في واحدة من أشرس و أقوي مباريات الدوري لهذا الموسم تمكن الفهد العطبراوي المتحفز من اقتناص النقاط و الصدارة من براثن الزعيم ليعتلي الأول الصدارة بجدارة و اقتدار.
في البدء نسوق التهاني و التبريكات لفتية الأمل و جهازهم الفني و الاداري علي الجهد الذي بذلوه خلال اللقاء و الذي توجه الفريق بصدارة مستحقة صبت بهار الاثارة و التحفيز في كامل البطولة التي كادت أن تتحلل و تموت بفضل سيطرة المريخ و الهلال علي مفاصل القيادة فيها منذ لحظة الميلاد.
انتصار الأمل أعاد الروح للمنافسة و وهبها من اسمه أملاً في أن تنال قليلاً من اثارة الدوري الانجليزي الذي يصعب التكهن ببطله في ظل التنافسية العالية التي تعتري عدداً من الأندية المتواجده فيه.
و كما وصفنا المباراة تحديداً.. فقد كانت معركة لتكسير العظام و قمة حقيقية في أغلب تفاصيلها ما خلا بعض الهنات الصغيرة التي لم تؤثر علي اللوحة الزاهية و الراقية التي منحها حضور المريخ لمدينة الحديد و النار.
المريخ حضر بخيله و خيلائه.. و جمهوره العريض يتقاطر بالمئات لملعب اللقاء و تحتضنه المدينة الوادعة بترحابٍ كبير و بكرمٍ نبيل جُبلت عليه منذ صرخة الميلاد.
و لوحةٍ جميلة تشكلت علي مسرح اللقاء في ظل التشجيع الرائع من أولتراس المريخ و جمهور الأمل الذي دافع و نافح عن حظوظ ممثله في تثبيت أركان الثورة الرياضية الجديدة في العيد السنوي للثورة السودانية المجيدة و التي نالت فيها عطبرة قصب السبق و الريادة.
المباراة في مجملها كانت قوية.. و الفريقان تقارعا علي الكرات بكل استبسال و جسارة و لكن كفة الامل كانت الارجح بسبب المعاناة التي عاشها المريخ في ظل الفقد الكبير لاغلب عناصره المؤثرة و زاد خروج التش مصاباً طين المباراة بلاً.
خط الوسط الاحمر لم يتمكن من مجاراة عنفوان لاعبي الأمل بالتثاقلية العجيبة التي يركض بها نيلسون و اختفاء العجب في اغلب فترات اللقاء ليظهر محمد الرشيد وحيداً و تائهاً وسط ضغط لاعبي الأمل الهائل.
و بشلل الوسط فقدت المقدمة المريخية التمويل المريح خصوصاً بعد خروج التش الذي لم يستفد بديله شلش من فرصة حسم المباراة التي قدمها له النعسان علي طبقٍ من ذهب ليواجه الحارس و يطيح بها الي أعالي أغصان (نيم) ملعب عطبرة العتيق.
الأمل أحرز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة (٧١) و بدلاً من اندفاع المريخ هجوماً لتعويض الهدف و البحث عن نقاط المباراة قام الجهاز الفني بسحب المهاجم الوحيد المتحرك (تيري) و دفع بلاعبٍ محترف لم يُشارك في دقيقة من قبل برفقة المريخ!!
توقعنا من أبو عنجة رمي كل اوراقه في الهجوم.. و للاسف فقد تواصل نفس الاداء الرتيب و الصناعة الأكثر مللاً للألعاب في المريخ الذي يُعاني البطء الواضح في نقل الالعاب من منطقة التحضير للثلث الاخير لمناطق الخصوم مع غياب تام للأطراف بوجود أم بده السلبي (دفاعاً و هجوماً).
عموماً فالمباراة أوضحت لكيغان و لاعبيه أن المحافظة علي درع الدوري السابق لن تتوفر بسهولة.. حتي و ان كان الهلال في أسوأ نسخة ممكنة.. فالأمل العطبراوي المتحفز جاهزٌ و حاضرٌ لمزاحمة رفاق رمضان ما لم تلملم الفرقة المريخية أطرافها سريعاً و تعود للصدارة عبر المباراة المؤجلة التي تملكها و ترفع شعار لا تفريط في النقاط بعد الآن بحول الله و قوته.
نبضات متفرقة
دوري هذا العام غير.. و صدارة الأمل زادت الدوري جمالاً و تنافسية.
الأمل عطبرة ـ حي العرب بورتسودان ـ مريخ الفاشر.. هذه الأندية الثلاث ستقول كلمتها بقوة خلال هذا الموسم.
في تقديري الخاص فالمدافع احمد موسي (تمبش) هو نجم اللقاء الأبرز.. و الأمنيات أن نراه قريباً متوشحاً شعار المريخ.
بوسع الزعيم العودة للصدارة (حسابياً) و نتمني أن تتلطف بنا الاقدار و تقي نجومنا شرور الاصابات و الابتعاد الطويل.
ملاعب الممتاز السيئة هي السبب الأساسي في فقدان أغلب النجوم.
الفريق سيستعيد نجمه المتوهج الصيني بعد عودة المنتخب.. و نتمني أن يتم حلّ سريع و عاجل لتوقف احمد آدم.
للمرة المليون.. اعينوا أبو عنجة بمساعد كفؤ ليسانده و يستشيره في اتخاذ القرارات الفنية.
بعد هدف الأمل توقعنا من المدير الفني تغيير الرسم التكتيكي لــ4:٣:٣ بتقديم رمضان عجب لمثلث الهجوم و اجراء بعض التعديلات داخل الملعب و للأسف فقد قام ابو عنجة بسحب تيري و اكمال المباراة بنفس الرّتم الرتيب!!
المريخ افتقد لميزة الضغط علي الخصم و سرعة افتكاك الكرات بسبب سلبية عناصر الوسط الدفاعي.
محمود أم بده كان الأسوأ بالأمس و ينافسه في السوء نيلسون المتثاقل الحركة.
أم بده ضعيف دفاعياً و يفتقر للمهارات الهجومية اللازمة لاكمال الهجمات و التمويل بالعكسيات.
حكم المباراة (ياسر الله جابو) لم يوفر الحماية اللازمة للنجوم و نتج عن تساهله فقدان خدمات التش بالاصابة من الخشونة الزائدة.
تمنيت أن التقي الجميع من الاحباب و الاصدقاء و بسبب مغادرتي بعد المباراة أعتذر لكل من لم اتشرف برؤيتهم.. و نلتقي إذا مدّ الله في الآجال.
قطب المريخ المضياف بمدينة الدامر (بدرالدين عبدالوهاب) نحرّ الذبائح في استقبال البعثة الجماهيرية التي خَفّت لمناصرة معشوقها.
التحية لأقطاب المريخ الذين يسرّوا أمر حرّكة الجمهور لأم المدائن.. و تحية أكثر خصوصية لأولتراس (مونس) الذي شكل اللوحة الأجمل في ملعب المباراة.