الخرطوم ــ محمد جمال قندول
تحمل الأغنية السودانية في طياتها تنوعاً ثقافياً رسم فسيفساء على امتداد التاريخ، ولفن الغناء الشعبي مقام خاص لما يتمتع به من تاريخ خاص في سماء الفن والموسيقى بالبلاد. ومر الكثيرون لرسم الإبداع عبر هذا المساق المحبب للمستمعين السودانيين أبرزهم الفنان “كرومة، “زنقار”، “بادي محمد الطيب”، “خلف الله حمد”، الجاغريو و”قيقم”، وغيرهم لا تسع المساحة لذكرهم. واحتل الغناء الشعبي موقعاً متقدماً في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي قبل أن يترنح أواخر التسعينيات ليتلاشى وينعزل بعيداً. ويحتل الغناء الحديث مقدمة الركب ويتدهور فن الغناء الشعبي الذي بات يعيش على قديمه بلا جديد يذكر.
(1)
الكثيرون برروا غياب الأغنية الشعبية عن الصورة الموسيقية بالبلاد لقلة المنابر المتاحة لها مقارنة بالماضي، بجانب التفاف الشباب بالأغنية الحديثة والتي بدورها أحكمت السيطرة على المحطات الفضائية والإذاعات، وغيرها من منابر الإعلام وباتت هي الأولى قيمة وعرضاً.
أضف إلى ذلك أن أعضاء فن الغناء الشعبي خاصة من الأصوات الشبابية غير مهتمين بالاجتهاد لتجديد وترسيخ مفهومه لدى الأوساط، بجانب رحيل أغلب عمالقة الغناء الشعبي من الدنيا وهو الذي شكل خللاً يصعب معالجته، نتج عنه فراغ بلا جيل كافٍ لإعادة السيطرة على زمام الأمور ومقارعة باقي الأنماط الغنائية الأخرى.
(2)
غير أن المطرب الشعبي “يوسف البربري” يجزم بمحافظة فن الغناء الشعبي على ريادته بالإقبال الكبير من الفنانين عليه، بجانب الانتشار السريع والمدهش له في وسط الشباب.
وأضاف في حديثه بأن تجربته الشخصية تؤكد له يومياً عبر الحفلات التي يحييها، بأن الشباب الأكثر رغبة بالاستماع إلى الأغنيات الشعبية، بجانب التركيز عليها في البرامج التوثيقية، نافياً ما يتردد عن إحجامهم بالوسائط الإعلامية .
(3)
“القلع عبد الحفيظ” الأمين العام لاتحاد فن الغناء الشعبي، قال بأنهم في الاتحاد يمضون في ثورة لتطوير الأغنية الشعبية وإرجاعها إلى سيرتها الأولى. وأضاف في حديثه بأنهم بصدد إحياء مهرجان تنافسي للغناء الشعبي .
وعن أسباب تراجع الأغنية الشعبية يقول: لم تكن هنالك أسباب تراجع بقدر ما كان إحجاماً من الإعلام والذي تسبب في فرض فنانين بعينهم، ومجالات كثيرة أولى بها الأصوات المبدعة