و أخري متوجسين خيفةً من القادم الآت.
ضياع نجم بقدرات و خبرات جمال سالم ليس نهاية الأقصوصة.. بل هو إمتداد طبيعي لتواصل مسلسل الإخفاق و الفقر الإداري المدقع و الذي يشيح بوجهه الكئيب بداخل جدران أكبر أندية القارة السمراء.
المقالات التي سُطرت حول مسيرة الفشل الحالي لم تُكتب مجتمعة منذ تأريخ إنشاء النادي في العام ١٩٠٨.
و لكم أن تحسبوا سلسلة غير متناهية من خطوات الفشل بدايةً بفشل التسجيلات الرئيسية في الموسم الماضي و مروراً بالإخفاق في علاج المصابين و التخبط الذي تم في معسكر الإعداد لكامل الموسم مع دخول محترفين (أقل من قامة المريخ) لكشوفات النادي لنعود للخلف لسنواتٍ خلون في هذا الملف.
سلسلة الفشل أول ما أصابت كان الخروج الأفريقي من الدوري التمهيدي.. و إمتدت خطوات الضياع متمثلة في عدم سداد مستحقات اللاعبين مقروناً بمعسكرات بيوت الأشباح لدرجة خروج أحد محترفي الغفلة بتصريحٍ صادم (عن قصة الأندومي) الذي بات قوت يومه في ظل العجز و الضياع الحالي.
و كنتاج طبيعي لتواجد الفشلة كانت الصدمة الهائلة بقرار حرمان النادي من التسجيلات بسبب عقوبات مالية لم تجد أذناً صاغية أو ربما (لا مبالاة) كاملة تجاه قرارات و مخاطبات الفيفا للدرجة التي وضعنا فيها أيدينا علي قلوبنا خوفاً من هبوط النادي للدرجة الأدني أو حتي شطبه من كشوفات الإتحاد العام.
و عبثاً إنتقل شبح الفشل لأرضية الملعب حتي غادر الفريق مكرهاً لدياره و بات سائحاً و هائماً بعيداً عن قلعته الحمراء مصدر فأله و مبعث فخرة المجيد.
و تعالوا لنُطالع ردة فعل المجلس تجاه هذه الإخفاقات لنجد أن اللا مبالاة و التبرير الفطير هما سادة المكان بلا منازع وسط صراخ صاخب بضرورة تغيير النظام الأساسي و كأنما هو يحمل عصا موسي التي ستشُق لنا بحر الظلام الذي رمونا فيه.
و بإصرارٍ ملح تمسك قريش و بقية كتيبة الفشلة بمقاعدهم لدرجة التهديد (بلحس الكوع) مقابل الإبتعاد عن سُدة القيادة ليفرز ذلك الصراع المحموم مجلس الوفاق الحالي و الذي لا يحمل من الوفاق سوي الإسم الرنان.
و لا غرابة في تواصل الفشل في ظل تواجد رعاة الفشل كمكونات رئيسية للمجلس الذي لم يُقدِم سوي بعض الإشراقات المتمثلة في سداد مستحقات اللاعبين بالإضافة لحلحلة مطلوبات الفيفا العاجلة و هي انجازات تُحسب للتركي أوكتاي منفرداً بدون التدقيق كثيراً في عطاء ملوك الفشل و الإخفاق الإداري الذين زادوا (كنكشة) علي مقاعدهم الوثيرة و التي تكفُل لهم أضواء الفلاشات و الثرثرة بين الفينة و الأخري علي شاشات القنوات أو صفحات الصحف السيارة و المواقع الإلكترونية.
و هكذا مضي مجلس ود الشيخ الوفاقي (إسماً) في مسيرة الفشل و هو يسير مثقلاً بتركة الفشلة التي حنت كاهلة حتي فقد الفريق الدوري بفضيحةٍ إدارية في شكوي صحيحة فشل الجميع في صياغتها أو إبتعاث مطلوباتها في الزمن المحدد ليتم رفضها شكلاً لنادي في حجم المريخ.
