صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فوبيـــــا الحسد….الشماعة التي نعلق عليها أخطائنا!!

285

الواقع في سطور

اعتصام عثمان

فوبيـــــا الحسد….الشماعة التي نعلق عليها أخطائنا!!

استقر عند بعض الناس مبدأ تجنب التصريح بشؤونهم حتى للمقربين من الأهل والأصدقاء متسلحين بالحديث النبوي: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود”. أثا…ر اهتمامي ما رأيته من المبالغة عند بعض ممن يحيطون بي ولعلك تشاركني في هذا عزيزي القارئ ، فالتطرف الذي أعنيه هو الحرص على التكتم والتوجس الذي ابتلي به الناس خشية الآخر فالكل – سبحان الله- عرضة للحسد والإصابة بالعين، وكل من حولنا تحول إلى متربص مستعد أن يصوب نيران سهام عينه فيعرقل ما ننوي القيام به فيعرضه للفشل والانتكاسة ، وغدت الإصابة بالعين الشماعة التي تعلق عليها كل الإحباطات والذريعة التي تريح الفاشلين وأنها أصبحت السبب الذي عجز عنه الأطباء .
نحن لا ننكر العين فهي حق ، ولكن أن تصبح الأنفلونزا الشائعة في موسم انتقال الفصول نتيجة العين فهذا مما لا يقبله عقل أو إدراك ، والأدهى إذا تعالج أحدهم وسألته أين تلقيت العلاج يتكتم خشية أن يصاب بالعين وذلك لسببين لأنه تعالج ولأنه تعافى ، ألا يعلم أولئك الذين يروجون مثل ذلك أنهم يسيئون إلى الدين وإلى الحديث السابق ، لكن من يتأمله ويعيد قراءته في سياق أحاديث التكافل والحث على منفعة الناس يعرف أن : “أحبكم إلى الله أنفعكم للناس”..
بالغ الناس في تضخيم مشاعر الشك والريبة حتى ابتعدوا عن المقربين وسجنوا أنفسهم في دوائر ضيقة أقساها كما نعلم سجن الذات ، فبعضهم يصاب بالمرض وبعضهم يجد نفسه منفردا بمناسباته السعيدة لا يشاركه حبيب أو صديق.
نفهم أن بعض الأمور تستوجب تجنب الخوض فيها لأن الحديث فيها لا يخدمها فمن تحدثه لن يفيدك في سرعة إنجازها أو حتى يعينك على استكمالها، كما أن الإنسان غير مطالب بأن يقدم عرضاً للجميع حول خططه وأموره ، لكن ما نستنكره هو أن تتحول القضية إلى فوبيـا وهلع إنساني ولوحة تعلق عليها الأخطاء ، فلا يتمكن المرء من نقد الذات وتصحيح أخطائه، وأمر آخر هو ذلك الفتور الذي حل في العلاقات الإنسانية ، وما يربط المرء بأهله أو بأصدقائه، و ذلك ليس لانشغال الناس وتعقد أمور حياتهم ولكن خوفاً من عيون الآخرين وحسدهم..!!

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. صالح يقول

    للاسف ده الحاصل حالياً ، و لا يمكن تغييره ،،،، إلا بارجاع ساعات الزمن إلى الوراء لثلاثين أو أربعين عاماً ( زمن الناس نفوسها كانت طيبة و بتحب الخير لغيرها )

    حالياً نصيحتي ليك يا استاذة .. خلي أمورك و كل ما يهمك في النطاق الضيق جداً ( العائلة و الأسرة الصغيرة )….لكي لا تصابي بي احباط ( لا داعٍ له )

    تحياتي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد