# قبل شهور عديدة ومع هوجة القبضة المسرحية على كل ماهو كيزاني.. قامت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، برئاسة الفريق أول ياسر العطا، رد الله رغبته، واعاده سليما معافى، بإصدار قرار بإيقاف صحيفتي الرأي العام والسوداني.. وقناتي الشروق وطيبة، وذلك باشتباه حصول هذه المؤسسات التي يعمل فيها اغلب من لا علاقة لهم بالكيزان، على أموال من خزينة الدولة وعرق الشعب السوداني.. إلا أن أهم ما أشارت إليه اللجنة في قرارها المعيب، هو أن العاملين في هذه المؤسسات لن يتضرروا.. ولن يتضرروا هذه يمكن أن يستوعبها اي قاصر في الفهم بأن رواتبهم “ماشة” و”لقمتهم” في السليم.
# بعيدا عن كل الحيثيات التي قدمتها اللجنة، وكانت أضعف من أي مرافعة يمكن أن يقدمها طالب قانون يتلمس خطواته الاولى في مدخل خدمة العدالة، دعونا نعلن التضامن بداية مع العاملين في قناة طيبة الفضائية الذين اصبحوا فجأة في “الباي باي” باسباب تسويفية فرضتها أقدار هذه المرحلة الانتقالية التي ما كان أكثر المتشائمين بمخرجات الثورة، يتوقع أن تكون شعارات “الحرية والسلام والعدالة” مجرد كلمات صماء على خلفية قماش المؤتمر العام للحزب الشيوعي السوداني.
# تم تجاهل حقوق العاملين تماما بعد مضي ثلاثة أشهر من إيقاف القناة والقذف بالعاملين إلى “كعب دائر” محمد الفكي سليمان.. وماهر ابو جوخ.. أن اغلب هؤلاء العاملين من البسطاء والفقراء.. ليس بينهم ضياء الدين بلال ولا لينا يعقوب.. ولا الطاهر ساتي حتى يحرقوا مراكب هذه اللجنة المطففة.. أو يدخلونها في “جحر ضب” يعيد تلك الرواتب التي ذهبت إلى المجهول، مثلما عادت صحيفة السوداني للصدور.
# ما يحدث للعاملين في طيبة ظلم بين لا يشبه شعارات المرحلة.. ولا يشبه تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماء اجسادهم المتناثرة من أجل التغيير.. لذلك لا يليق بالسيد رئيس مجلس السيادة الموقر الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن ولا اعضاء مجلسه، أن يسيروا في ركاب ذات الطريق الذي كانت تنتهجه الحكومة السابقة التي كانت تأكل حقوق الاخرين وتتغطى بعُري الايام وتلعب على الوقت.. وهذا هو بعينه ما تفعله لجنة التفكيك مع العاملين بقناة طيبة، لانها.. للاسف كله.. تعلم بأن العاملين من البسطاء ولا يحتملون الصمود الطويل في درب المحاكم، لأن التقاضي يحتاج لقدرة و”مساككة” وقبضة يد قوية.. لذلك تضيع الكثير من الحقوق ونحن لا ندري او لا نكترث ان اردنا الدقة.. بأن هناك بعض المظاليم يرفعون اكفهم للسماء وليس بين دعوتهم على الحكومة ورب العزة حجاب.
# يا سيدي البرهان… نخاطبك في رمزية الكرسي الكبير الذي تجلس عليه… ونقول لك بأن السودانيين عندما خرجوا على النظام السابق، لم يخرجوا من أجل كرسي الوزارة أو كرسي السفارة، أو بناء العمارة، بل خرجوا على القهر والظلم وهضم الحقوق والاستهبال… ما يحدث للعاملين بقناة طيبة يفوق احتمال هؤلاء البسطاء، سيدي الرئيس، واعلم ان القضايا الكبيرة احيانا كثيرة تهزمها القضايا الصغيرة… وفي هذا المقام نذكرك بما اشتهر بيننا من مشهور الأقوال المأثورة، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: “لو عثرت بغلة في العراق، لخفت أن يسألني الله – عنها: لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق يا عمر ” ؟!.
# احد العاملين بقناة طيبة الموقوفة في عرف لجنة محمد الفكي سليمان، والعاملة حسب تمكين شيخ عبد الحي يوسف من تركيا حيث تطل الان على العالم، كتب هذا المكلوم على حائط معاناتهم هذا الدعاء: “اللهم اشقق على من شاق علينا وضيق شراييين من ضيق علينا وارينا فيهم وفي ذريتهم قدرتك وانتقامك واجعل حياتهم مشقة وعنت وآخرتهم سقر..
آمييييين”.
# غدا نكتب عن “الكعب الدائر” بين لجنة التفكيك والعاملين في قناة طيبة.. وبث القناة من تركيا.. رواية قلة الحيلة التي غلبت النفوس العليلة.