صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فساد متعدد المجالات

34

خارطة الطريق
ناصر بابكر
فساد متعدد المجالات

* حتى لحظة كتابة هذا العمود (عصر الأحد 22 مارس)، لم يصدر المريخ أي بيان جديد أو يُحدِّد موعداً قاطعاً لاجتماعٍ يدرس من خلاله ما توصّلت إليه لجنة تقصي الحقائق التي تم تكوينها يوم (19 مارس)، إلى جانب قرارات المجلس حول ما تمّ في ملف الاستثمار.. مع أن التجاوُزات التي حدثت في هذا الملف لا تحتاج إلى كل هذا الوقت لتوضيحها، سيما وأنّ هوية من وقّع على العقد من جانب مجلس المريخ ومن فوّضه باتت معروفة، كما أنّ عضو لجنة الاستثمار الذي وقّع إنابةً عن المستثمر باتت معروفة، وكذا الحال بالنسبة للعقد الذي تم توقيعه.
* التأخير في حسم القضية يزيد من مخاوف الشارع المريخي التي بدأت منذ إعلان أسماء لجنة تقصي الحقائق في ظل استمرار تغييب الدائرة القانونية للنادي، إذ رجح كثيرون أن يكون الغَرض من تكوين تلك اللجنة هو إيجاد مَخرج للقضية يقود المجلس للتجاوُز عن أعضائه الذين شاركوا في العبث الذي تم في هذا الملف، سيما في ظل الأنباء التي تتردّد عن أن كل ما حدث كان بعلم آدم سوداكال وموافقته، وأنّ خطواته اللاحقة ما هي إلا محاولة للتغطية على مُشاركته، وهو ما جعل كثيرين يجزمون أن المجلس لن يجرؤ على محاسبة أحد من المُتورِّطين حتى لا يفضح من تتم مُحاسبته عن كل خبايا وكواليس الملف ويكشف حقيقة كل من شارك فيه.
* وإن كان بطء المجلس في حسم القضية ووضع النقاط على الحروف مُتوقّعاً لأنه يبحث عن مخرج لأعضائه المُتورِّطين، فإنّ النقطة المُثيرة للتساؤلات تبقى حول تأخُّر أعضاء نادي المريخ في اتّخاذ خطوات عملية لحماية مصالح النادي وحقوقه وتأجيل خطوة فتح بلاغ لدى نيابة المال العام انتظاراً لما يفعله المجلس.. إذ لا يبدو أنّ انتظار تعامُل المجلس مع القضية أمراً مُجدياً لأنه حتى حال فاجأ القاعدة الحمراء بمُحاسبة المُخطئين وتجميد عملهم، فإنّ تلك الخطوة لن تكون كافية لبدء رحلة ضرب أوكار الفساد التي تتطلّب وضع كل مفسد في مواجهة القانون لينال ما يستحقه من جزاءٍ ويكون بمثابة عظة وعبرة لمن يُفكِّر في أن يسلك هذا الطريق مستقبلاً.
* قضية الاستثمار شهدت كل أنواع التجاوزات، وعندما تضعها تحت المجهر لتبحث عن الأسباب التي تفتح الباب أمام تلك المُمارسات فتجدها تتلخّص في كلمة واحدة وهي (الفوضى) من غياب للمؤسسية والنظام بصورة تفتح الباب أمام كثير من المُستلقين والمتطلعين والطامعين للتغلغل في النادي ومن ثم تجاوز صلاحياتهم وحدود مهامهم وصناعة الكثير من الغلاغل والفتن والمشاكل وتقسيم المجلس إلى كتل ليسهل عليهم من بعدها تنفيذ أجندتهم والوصول إلى أطماعهم.. فلو كان النادي يُدار ولو بالحد الأدنى من المؤسسية، ولو كانت الشفافية حاضرة وإدارة المال تتم بالطريقة المثلى، لما وجد كل طامع وكل من يفكر في تحقيق مصالح خاصة على حساب النادي الفرصة للوصول إلى ما يصبو إليه، لكنها الفوضى التي تعتبر المنفذ الأكبر للفساد.
* تداعيات هذا الملف، قادتني على المُستوى الشخصي للتوصُّل إلى حقائق يشيب لها الرأس حول شخصيات يبدو أنها تعيش بالكامل على الاحتيال وفي كل المجالات، مُستغلةً حُسن نية بعض أصحاب المال من ناحية، ووجود الكثير من الأرزقية وضعاف النفوس في الوسط الرياضي مِمّن لا يتورّعون في فعل أيِّ شيءٍ وكل شيءٍ من أجل مصلحة مهما كانت كبيرة أو صغيرة.
* وقريباً بإذن الله تعالى وبعد أن يكتمل تجميع كل الخيوط، نبدأ في فضح تلك الشخصيات وعلى رأسها شخصية لعبت دوراً بارزاً في الكثير من الأزمات والمشاكل والصراعات والتجاوُزات التي تمّت في الفترة الفائتة والتي ساعدنا هذا التحقيق على جمع الكثير من المعلومات بشأنها وبشأن مُمارستها للاحتيال على الكثيرين وفي مجالات مُتعدِّدة قبل أن تجد الطريق سالكاً في المريخ مُؤخّراً لتنفذ إليه وتنفث سمومها في كل الاتجاهات مُستغلةً بعض المُنتفعين الذين ابتلى الله بهم الوسط الرياضي بشكل عام والمريخ بكل تأكيد ليس استثناءً.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد