عيد مقدم يحتاج للدعم وليس لـ”الردم”
ضوء القمر
عبد العليم مخاوي
عيد مقدم يحتاج للدعم وليس لـ”الردم”
يعتمد علم التدريب الرياضي في العصر الحديث على الأسس العلمية التي تحقق النمو الشامل لمختلف عناصر الإعداد المختلفة سواء كانت بدنية او مهارية او خططية او نفسية للوصول باللاعب الى أعلى المستويات الرياضية في الرياضة التي يمارسها .
و الإعداد النفسي هو أحد المكونات الضرورية الحتمية في الوحدة التدريبية وبدونه يستحيل إحراز النجاحات في الرياضة.
ويعد علم النفس الرياضي الميداني من أهم المعلومات التي دخلت مجال النشاط الرياضي والتي تسهم بقدر كبير في تطوير وتنمية القدرات حيث هنالك نصيب كبير لعلم النفس الرياضي لوصول اللاعب الى أعلى المراتب الرياضية عن طريق دراسة الشخصية الرياضية ومعرفة أفضل السبل التي تجعل هذا اللاعب او ذاك في أفضل حالاته لتقبل جرعات التدريب وكذلك مقابلة المنافس في أحسن حالة وبالتالي التغلب عليه,حيث أصبح الإعداد البني والمهاري والخططي في متناول الجميع وبالإمكان الوصول بها الى اعلى المستويات وأصبح أبطال العالم متقاربين في هذه العناصر من حيث المستوى ولذلك أصبح التنافس الان للوصول باللاعب من جانب الاعداد النفسي الى أفضل حالاته وذلك لتحقيق الانجاز,وان هدف علم النفس الرياضي هو إيجاد الحلول الايجابية لجميع المشاكل التي يعاني منها الفرد الرياضي والمتعلقة بالشخصية.
وخلال السنوات الاخيرة استعانت انديتنا الرياضية المختلفة بالمعدين النفسيين بغرض الوصول باللاعبين الى اعلى المستويات وليتمكنوا من الوصول الى فورمة عالية من الجاهزية الفنية والبدنية والذهنية من خلال الجلسات التي يعقدها المعد النفسي مع اللاعبين ليتمكن من إمتصاص الضغوطات التي يعاني منها اللاعبون ليستعيدوا افضل ما عندهم من مستوى ويقدموا الاضافة الحقيقية للفريق ويسهموا بقدر كبير في قيادة النادي لتحقيق الانتصارات وحصد الالقاب والانجازات على كافة المستويات.
حيث تابعنا في السنوات الخمس الاخيرة استعانة بعض الاندية ببعض الاسماء المختصة في مجال علم النفس الرياضي والذين اسهموا في إنتشال لاعبين مهمين ومؤثرين وتحفيزهم “نفسياً” ليستعيدوا مستوياتهم.
إلا اننا في السنوات الاخيرة أهملنا هذا الجانب المهم في تكوين الاطار الفني الذي اقتصر فقط على المدير الفني وعدد من المساعدين ، مدرب عام، مساعد مدرب، مدرب حراس مرمى، معد بدني ، محلل أداء، وغابت الجوانب النفسية تماماً وهي من الاهمية بمكان في اي اطار فني “متكامل” لاي نادي ينشد التطور.
ما قادني لهذه المقدمة الطويلة هو الهجوم الذي يتعرض له لاعب الهلال عيد مقدم من “بعض” جماهير واعلاميي الهلال في الاونة الاخيرة بعد ان تراجع مستوى اللاعب ولم يقدم افضل ما عنده على الرغم من انه كان من الاسماء المهمة في الهلال في حقبة البرتغالي ريكاردو فورموزينهو ومواطنه جواو موتا ، فهل تساءل الاهلة عن اسباب تراجع مستوى عيد مقدم ؟ أم أنهم “يردمون” فقط من اجل “الردم” وليس معرفة الاسباب الحقيقية التي ادت الى تراجع مستواه على الصعيدين الفني والبدني ، فمن المعروف بأن تراجع مستوى اللاعب فنياً وبدنياً له العديد من الاسباب منها ما هو “نفسي” وهو الجانب الذي نغفله ونظل نبحث عن اسباب اخرى غير “نفسية”.
اتمنى من القطاع الرياضي بالهلال ودائرة الكرة ان يجلسوا مع عيد مقدم ويتعرفوا على الاسباب الحقيقية التي ادت الى تراجع مستواه حتى يستعيد اللاعب بريقه المفقود ويقدم كل ما عنده للهلال فهو من اللاعبين الذين لا غنى عنهم بالهلال.
أجلسوا مع عيد مقدم فهو يحتاج للدعم وليس للردم.
اللهم ارحم أمي عشة والسر واغفر لهما واجعلهما من اصحاب اليمين.