شكوي فشل الرئيس و الأمين العام (المتواجدين في الفاشر) من الإشراف عليها أو متابعتها لاحقاً حتي أضاعت الدوري الذي ترآئي أمام ناظريّ الجميع.
فشل (جوقة) الإداريين المرافقين للفريق من توفير ألفي جنية لسداد رسوم الشكوي لدرجة الإستلاف من أحد المشجعين و إهمال متابعة الشكوي بعد العودة ليتم إبتعاث المرفقات الأخري بعد ٧٢ ساعة من تقديم الشكوي.
و لا جديد حالياً من رعاة الفشل الذين توافدوا للتصوير مع كأس السودان ثم تواروا مع بداية التسجيلات لدرجة التلاشي و الإختفاء الكامل.
أين قريش؟ و أين علي أسد الذي يدمن الظهور في القنوات بدون أي عطاء يذكر؟ و أين شمس الدين (بيانات)؟
أين بقية مجلس الوفاق (الفاشل) و ما هو حجم عطاء نائب الرئيس و أمين المال و نائبه و نائب الأمين العام و باقي الأعضاء؟
أين أنتم و المريخ يفشل في الإتفاق مع نجومه المنتهية عقودهم ليتم عرضهم الآن في سوق الله أكبر لينتاش الجميع جسد المريخ المسجي بسبب عقوبات الفيفا التي تحظر عليه التسجيل و التي لم تجد المتابعة لمناهضتها من مجلس اللا مبالاة الفاشل؟
هل سيسدد النظام الأساسي مستحقات رمضان عجب أم هل ستُعيد أفكار قريش قيد امير كمال أو بقية مطلقي السراح؟
و حتي متي سيظل هؤلاء الفشلة متشبثين بمقاعدهم و المريخ يغرق بفعل ما صنعت أيديهم؟
أيّ حادثة بالتحديد ستثير نخوتهم نحو الإستقالة و الإذعان بضحالة قدراتهم من تسيير النادي الكبير و رفع سكينهم الحادة من جريمة ذبح المريخ من الوريد إلي الوريد؟
متي ستغادروا الكوكب الأحمر؟ و بأي مصيبة أخري سيتم إقناعكم بأنكم الأفشل علي مرّ التأريخ؟
اللهم إنا لا نسألك ردّ القضاء و لكنا نسألك اللطف فيه.
*نبضات متفرقة*
جمهور المريخ المتماوت عن نيل حقوقه في إكتساب العضوية و إنتشال النادي من أيدي الفشلة شريكٌ أصيل في صناعة هذا الواقع الكئيب.
الجمهور الذي أدمن الإكنفاء علي لوحات المفاتيح و الحديث الكثير خلف الشاشات هو من وضع هؤلاء الفشلة علي سُدة القيادة بدون أن يحرك ساكناً.
سفينة المريخ تغرق.. و لا مناص لنا سوي بعودة جمال الوالي الرجل الوحيد القادر علي إنتشال المريخ من عثرته.
التحدي الآن هو في كيفية إقناع الوالي من العزول عن إعتزاله العمل الرياضي و ضرورة العودة لقيادة الكوكب الأحمر الذي يتضعضع الآن وسط أنواء الفشل.
عودة الوالي ضرورة لن تتحقق إلا بإكتساب المريخاب الحقيقيين لعضوياتهم و العمل علي تحريك الأجواء التي يعشعش فيها طيور الفشل.
علي مجلس الشوري الأحمر التحرك لإقناع الوالي بالعودة.. و علي جمهور المريخ التدافع نحو العضوية من أجل إجتثاث الفشلة.
و ليكن ضياع جمال (سالم) مدعاةً لنا بضرورة التحرك لإعادة جمال (الوالي) لإنتشال المريخ من عثرته الحالية و التي طالت لشهور و ستطول طالما تواجد الفاشلين علي مقاعد إدارته.
*نبضة أخيرة*
إستقيلوا يا أفشل الفاشلين.