هلال وظلال
عبد المنعم هلال
فلوران في الميزان
ـ علاقة المدرب فلوران إيبينجي مع لاعبي الهلال السوداني تتمتع بطابع متشابك بين الصرامة والاحترام المتبادل. ـ فلوران المعروف بنهجه الاحترافي والصارم في التدريب يسعى لبناء فريق متماسك يمكنه المنافسة على البطولات القارية ويتميز المدرب بطريقته المنظمة في العمل حيث يولي أهمية كبيرة للانضباط الأمر الذي أكسبه احترام اللاعبين وثقة الإدارة لكنه في المقابل يواجه تحديات تتعلق بتكوين توليفة ثابتة.
ـ من أبرز سمات علاقة فلوران مع لاعبي الهلال هو التركيز على الأداء الفردي والالتزام بتكتيكاته خصوصاً في ظل تواجد عدد كبير من اللاعبين المحترفين والأجانب الذين يحاولون التكيف مع متطلبات اللعب في الدوري السوداني والمنافسات القارية ورغم هذه الاختلافات يظهر أن فلوران يحاول خلق بيئة تتسم بالاحترام والاحترافية حيث يشجع لاعبيه على العمل الجماعي والالتزام بتعليماته الصارمة داخل الملعب كما أن فلوران يعتمد بشكل ملحوظ على بعض اللاعبين مثل والي الدين بوغبا الذي يراه لاعباً أساسياً في خط الوسط ويستند إلى رؤيته التكتيكية وتوجيهاته ويرى فلوران أن الأداء الميداني هو المعيار الأساسي وهذا ما يجعل اللاعبين يلتزمون بتعليماته رغبة في كسب ثقته وحجز مكانهم في التشكيلة الأساسية ومع ذلك فإن هذه العلاقة تواجه ضغوطاً من الجماهير والإعلام خاصة مع عدم تحقيق الفريق لطموحات مشجعيه في البطولات القارية مما يضع فلوران ولاعبيه في دائرة الانتقادات.
ـ آراء لاعبي الهلال في المدرب فلوران إيبينجي تتراوح بين التقدير لشخصيته القوية ونهجه الصارم وبين التحدي الذي يفرضه أسلوبه التكتيكي المطلوب ويعرف فلوران بين اللاعبين بصرامته وانضباطه العالي وهذا يتطلب منهم بذل جهد إضافي للالتزام بتعليماته.
اللاعبون ينظرون إلى فلوران باحترام خصوصاً أنه يمتلك خبرات دولية ويعتبر مدرباً ذو مستوى فني مرتفع حيث أشرف على تدريب أندية ومنتخبات في إفريقيا وحقق نجاحات ملموسة سابقاً.
ـ بعض اللاعبين، خصوصاً أولئك الذين يعتمد عليهم فلوران في التشكيلة الأساسية يشعرون بالرضا والثقة بالعمل تحت قيادته مثل والي الدين بوغبا الذي يعتبره فلوران أحد العناصر الأساسية في خط الوسط وهؤلاء اللاعبون يرون أن فلوران يقدم لهم دعماً ويتيح لهم الفرصة لتقديم أفضل ما لديهمويشعرون بأن لديه رؤية واضحة للارتقاء بمستواهم وتعزيز أدائهم.
ـ بشكل عام يبدو أن اللاعبين يدركون أن فلوران يحاول تطبيق نهج احترافي صارم ويقدرون التحدي الذي يفرضه عليهم لكن آراءهم تتفاوت بين من يرونه مدرباً يمكنه دفع الفريق لتحقيق الإنجازات وبين من يتطلع لمزيد من الفرص للمشاركة وإثبات جدارته ضمن التشكيلة.
ـ العلاقة بين فلوران إيبينجي ومجلس إدارة نادي الهلال السوداني تتسم بالتعاون والثقة المتبادلة حيث تنظر إدارة الهلال إلى فلوران كمدرب لديه رؤية قادرة على تحقيق الطموحات القارية للنادي ورغم الضغوطات الجماهيرية والإعلامية التي تلاحقه بسبب الأداء المتذبذب للفريق وعدم التوصل لتشكيلة ثابتة إلا أن الإدارة لم تفقد ثقتها به إذ تراه مدرباً على مستوى عالٍ ويملك الخبرات التي تمكنه من تطوير الفريق.
ـ يعود تمسك إدارة الهلال بفلوران إلى عدة عوامل منها رؤيته التطويرية للفريق وقدرته على إدارة اللاعبين المحترفين والأجانب ومحاولته بناء أسلوب لعب جماعي ومنظم رغم الصعوبات التي تواجهه في تثبيت التشكيلة لكن استمراره في تدريب الهلال مرهون بتطوير الأداء وتحقيق نتائج إيجابية ترضي تطلعات جماهير النادي المتعطشة.
ـ إذا تمكن فلوران من تحقيق إنجازات ملموسة أو على الأقل إظهار تطور واضح في الأداء، فمن المرجح أن تواصل الإدارة دعمها له وتعزز استمراره أما إذا استمر الفريق في تقديم أداء أقل من المتوقع فقد تضطر الإدارة إلى اتخاذ قرار بإجراء تغييرات في الجهاز الفني تلبية لرغبات الجماهير وضمان تحقيق أهداف النادي.
ـ أما علاقة المدرب الكونغولي فلوران إيبينجي بجماهير نادي الهلال فتمثل لوحة معقدة تجمع بين الطموح والأمل والضغوط الكبيرة التي تمارسها هذه الجماهير المتعطشة للإنجازات فمنذ أن تولى فلوران قيادة الجهاز الفني للفريق وضعت جماهير الهلال آمالًا عريضة عليه حيث رأت فيه المدرب الذي قد يقود الهلال إلى المجد الإفريقي فبخبرته الطويلة في القارة الأفريقية ومعرفته بتضاريس البطولات القارية كانت الجماهير تنتظر من فلوران أن يقدم إضافة نوعية للهلال خاصة في دوري أبطال إفريقيا.
ـ إن صبر جماهير الهلال له حدود خاصة في ظل انتظارهم الطويل لتحقيق الألقاب القارية وقد زادت هذه الضغوط مع وعود الإدارة المتكررة بدعم الفريق لتحقيق طموحات الجماهير ما وضع فلوران في موقف اختبار دائم ورغم أنه يلقى دعماً من مجلس إدارة النادي إلا أن الجماهير تتوقع نتائج سريعة ويبدو أن استمرار فلوران في قيادة الهلال سيظل مرهوناً بمدى تحقيقه لهذه النتائج قريباً.
ـ لعلاقة بين فلوران وجماهير الهلال تتأرجح بين الإحباط في بعض الأحيان والأمل المتجدد في أحيان أخرى فكلما حقق الفريق أداءً جيداً تعود الجماهير لتجديد ثقتها بفلوران لكن في حال تراجع الأداء أو النتائج تبدأ موجة الانتقادات والضغوط بالتصاعد وقد أثبت فلوران أن لديه القدرة على تحمل هذه الضغوط ومحاولة التعامل معها بمرونة إلا أن الصبر الجماهيري لا يزال اختباراً مستمراً له فهل سيتمكن فلوران من كسب ثقة الجماهير بشكل كامل من خلال تحقيق لقب قاري يعيد للهلال مجده المنتظر ..؟ أم أن صبر الجماهير سينفد قريباً في حال عدم تحقق تلك الطموحات ..؟ الكلمة الأخيرة ستكون في الملعب حيث ستقرر النتائج القادمة في دوري المجموعات لبطولة الأندية الأفريقية الأبطال مصير هذه العلاقة ومدى استمرارها.