هلال وظلال
عبد المنعم هلال
فلوران .. ثلاث سنوات من التجميل دون تتويج ..!
ـ حين أعلن الهلال في منتصف عام 2022 تعاقده مع المدرب الكونغولي فلوران إيبينغي تعلقت الآمال وارتفعت التطلعات واعتبرته الجماهير (رجل المرحلة) الذي سيحمل الفريق إلى القمة القارية واضعين ثقتهم في تجربته السابقة مع فيتا كلوب ونهضة بركان.
ـ فلوران جاء بمشروع متكامل (على الورق ) عنوانه بناء فريق قوي ومتجانس ينافس على البطولات الأفريقية ويستعيد هيبة الهلال قارياً.
ـ اليوم وبعد مرور ثلاث سنوات كاملة لا تزال الجماهير تنتظر (الثمرة) التي لم تنضج وتتساءل بمرارة ماذا قدم فلوران ..؟ وماذا حصد الهلال ..؟ وهل يستحق فلوران الاستمرار ..؟
ـ نتائج محلية ناجحة لا تسمن ولا تغني من جوع
حققها فلوران حيث فاز بلقب الدوري الممتاز وقدم عروضاً قوية أمام الأندية السودانية لكن هذا النجاح لم يكن كافياً لجمهور الهلال الذي لا يرى في البطولات المحلية سوى واجب لا مفر منه فالهلال ناد يطمح للألقاب القارية والاحتفالات المحلية لا تطفئ ظمأ المجد الأفريقي.
ـ تكرر الإخفاق القاري في دوري أبطال أفريقيا ولم يتمكن فلوران من قيادة الفريق إلى نصف النهائي بل إن الهلال خرج مرتين على يد الأهلي القاهري واحدة منها بنتيجة ثقيلة عكست حجم الهوة بين الطموح والواقع.
ـ تكررت الخيبات وتقلص الأمل وتحول المشروع الموعود إلى سراب بل أن خروج الهلال المتكرر من البطولة الأفريقية شكل جرحاً غائراً في قلوب الأنصار خصوصاً أن الفريق بدا في بعض المباريات كمن يلعب بلا روح أو خطة واضحة.
ـ هنالك سلبيات فنية لا تغتفر ومن أبرز المآخذ على فلوران غياب التوليفة الثابتة وتغييره المستمر للتشكيلة والإصرار على لاعبين رغم تراجع مستواهم والاعتماد المفرط على المحترفين الأجانب على حساب المواهب الوطنية الشابة التي اثبتت وجودها.
ـ ضعف قراءة الخصوم خاصة في المباريات الكبيرة والعجز عن إدارة الأوقات الحاسمة وافتقار الفريق للثقة عند مواجهة الفرق الكبرى.
ـ عدم تطور الأداء الفني للفريق واعتماد فلوران على استراتيجيات تقليدية لم تجد نفعاً في المواجهات الحاسمة .
ـ هنالك بعض السلبيات في سياسة التعاقدات والاستغناءات التي شارك فيها فلوران حيث اعتبرت بعض الصفقات مكلفة دون تحقيق العائد المطلوب والاستغناء عن بعض العناصر الجيدة وتسجيل من هم أقل مستوى مع وجود شكوك حول تأثير (السماسرة) في القرارات .
ـ هنالك إيجابيات محدودة لا تغير الحكم النهائي ورغم كل ما سبق لا يمكن إنكار أن فلوران جلب انضباطاً تنظيمياً داخل الفريق وساهم في تطوير بعض اللاعبين بدنياً وتكتيكياً وخلق بيئة تدريبية جيدة وحافظ على مركز الفريق التنافسي محلياً وقارياً رغم التحديات كما أظهر تمسكاً ببعض عناصره المفضلة وخلق استقراراً إدارياً في ناد عُرف بالتغيير المستمر لكن هل كل ذلك يغني عن لقب قاري وهل يبرر سنوات الانتظار ..؟
ـ يبدو أن سقف إمكانياته فلوران قد وصل إلى حدوده خاصة بعد الفشل في البطولات الكبرى .
ـ القرار المنتظر هو البقاء أو الرحيل وفي ضوء هذه الحصيلة فإن استمرار فلوران يبدو خياراً عاطفياً أكثر منه منطقياً ثلاث سنوات بلا لقب قاري وبلا نقلة نوعية واضحة كافية لأي ناد طموح لاتخاذ القرار الأصعب إنهاء التعاقد والبحث عن رؤية جديدة ومدرب جديد.
ـ الاستمرار تحت شعار (الاستقرار الفني) لم يعد يقنع الجماهير خاصة بعد (الضربات المتتالية) في البطولات الأفريقية.
ـ الوداع أفضل من مزيد من الألم لذلك نقولها بصوت محايد شكراً فلوران على ما قدمت لكن الهلال أكبر من مشروعك الذي لم تستطع تحقيقه وجماهيره أرهقها الانتظار.
الهلال لا يحتاج إلى من يجرب عليه بل إلى من يقوده بثقة نحو المجد.
قد يعجبك أيضا