فرصة أخيرة..!

زووم

ابوعاقلة اماسا

* كثر الحديث عن (الإستقرار) في المريخ حتى أن بعضهم يلوك هذه الكلمة ويرفعها كشعار وهدف دون أن يصل الناس لتعريف شامل ليفهم الناس المعنى ويقاتلوا من أجل تحقيقه عن قناعات راسخة.. وحتى لايكون الموضوع كله عبارة عن عملية خم.
* البعض يعتقد.. بل ويروج لأن كلمة (الإستقرار) تعني الكف عن الإنتقادات والحديث عن الإخفاقات والإنضمام للإجماع السكوتي بالمصطلح السياسي المبتدع، أو مايشبه قطيع الضأن الذي يساق إلى أي اتجاه دون أن يعترض أو يعبر بحرية، ومن هذا المعنى يتهمون كل من ينتقد بأنه يستهدف هدم الإستقرار.
* ما بين المفهوم الذي استعرضته عاليه ومعنى الإستقرار الحقيقي في الأندية الرياضية مساحات شاسعة تحتوي الكثير في أصول وأساسيات العمل الرياضي ومفاهيم إدارة المؤسسات الرياضية، وبالمنهج الذي تسير به معظم الأندية السودانية لايمكننا الحديث عن تطور ونتائج إيجابية أو على الأقل أداء سلس يحقق الحد الأدنى من المتعة.. مع العلم بأن كرة القدم في أساسها لعبة إمتاع.. تبدأ بإستمتاع اللاعب بالأداء كعنصر أساسي، ثم إستمتاع الحكم بعمله، والمدرب وتكون متعة الإداري في تحقيق النجاحات والبطولات.. وذلك لا يتحقق إلا بتحديد الهدف والمنهج العملي المتفق عليه والهيكل الإداري المتبوع بالوصف الوظيفي السليم..
* ما نتابعه في أنديتنا ومؤسساتنا الرياضية يعتمد على إجتهادات وأمزجة إداريين غالبيتهم بلاهدف واضح سوى تلميع الإسم والبحث عن المكانة الإجتماعية.. أما تحقيق الغايات الرياضية فذلك غير مطروح بين الأهداف… ومع ذلك يحلم الناس بتحقيق دوري أبطال أفريقيا على مستوى الأندية على سبيل المثال، ونهائيات كأس العالم على مستوى المنتخبات.. وهذه في الواقع تسمى: (أحلام زلوط).. ومهما كانت حظوظنا ومحاسن الصدف فإن السقف هو بلوغ نهائيات الأمم (كان وشان) ودور الأربعة في بطولات الأندية، ومؤهلاتنا لهذه الإنجازات حتى الآن لاتخرج من: (إجتهادات الإدارات.. الإنفاق المالي والإعلام غير الصادق).. أما من ناحية التنظيم الإداري فالرياضة السودانية حصادها صفر كبير.
* في إعتقادي أن الإستقرار لا يتحقق إلا بالتنظيم الإداري الجيد، تحديد الأهداف بدقة.. مع تحديد الوسائل المساعدة على تحقيق هذه الأهداف.. والأهم من كل ذلك الخروج من دوامة (توافه الأمور) التي تدور فيها الرياضة السودانية والأندية تحديدا وتهدر فيها قدراتها بنسبة 90%.. من دواعي ومسببات الصراعات.. فغالبيتها خارج موضوع تطوير الرياضة والأندية، ومضاد تماما لأهداف الإستقرار.
حواشي
* تخطيط إداري محكم يعتمد على هيكل إداري واضح مصحوب بوصف وظيفي جيد يحول بين العاملين والصدامات وتداخل الإختصاصات، والإستعانة ببعض المختصين كل في مجاله.. والدورة المستندية الكاملة وتحقيق الموازنة وفقا للنظريات الإقتصادية بين الدخل والمنصرف.. غير ذلك سيبقى الإستقرار شعارا بعيد المنال.
* وسنظل نسبح .. مالم نغرق.. في دوامة الصراعات.. وكلما مر الوقت بعدنا أكثر عن البطولات..!
* في بلد يخلو من المدارس والمنتديات التي تملك اللاعبين المهارات الأساسية في فنون وثقافة اللعبة يكون من الخطل الإعتماد اللاعب الجاهز لتحقيق البطولات الخارجية.. لأنه لايوجد لاعب جاهز في الأساس حتى نعتمد عليه..!
* معظم نجوم الشباك والصف الأول في السودان الآن لو عرضوا على الخبراء ستكون نتيجتهم: (خلل كبير في البنيان الجسماني.. أو خلل في المهارات الأساسية مع توفر البنيان الجسماني.. أو خلل كبير في الثقافة الرياضية اللازمة لإستيعاب المنهج الإحترافي)..!
* هذا مانكتبه بعد نهاية كل موسم بعد أن يتوج الأبطال وتظهر النتائج ونتذيل نحن قائمة دول العالم خلف أصغر الدول وأقلها سكانا..!
* نفرح للدول الأخرى ونتعصب في تشجيعها.. نرفع أعلام المغرب لأنها دولة عربية فازت على دولة أفريقية وبلغت نهائيات مونديال روسيا، ونفرح للوداد لأنها (فشت غبينتنا) في المصريين.. ونفرح للسنغال لأنها دولة مسلمة قريبة في طبيعتها من السودان… في أي متاهة نحن بالله عليكم؟
* في المريخ يجتهد البعض في وضع العراقيل أمام مجلس الإدارة المنتخب، وحتى الوزارة الولائية لم تدرك بعد أن طريقتها في التعامل مع هذه الأندية نتج عنها عزوف كامل عن دخول مجالس الإدارات والتطوع للخدمة.. وأنا أتوقع أن نبلغ مرحلة لانجد فيها من يتقدم لمجالس الإدارات..
* أغرب شيء ياحكومة ولاية الخرطوم وما لايصدق أبدا أن نرفض من يبدي الرغبة ويتطوع للخدمة.. ونركض وراء من يرفض لنقوم (بتحنيسه) للقبول… كيف هذا ومن أجل ماذا؟
* مالم تتغير هذه المفاهيم فلا بطولات.. ولا نهائيات.. ولا حتى أداء ممتع لكرة القدم السودانية.. ولانتائج تسر الأنصار..!