صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عربون المعارضة.. وطبول الحرب

824
افياء
أيمن كبوش
عربون المعارضة.. وطبول الحرب
# قلتُ له: “كيف تُصنع المعارضة في الهلال؟! لم انتظر منه إجابة، حين مضى إلى ما تفعله المعارضة من خراب سياسيا واقتصاديا، بينما مازال السؤال بشكله أعلاه حائرا بيننا، متجولا في سوحنا ورحابنا، وربما لا نملك له إجابات مباشرة.. لأن الكثيرين منا، يقفزون تلقائيا إلى النتائج.. بل يستعجلونها.. دون أن يأخذوا من وقتهم أدنى التفاتة إلى ما يجري في الكواليس..
# في موسم 2012 أقام الهلال معسكرا تحضيريا في فترة الأخ الامين البرير بمدينة الإسماعيلية، وقبل سفر البعثة أراد مجلس الهلال ان يتدخل فيما لا يعنيه بمخاطبة الصحف لاختيار مناديبها، واذكر انهم طلبوا من صحيفة “المشاهد” المملوكة للاخ الأستاذ صلاح ادريس ترشيح المصور أبوبكر شرش ومحرر آخر لا اذكره، فاعتبرت إدارة الصحيفة أن ذلك تدخلا سافرا في شئونها الداخلية، فابتعث الزميل “مجدي دمباوي” إلى الإسماعيلية لتغطية المعسكر، فتم طرده من البوابة الخارجية وكان وراء هذا الطرد صحفيين بعينهم، كانوا ومازالوا، يسبحون في بحر الموالاة الذي دائما يصنع الزلزال في الهلال.
# حادثة طرد دمباوي حولت سياسة الصحيفة التي لم تكن في خانة المعارضة على الرغم من أن مالكها أعلن معارضته المبكرة لمجلس البرير، دخلت المشاهد الغابة ولم تغادرها الا مع خروج الامين البرير مستقيلا مع مجلسه المتصدع.
# حوادث طرد الصحفيين لم تتوقف عند البرير، كما انها لم تبدأ معه، حيث عاشت “حبيب البلد” ظروفا مشابهة في عهد الأرباب وحُرمت من الأخبار فاختارت المعارضة الشرسة ضد كل منجزات الأرباب مستعينة بفصائل مدرعة من لدن “حتا” الى “جبهة تصحيح المسار”.. ثم جاء تمرد العمدتين والكثير من الذكريات التي تشبه طريقة “حدث ما حدث”.
# لم يكن عهد الكاردينال استثناء في الحرب المعلنة ضد الصحف والصحفيين، حيث صار شعار “من ليس معنا فهو ضدنا” هو شعار المرحلة التي قاد معظم الصحف الهلالية الى خانة المعارضة التي لا تعرف الفواصل وتدخل حدود المسكوت عنه في الهلال، فدفع الكاردينال الثمن غاليا واستمرت حملات التغبيش ضده حتى عندما ترك الهلال، وهو قدر لم يسلم منه أحد، فمازال البعض يتحدث عن “حليفة الطلاق” في أزمة إبعاد ريتشارد والمعز محجوب مواقع حقيقي وهم يعلمون بأن ريكاردو ليس هو المدرب الذي يملئ عليه الأرباب شيئا.. ولكنه الغرض.
# الان تتجمع سحب المعارضة في السماء الهلالية، حيث تم استدراج لجنة التطبيع الحالية إلى تلك الحرب المبكرة التي تجعل المواجهة علنية ما بين الكاردينال والسوباط من جهة.. وبقايا لجنة التطبيع بقيادة الطاهر يونس وصحيفة هلالنا وقناة الهلال من جهة أخرى.. أعلن الطاهر يونس صراحة داخل اجتماع اللجنة التي نظرت في طلب قناة الهلال بالتواجد في المعسكر بأنهم لا علاقة لهم بهذه القناة، ولكن قبل أن يعلن البروجي زمان المعركة القادمة، وقبل أن تُقرع نوبة الصحيان، اريد ان اذكركم بأن المعارضة أسهل كثيرا من الموالاة أو الانحياز لطرف من الأطراف، ويكفيكم بطبيعة الحال ما ورد في الأثر السوداني عن الخراب، وكيف انه أسهل كثيرا من البناء.
# قدر الهلال ان تبدأ الحرب فيه بكلمة من هنا، وأخرى من هناك، والكل يريد أن يقتص لنفسه على حساب الأخر، لتدور هذه الساقية مثلها وساقية جحا التي “تشيل من البحر وتكب في البحر” والخاسر الأوحد هو الهلال.. وفي رواية أخرى الخاسر هو السوباط الذي يسدد فواتير هذه الحرب من قدرته على الاحتمال.. هو الطاهر يونس دافع حاجة ؟!.
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد