عبث يحتاج إلى صرامة!!

كبد الحقيقة
د . مزمل أبو القاسم
عبث يحتاج إلى صرامة!!

* عندما ظهرت المسودة الأولى المقترحة لنظام المريخ الأساسي أطلقنا عليها لقب مسودة (القص واللصق)، لأنها حوت نصوصاً مثيرة للسخرية، تم أخذها من النظام الأساسي للاتحاد دون تفكر أو تدبر، لدرجة أنها حوت أخطاءً ارتكبتها الجهة التي تولت ترجمة النظام الأساسي للاتحاد من اللغة الإنجليزية إلى العربية.
* تعرضنا لها في وقتها، وتولى الخبير حسن الكوباني تشريحها بسلسلة مقالات متميزة، متناولاً تناقضها وعوارها وضعف صياغتها وكثرة الأخطاء التي احتوتها.
* أذكر أنني تطرقت للمادة التي تحدثت عن كيفية التعامل مع حالات الفراغ الناتجة عن انهيار المجلس، وذكرت أنها حوت كارثةً حقيقية، لأنها أوكلت تسيير شئون النادي إلى المدير التنفيذي، كي يتولى إدارة النادي الكبير ويدعو لجمعية عمومية انتخابية خلال (45) يوماً!
* ذكرنا أن ذلك النص جنوني وبالغ السذاجة، إذ لا يعقل أن تسند إدارة نادي بحجم المريخ وبمصروفاته الضخمة ومسئولياته المتشعبة إلى موظف يتقاضى مرتباً من النادي!
* أسوأ من ذلك أن المسودة التي فصلها فني الأشعة على مقاسه، واجتهد عبرها لوضع معظم الصلاحيات التنفيذية في يده؛ أوكلت إدارة النادي بعد المدير التنفيذي إلى لجنة الحوكمة، للمدة نفسها، وإذا أخفقت في تنفيذ المهمة تتحول المسئولية إلى لجنة الانتخابات، لتدير النادي وتدعو لجمعية عمومية خلال (45) يوماً أخرى!
* بذلك النص (العبيط) يمكن لفترة الفراغ الإداري الناتجة عن انهيار المجلس أن تمتد في المريخ إلى أربعة أشهر ونصف الشهر!
* تمت معالجة تلك الجزئية بطريقة متميزة في المسودة التي أعدتها لجنة الفريق منصور عبد الرحيم، التي أسندت إدارة النادي في حالات الفراغ الإداري إلى لجنة يقودها رئيس لجنة الحوكمة، وتضم إلى جانبه أمين مظالم الأعضاء ورئيسي لجنتي الانضباط والاستئناف على أن يتولى الأربعة إكمال تكوين اللجنة إلى عشرة أعضاء.
* نص محترم كان بمقدوره أن يعالج حالات الانتهاء العام لعضوية لشرعية مجلس الإدارة بطريقة متميزة، تجنب النادي شرور الفراغ الناتج عن انهيار المجلس، وتمت إجازة النص في جمعية 27 مارس، لكن بعض الأيادي العابثة تدخلت لتعديله وأعادت النص المضحك الذي ورد في مسودة عبثية تسببت في تفاقم الأزمة الحمراء.
* بسبب ذلك النص الأهوج دخل المريخ في أزمة جديدة مؤخراً، بعد أن اختار بعض أعضاء لجنة العبث المسماة بالاستئنافات الانتخابية أن يصدروا قراراً يفتقر إلى الشرعية، في مسعىً خائب استهدف حل لجنة التسيير الحالية، بادعاء أن لجنة الانتخابات باطلة لأن الاتحاد العام تولى تكوينها، وكان غريباً أن يتولى الأخ أسامة عطا المنان كِبر ذلك القرار الباطل ليعلن أنه تسلمه وحوله إلى الفيفا في ليلة متأخرة من مساء يوم الخميس!
* معلوم للكافة أن اختصاصات لجنة الانتخابات ولجنة الاستئنافات الانتخابية محصورة في إدارة العملية الانتخابية بالنادي، وقد منح النظام الأساسي (المادة 44) لجنة الانتخابات سلطة استثنائية لا علاقة لها بالعملية الانتخابية، تمارسها حال حدوث فراغ إداري في النادي بتعيين لجنة تسيير لأمد محدد وبتكليف محدد، يتصل بتسيير شئون النادي والدعوة لجمعية عمومية انتخابية خلال ستين يوماً.
* التكليف المذكور استثنائي ولا علاقة له بالعملية الانتخابية، ولا يجوز الطعن فيه للجنة الاستئنافات الانتخابية، لأن تلك اللجنة ما كانت ستستطيع نقض قرار التعيين لو صدر من المدير التنفيذي أو لجنة الحوكمة.
* بالتالي يصبح القرار الخديج (الذي انفردت الصدى بمحتوياته قبل أسبوعين من الآن)؛ باطلاً وفي حكم المنعدم لصدوره من جهة غير مختصة.
* الدفع بعدم شرعية لجنة الانتخابات معيب وباطل بطلاناً بائناً لأن الجهة التي انتخبت لجنة الاستئنافات الانتخابية هي نفس الجهة التي انتخبت لجنة الانتخابات في جمعية 27 مارس 2021.
* إذا كان تكوين لجنة الانتخابات باطلاً فذلك يعني بطلان تكوين لجنة الاستئنافات الانتخابية أيضاً، وبذلك تكون لجنة الاستئنافات نقضت غزلها بيديها، وأبطلت شرعيتها بنفسها، وحكمت على القرار القبيح بالبطلان.
* لا يوجد أثر قانوني للقرار المزعوم، سيما بعد أن أنكره رئيس لجنة الاستئنافات الانتخابية، وأكد عدم صدوره، مثلما نفاه سكرتير اللجنة وأعلن عدم علمه به وأكد أن اللجنة لم تجتمع أصلاً.
* على لجنة الانتخابات أن لا تلقي بالاً للمحاولة الفاشلة، وأن تمضي قدماً في إجراءات الجمعية العمومية، كي يتم انتخاب مجلس جديد يضع نقطةً في آخر السطر على أزمة طاحنة امتدت أربعة أعوام، ودفع المريخ ثمنها غالياً.
آخر الحقائق
* نقدر اجتهاد الأخ أسامة عطا المنان، وننصحه بأن يترك حل أزمة المريخ لأهل المريخ.
* يحظر النظام الأساسي للاتحاد على الاتحاد التدخل في شئون الأعضاء.
* علماً أن الفيفا منع الاتحاد السوداني بخطاب صريح ومحدد من التدخل في شئون أعضائه بأي نهج كان.
* بأي سند وأي قانون سيتم تكوين المجلس الرئاسي الذي اقترحه أسامة لإدارة نادي المريخ؟
* جمع الأضداد في مجلس واحد سيفاقم الأزمة ولن يحلها.
* لماذا اختار العضوان اللذان أصدرا القرار الباطل إرساله إلى أسامة عطا المنان دون غيره؟
* وما سر التعجل في إرساله إليه قرب منتصف الليل؟
* ولماذا سارع أسامة لإرساله إلى الفيفا ليلاً؟
* استهدفت المحاولة الخرقاء حض الاتحاد على تكوين لجنة تطبيع لنادي المريخ بادعاء أن النظام الأساسي للنادي يسمح بذلك.
* المريخ سيدار بمجلس منتخب يختاره أهل المريخ وليس بلجنة تطبيع يتولى الاتحاد تكوينها بمخالفة بائنة لنظامه الأساسي.
* المراسلات الموجهة للاتحاد يستلمها الأمين العام وليس النائب الأول لرئيس الاتحاد.
* والمراسلات الواردة يتسلمها الأمين العام، فلماذا ذهب القرار المريب إلى النائب الأول؟
* لماذا يريد أسامة أن يقلد شداد في تدخلاته السالبة في شئون المريخ؟
* نشتم رائحة غير كريمة من هذا التدخل المريب.
* واضح أن هناك جهة تخشى صناديق الاقتراع ولا تريد لجمعية المريخ العمومية أن تنعقد لتختار المجلس الجديد.
* يبدو أنهم أيقنوا بحتمية السقوط في الجمعية المقبلة لذلك سعوا إلى تعطيلها بطرق ملتوية.
* أولى مهام المجلس المنتخب أن يدعو إلى عقد جمعية عمومية طارئة تتولى تنقيح النظام الأساسي وتعيد تكوين اللجان القضائية والمستقلة.
* من يحاولون ضرب استقرار النادي ينبغي أن تتم إحالتهم إلى لجنة الانضباط لمحاسبتهم وإسقاط عضويتهم.
* أخيراً اتضحت هوية من سحب مبلغ الثلاثمائة ألف دولار من حساب المريخ في القاهرة.
* قضية جنائية مكتملة الأركان تتعلق بالتعدي على أموال عامة، مكانها النيابة والمحاكم.
* كل من تورطوا في الواقعة السوداء ينبغي أن يحاسبوا بصرامة ويخضعوا للمحاكمة.
* اتضح للجنة التسيير أن المبلغ تم سحبه بشيكين يحملان اسم عادل أبو جريشة يومي 2 و3 أكتوبر الماضي.
* علماً أن حازم مصطفى صرح يوم 12 أكتوبر بأن المبلغ موجود في حساب المريخ بالقاهرة!
* ألم يعلم أن المبلغ الدولاري راح في خبر كان؟
* هل ما زال مصراً أن دولارات المريخ موجودة في الحساب؟
* أمس أعلنت لجنة التسيير أنها ستحرك إجراءات جنائية في القضية الخطيرة.
* بحسب البيان ستتم مقاضاة العضوين المكلفين بإدارة الحساب أولاً.. وبعدها سنعلم المكان التي استقرت فيه دولارات النادي.
* كل من يتورطون في التعدي على أموال المريخ ينبغي أن يحالوا إلى القضاء على الفور.
* سابقة خطيرة لم نر لها مثيلاً في تاريخ الأندية السودانية.
* آخر خبر: توقعنا أن يسهم سقوط شداد وفوز معتصم في حل أزمة المريخ لكنه عقدها!