الجابونا و(الجنقو) يتحكمون في إنتخابات النادي
(خاص – كورة سودانية)
– أبوعاقله أماسا
* لم يشهد نادي المريخ بكل تأريخه وعراقته عملاً يؤسس لعضوية حرة ونزيهة تكون لبنة حقيقية لنشاط ديمقراطي يليق بطموحات الجماهير المريخية على امتداد المعمورة.. هذه الحقيقة قد تكون صادمة لعشاق النادي، وربما لن يتقبلها الأغلبية، ولكنها حقيقة واحدة فقط من الحقائق المجردة التي يجب أن نقف عليها إذا كنا نتطلع بالفعل لحركة إصلاح في المستقبل، خاصة وأن هنالك إتفاق كبير على أن الحديث عن ديمقراطية متكاملة وانتخابات حرة ونزيهة يجب أن يبدأ ولا ينتهي بالعضوية وإصلاحها لتأخذ وضعها في دعم الخزينة أولا كمورد مهم من موارد المال، وكواحدة من أعمدة البناء الديمقراطي السليم..
نصطحبكم اليوم وعبر هذا التقرير الصحفي للوقوف على جملة أرقام وحقائق حول عضوية نادي المريخ، وكونها علة من العلل المتوارثة في هذا النادي عبر مجالس الإدارات المتكاملة…
سجل العضوية
تبلغ جملة عضوية نادي المريخ المعتمدة زهاء الأربعة آلاف عضواً، بينها العضوية الملتزمة المرتبطة وجدانيا وروحياً بنادي المريخ، وهي العضوية التي يلتزم أصحابها بسداد الإشتراكات لسنوات دون الإرتباط بفعاليات إنتخابية أو جمعيات أو موجات حشد واستقطاب، وهذه أرقام محدودة لا تتجاوز المائة وخمسين عضواً.
* فترات طويلة
– المدهش فعلاً أن من بين العضوية الملتزمة أعضاء سددوا لفترات طويلة جداً تراوحت ما بين خمسة إلى عشرين سنة، ومن بين هؤلاء الأعضاء العضو الشاب محمد الأمين وهو من رواد النادي المداومين على التواجد داخل النادي والمواكبين لكل أحداثه في العشر سنوات الأخيرة، برغم أن عمره لم يتجاوز ال35 سنة بعد، وكذلك هنالك من سدد لعشر سنوات وخمس سنوات.. ويظل محمد الأمين هو العضو المثالي.
* عدد من الأموات
– قوائم عضوية المريخ الحالية تشمل عدداً من الأعضاء الذين رحلوا عن الدنيا الفانية ولم تسقط عضويتهم بعد، وظل أسمائهم تنشر مع كشوفات العضوية التي تظهر مع الجمعيات العمومية وعددهم ليس بالقليل، وهذا يفتح الباب للحديث عن السجل الدائم للعضوية، وهل هنالك سجل إلكتروني وإجراءات مؤرشفة بالصورة الحضارية المطلوبة؟
موظفي العضوية وهما العم سالم والأخ عزالدين وهما من أقدم موظفي النادي الذين عملوا تحت إشراف مجالس إدارات مختلفة ولجان عضوية كثيرة إختلفت في سياساتها ودوافعها أصبحا بمثابة مرجعين لسجلات العضوية.. ويعتمدان بشكل واضح على ذاكرتهما وبعض الوسائل التقليدية في إجراءات العضوية، في ظل عدم وجود مرجعية للكشوفات.. إلكترونية كانت أم تقليدية تعتمد على الدفاتر والإيصالات..
* الكشوفات المعتمدة
– هنالك قوائم كشوفات معتمدة لدى المفوضية، وهي الأخرى تعتمد وسائل تقليدية وقديمة لإعتمادها، ولا تعتمد على مرجعيات إرشيفية متوفرة لديها للتقويم والتصحيح، والدليل على ذلك أن عدد غير محدد من الأعضاء لديهم عضويات أندية ومؤسسات رياضية أخرى وهو ما يبرز عدم قانونيتها بنص القانون الذي يشترط إسقاط عضوية المؤسسات الرياضية الموازية للمريخ كشرط، ولكن الواقع يؤكد وجود أعضاء يحملون عضوية أندية أخرى، ومن بينهم أعضاء في الهلال وأعضاء مجالس إدارات في أندية أخرى وكلهم يشاركون في جمعيات عمومية للمريخ.
* الإستجلاب مفسدة واضحة للممارسة
– ظاهرة إستجلاب العضوية ليست جديدة، بل ظلت واحدة من مهددات الإستقرار، ومعوقات الممارسة الديمقراطية الرشيدة، حيث درجت قيادات وأقطاب على حشد واستجلاب أعضاء من خارج مجتمع المريخ من أجل مساعدتهم للوصول لأهدافهم في الإنتخابات، وهي عمليات مرهقة ومضنية للغاية، فضلاً عن أنها كانت سبباً مباشراً في تشويه إنتخابات المريخ عبر السنين، وسبب مباشر في إنحراف العملية الديمقراطية وظهورها مشوهة.. كما أن الناتج من العضوية المستجلبة في الغالب غير مبشر.
* أرقام غير حقيقية
– العضويات المستجلبة وضعتنا أمام حقيقة صادمة وهي أن الأرقام الكبيرة لعضوية نادي المريخ غير حقيقية ولا تعبر عن أصل الممارسة والصورة الزاهية المرسومة للأمر… وبالتأكيد هي صور خادعة تفضحها الحقائق التالية:
هنالك عضوية مناسبات، تحشد قبل الجمعيات العمومية لإنتخاب شخص محدد وترجيح كفته في سباق الإنتخابات وفي الغالب تنتهي بإنتهاء الغرض، لايتم سداد إشتراكاتها بعد الإنتخابات، وأحياناً لا نراها مرة أخرى بنادي المريخ وهي العضوية المستجلبة والأقبح والمعنية بالهجوم.
العضوية المستجلبة كانت تأتي عبر إستجلاب خمسمائة عضواً على سبيل التقدير قبل ثلاثة أشهر فقط من الإنتخابات ويكلف العضو بالحسابات القديمة (15) جنيه رسوم إشتراك.. مع ثلاثة أشهر (30) جنيه كرسوم إشتراكات للفترة المؤهلة للإنتخابات.. مايعني أن 1000 شخص مستجلبين قادرين على قلب الطاولة على كل المريخاب وانتخاب أحد (النكرات) رئيساً..
* (الجابونا) والجنقو يسيطرون على المريخ
بالكيفية التي ذكرناها وسرجنا تفاصيلها سالفاً بقيت العملية الديمقراطية في المريخ رهينة إنحطاط ضمائر، وسباق يحكمه أموال الطامعين في المناصب وأشواق المتكسبين وتطلعات المقهورين.. المتكسبين هم الوسطاء من تجار العضوية وهم كثر ومنتشرين… والمقهورين هم البسطاء الذين يحتلون مكانة (الجابونا) وهم عمال المواسم المستجلبين للقيط القطن في الجزيرة.. و(الجنقو) مسامير الأرض من عمال المواسم في المشاريع الجزيرة.. يستخدمون لأجل أغراض محددة وبمقابل زهيد دون أن يهتموا بالمحصول وصاحبه والأسواق التي تذهب إليه…
نعود ونواصل….