صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

غزو الشائعات من اخطر انواع الحروب

56

الواقع في سطور
اعتصام عثمان

غزو الشائعات من اخطر انواع الحروب

الإشاعات من اكبر واخطر حروب الجيل الرابع فتعرف الشائعه على أنها خبر أو مجموعة من الاخبار الزائفة التي تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتداولها بين العامة ظنا منهم علي صحتها، ودائماً ما تكون هذه الأخبار مثيرة، ودائما تفتقر هذه الشائعة علي المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحته، وتهدف هذه الاخبار إلي التأثير علي الروح المعنوية والبلبلة وزرع بذور الشك، وقد تكون هذه الشائعه في عدة مجالات عسكريه أو سياسيه أو اقتصاديه أو اجتماعيه. وأتفق العلماء والمختصون في هذا المجال علي أن الشائعه تعد من أحد أساليب الحرب النفسية فقد ورد في جميع كتب الحرب النفسية أن الشائعه أسلوب من أساليبها، أو وسيلة من وسائلها مثلها مثل الدعاية وغسل الدماغ وافتعال الفتن والأزمات وغير ذلك من الأساليب الكثيرة الشائعه تمس أحيانا أحداثا مثل الحرب والتظاهرات والفيضانات والكوارث وارتفاع الأسعار والعلاقات السياسية والموضوعات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية وانتشار الامراض الخطيرة مثل انفولونزا الطيور وجنون البقر وتلوث بعض الادويه وتداولها بين الناس وهي تحمل سم قاتل في الحال
ويقول خبراء علم النفس، منذ سنوات وسنوات قاعدة تقول: «إن الناس مستعدون لتصديق الكذب، مهما بدا زيفه، إذا ما صادف هواهم، وتكذيب الصدق، مهما بلغ وضوحه، إذا ما خالف هواهم»…. وتصنف الشائعات من حيث طريقة وسرعة انتشارها فهناك : الشائعة الزاحفة: وهي التي تروج ببطء ويتناقلها الناس همسا وبطريقة سرية تنتهي في آخر الأمر إلى أن يعرفها الجميع… وهناك الشائعة العنيفة: وهي تتصف بالعنف، وتنتشر انتشار النار في الهشيم و هذه الشائعات اليوميه الخطيرة
وتعد الشائعه أهم أساليب ووسائل الحروب النفسية والاجتماعية لأنها تستعمل بفاعلية في وقت الحرب وكذلك وقت السلم وتتميز بشدة تأثيرها علي عواطف الجماهير وقدرتها الكبيرة علي الانتشار وفاعليتها العظيمة التي تبدأ منذ وصولها إلي المكان الموجه إليه، وقد أظهرت دراسات عديدة علي تفوقها عن الحروب العسكرية ومدي خطورتها علي تفكك المجتمعات ويرجع الفضل لانتشار هذه الشائعات مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الصفراء والقنوات الفضائيه الموجهه من مخابرات الدول المعاديه واصحاب المصالح لهدم البلد وفي ظل الانفتاح التكنولوجي وانتشار وسائل الاتصال اذدادت الخطورة اكثر واكثر حين تاتي الشائعه علي هوا الشخص دون وعي يقوم بنشرها بكبسة زر دون الوعي بمدي خطورتها علي البلد وعليه هو شخصيا وهنا ياتي دور الاعلام والصحافة الورقيه والالكترونيه بدور فعال لتكذيب الشائعه واظهار الحقيقه بالاثبات والادله الموثوق بها وايضا المثقفون ورجال الدين ودورهم علي نشر الوعي الثقافي والوازع الديني للحد من الشائعات المغرضه والسب والقذف والتشكيك في نزاهة القائمين علي اعمال الدولة بانهم يسمحون بدخول اطعمة بلاستيك داخل البلد تحتوي علي مواد سامة وغيرها من الشائعات ولذا تقوم الدوله عن الاعلان الدائم وبكل شفافيه عن جهود الرقابة الاداريه في الكشف عن كثير من الجرائم والاختلاسات الحقيقيه بالاسماء والادله وجهود الجيش والشرطه بالقبض علي الخارجين عن القانون وعمليات التهريب والارهاب والفساد.
وعلاج الإشاعات إنما يكون بوأدها في مهدها قبل تفاقمها والامتناع عن إذاعتها “حتي وإن صحت في حقيقة الأمر” فيجب عدم ترويجها لأننا لا نعرف أبعادها وإلي هذا أرشدنا الله تعالي بقوله : “وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا” “النساء:83”
فأمرنا عز وجل برد الأمور سواء من الأمن أو الخوف إلي أولي الأمر وأصحاب العلم أولاً قبل إذاعتها والتكلم فيها حتي يكون الكلام فيها وإذاعتها عن بينة وتثبت وتحقق من شأنها.
قال تعالي : “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علي مافعلتم نادمين” “الحجرات:6”.
وبالإضافة إلي ما سبق فإن المولي عز وجل يرشدنا إلي السلوك الإسلامي القويم عند رواج شائعة خطيرة: وجوب حسن الظن بالنفس وبالغير و التحقق ومطالبة مروجي الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمن شهدها و عدم تلقي الشائعة بالألسن و عدم الخوض فيما ليس للإنسان به علم ولم يقم عليه دليل صحيح . و عدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة واعتبارها أمراً هيناً وهي عند الله عظيمة . وإذا وردت إلي مسامعنا شائعة يستحب أن نقول : “ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم” “النور :16”.

وبهذا يتبين لنا جريمة ترويج الشائعة وما امرنا به الله عز وجل فعلي كل وطني مؤمن ان يفكر جيدا قبل ترويج اي خبر لم يعرف مصدره اومدي خطورته علي البلد نتمني من الله ان يحفظ بلدنا وكل الشعوب العربيه من جحيم الفتن ما ظهر منها وما بطن.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد