عراف الجماهير..بين الحب للهلال والبحث عن الأرباح
هلال وظلال
عبد المنعم هلال
عراف الجماهير..بين الحب للهلال والبحث عن الأرباح
ـ في عالم الرياضة الحديث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة هامة لصناع المحتوى للتفاعل مع الجماهير والتأثير في مسار الأندية والمجتمعات الرياضية.
ـ عراف الجماهير مشجع مصري يصنع محتوى خاصاً بنادي الهلال السوداني وهو واحد من هؤلاء الشخصيات المؤثرة التي تقدم محتوى يخص نادي الهلال والتي أثارت العديد من التساؤلات حول نواياهم ومدى صدقهم في حب النادي وهل يسعون فعلاً لخدمة الهلال أم لتحقيق مكاسب شخصية ..؟
ـ من الصعب الحكم على مشاعر شخص تجاه فريق معين بناء على محتواه فقط لكن من الواضح أن عراف الجماهير قد كرّس جهداً ووقتاً كبيرين لنادي الهلال. تكرار الحديث عن الفريق ومتابعة مبارياته وتسليط الضوء على تفاصيل دقيقة تتعلق بالنادي واللاعبين تشير إلى اهتمامه الحقيقي ومع ذلك يبقى السؤال حول ما إذا كان هذا الشغف نابعاً من حب حقيقي للنادي أم هو مجرد وسيلة لجذب المتابعين. يمكن القول إن الحب والإعجاب بالنادي قد يكون جزءاً من دوافعه لكن الجانب الربحي بلا شك يلعب دوراً كبيراً خاصة أن صناعة المحتوى الرياضي في عصرنا أصبحت مهنة مربحة.
ـ على الرغم من أن محتواه قد يكون مصدراً للمعلومات وتقديم الفائدة والترفيه بالنسبة لجماهير الهلال فإن هناك شكوكاً حول مدى جدواه الفعلية للنادي. بعض المراقبين يرون أن الهدف الأساسي لصناع المحتوى هو زيادة التفاعل والمتابعين لتحقيق أرباح مادية سواء من الإعلانات أو الرعاية ومع تزايد أعداد المتابعين لعراف الجماهير لا يمكن إنكار أن ذلك يعزز مكاسبه المادية لكن يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه الفائدة المادية تأتي على حساب الفائدة الحقيقية للنادي ام لا.
ـ من الممكن أن تكون العلاقة بين عراف الجماهير وجماهير الهلال علاقة (منفعة متبادلة) فهو يقدم محتوى يرضي جماهير النادي وفي المقابل يستفيد مادياً من المتابعة والإعلانات بهذا الشكل قد يحقق عراف الجماهير استفادة مادية بينما يحصل الهلال على اهتمام إعلامي إضافي مما يعزز حضور الفريق على منصات التواصل الاجتماعي ويزيد من شعبيته خارج حدود السودان.
ـ يمكن القول إن الهلال يستفيد من محتوى عراف الجماهير بشكل غير مباشر من خلال توسيع قاعدة جماهيره على مستوى دولي وخاصة في مصر ورفع مستوى التفاعل حول الفريق لكن يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه الاستفادة تسهم فعلاً في تطور النادي أو تدعم صورته بشكل إيجابي أم أنها مجرد تفاعل مؤقت لا يترجم إلى دعم حقيقي على أرض الواقع.
ـ الأسئلة التي تطرح من البعض حول نوايا عراف الجماهير تستحق التفكير والنقاش خاصة في ظل تغير طبيعة العلاقة بين الأندية وصناع المحتوى. هل هو بالفعل يخدم الهلال بصدق أم أن هدفه الأساسي هو الربح ..؟ وهل يمكن لهذه العلاقة أن تكون مثمرة للطرفين ..؟ ويبقى الحكم على تأثير محتواه مرهوناً بمدى استمراريته في تقديم ما ينفع النادي ويخدم جماهيره بعيداً عن الأهداف الشخصية.
ـ نكن كل الاحترام والتقدير للأخ الأصغر عراف الجماهير ونثمن ما يقدمه من محتوى والذي بفضله توسعت القاعدة الجماهيرية لنادي الهلال في مصر الشقيقة ونؤكد إن هدفنا الأسمى هو خدمة نادي الهلال والعمل على رفعته وتقدمه وليس انتقاصاً من مجهودات عراف الجماهير فمن خلال جهوده المتواصلة استطاع أن يسهم في نشر حب الهلال وتعزيز الارتباط به خارج حدود السودان مما يصب في مصلحة النادي ويزيد من شعبيته.
ـ من الواضح أن عراف الجماهير ليس فقط مشجعاً كبيراً لنادي الهلال بل يمتلك حباً وشغفاً بالكرة السودانية بشكل عام وحضوره ومتابعته مباريات المنتخب السوداني مرتدياً قميص المنتخب الوطني ومتوشحاً علم السودان يظهر دعمه العميق للوطن ويعكس حبه لكل ما يتعلق بالرياضة السودانية وهذا الالتزام والشغف جعله شخصية محبوبة بين السودانيين حيث أصبح يمثل سفيراً غير رسمي للكرة السودانية في مصر مما عزز مكانته في قلوب الناس وعزز من روابط الجماهير المصرية بالرياضة السودانية.
ـ نسأل الله أن يتغمد السباح العالمي عبد المجيد سلطان محمد صالح كيجاب بواسع رحمته ومغفرته فقد كان رمزاً للفخر والوطنية وقدم الكثير للسودان في مجال السباحة على الساحة الدولية ونسأل الله أن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون.
