عضوية المريخ.. كهف العجائب (4)

السماسرة والمتكسبين يفشلون العملية الديمقراطية

العضوية الفئوية كانت من الأفكار العملاقةالتي أجهضت.

النادي الأسري من الأحلام المعلقة لإحداث النقلة في مفهوم العضوية

النظام الأساسي المتنازع عليه أعطى الحق لمريخاب المهجر والولايات للمرة الأولى في التأريخ

– أبوعاقله أماسا
* في نهايات العشرة الأولى من الألفية الثالثة، وفي عهد جمال الوالي شهد النادي حراكاً كبيراً في كل الملفات، وأخذ ملف العضوية حظه من الإهتمام، وبرزت بقوة فكرة عضوية الفئات وكان لها دور مميز في رفد النادي بكوادر مؤثرة من فئات مهنية مختلفة وظهرت قطاعات بأرقام مهولة في فئات مثل الصيارفة والأطباء والمهندسين والقانونيين والتجار وغيرها، ونشطت لفترة إمتدت لشهور تحول معها النادي لخلية نشطة، ولكن.. كعادة الأشياء الجميلة في المريخ وحال الإنفعالات فيه توضع المشروعات دائمة تحت رحمة تيارات المصالح والأمزجة، ورهن الحالة المعنوية التي ترتبط في الغالب بإنتصارات فريق كرة القدم.. وبسبب كل ذلك إنهارت الفكرة التي قادها تجمع الروابط الأول ومجموعة الأستاذ أحمد محجوب وصفوت قاسم وجمال قاسم وغيرهم، ولم تستمر الفكرة، ولكنها ظلت موجودة كواحدة من الإشراقات التي بدأت بشكل صحيح ولكنها لم تكتمل.
* عضوية المصانع.. إستجلاب للغرض
– في تأريخ النادي العريض مرت فكرة إستجلاب العضوية بأطوار ومراحل مختلفة.. الأسوأ فيها عضوية الحشد والتي تعتمد على الكم وليس الكيف… والمثال الأسوأ لها في تأريخ كرة القدم في فترة التنافس بين صلاح إدريس وطه علي البشير في الهلال، ووصلت عضوية النادي الند وقتها إلى مايقارب الأربعين ألفاً ولكنها كانت محشودة برز فيها سماسرة ومتكسبين وتجار تربحوا منها بصورة واضحة، وفي المريخ تكرر المشهد ولكن بشكل آخر.. وكان الأكثر تنظيماً عضوية المصانع والأحياء ونماذج لها عضوية الكرنوس والشعبية والمصنع الدولي للحديد ومصنع أبوعشرة للبلاستيك .. والفرق بين المحشودة وعضوية المصانع أن المحشودة كانت تعتمد دائماً على الكم، ويدخل فيها العمال غير المستقرين والموسميين والباعة المتجولين في الأسواق وحتى المسافرين بين الولايات.. لذلك يعجز الذين يحشدونهم في إحضارهم للإنتخابات ولهذا السبب تفشل كل الإنتخابات والجمعيات العمومية للناديين الكبيرين..
* العضوية الحقيقية لنادي المريخ
– الرقم الحقيقي لعضوية نادي المريخ الآن لايمكن الوصول إليه إلا بعد خصم أرقام العضويات المستجلبة والمحشودة وإعلان الحرب على الظواهر السالبة بهدف التأسيس لعملية ديمقراطية حقيقية.. وفتح أبواب الإنتساب وتطوير مفهوم العضوية لدى مشجعي النادي.
* النظام الأساسي الجديد والعضوية
– من إشراقات النظام الأساسي الجديد والمتنازع عليه حتى الآن أنه فتح باب الإنتساب لكل مريخاب الولايات للمرة الأولى في تأريخ النادي، وليكون المريخ هو النادي الأول الذي يخطو نحو القومية الحقيقية.. بعد أن كانت مغلقة على مريخاب ولاية الخرطوم، وسيكون متاحاً لمريخاب المهجر أن يكتسبوا عضوية المريخ للمرة الأولى أيضاً.. وقد أحالت نصوص النظام الأساسي أمر تنظيم الملف من تحديد الرسوم وغيرها إلى اللوائح ومن المنتظر أن يفرغ المجلس منها ومن ثم عرضها للجمعية العمومية وإجازتها لتكون سارية.
* النادي الأسري وامتيازات العضو
– من الأحلام الوردية التي ظلت تراود كل المجالس ويترقبها أسر الأعضاء إنشاء النادي الأسري ليكون قبلة لأسر المريخاب ضمن الإمتيازات التي تحفز على إكتساب البطاقة، والمشروع ليس مجرد مباني وحدائق وألعاب بقدر ماهو جملة مفاهيم ونظرات يجب أن تتغير وتواكب.. وبدلاً عن إعتبار مقر النادي قبلة للتصرفات المتفلتة وبعض الألفاظ الصبيانية يتحول إلى مكان تحكمه ضوابط ولوائح قوية ويرتادها الأسر ومن يراعي لحرمة المكان والإنسان على نحو يختلف عما يجري الآن..
* خاتمة
– نادي المريخ مؤسسة كبيرة وعريقة ومافي ذلك شك.. ولكنه يعاني من التقليدية في قياداته مع عدم إتساق واضح بين الطموحات العالية والممارسات المتواضعة والمتخلفة.. وطريق التقدم دائماً واضح وضوح الشمس وسالك إذا وجد من يعمل فيه بتجرد ونكران ذات.. ولكن التلوي في المسير والإنحراف يظهر بسبب المصالح الخاصة مع التقاطعات التي تفرضها الصراعات والمطاحنات وأساليب الضرب تحت الحزام.. وملف العضوية وبما أنه من الملفات غاية الحساسية والتي تبنى عليها كل مشروعات التطور على الأصعدة الرياضية والإجتماعية والثقافية يتطلب الكثير من الجهد لتأطير الفكرة وإحاطة الممارسة بجدار من القوانين التي تفيد المجتمع.. غير ذلك.. تظل عضوية نادي المريخ هو الملف الأكثر حساسية وخطورة.. وبؤرة النكبات في مسيرة النادي.. وتصحيحها يعني تصحيح مسيرة نادي المريخ..!